تعز العز

“خوذ بيضاء” و”ورقة بيضاء” ومساع بائسة لوأد الفضائح

ظهرت للعيان مؤخرا مساع متواصلة لرعاة الارهاب “دوليين واقليميين واسرائيليين” لانقاذ ما استثمروه من عناصر ارهابية في معركتهم الوجودية الفاشلة ضد سوريا والعراق، بعد ان تمكن الأخير من طردهم من اراضيه، فيما لازالت “بقية من ارهاب” تلفظ انفاسها في سوريا.

يمكننا وصف تلك المساعي المحموة بمن يحاول التوسل بكل قشة لانقاذ “بقية الارهاب” من مصيرهم المحتم إن بقوا على الاراضي السورية بعد ان صممت دمشق على تحرير كافة اراضيها منهم وان مصير إدلب وريفها سوف لن يكون مختلفا عن مصير ما تمكنت من تحريره بعد ان عالجت المواقف المتأزمة ارهابيا بالقوة وبضربات موجعة مؤلمة مفاجئة سريعة مكنتها من تحرير اراضيها.

التحرك الدولي الاقليمي جاء على محورين غربي اسرائيلي عربي لانقاذ أصحاب “الخوذ البيضاء” وتركي لانقاذ من اعتمدت عليهم أنقرة للسيطرة على أرياف اللاذقية وحماه وحلب وجل ريف إدلب ومدينة إدلب وهم عناصر ما تسمى بتنظيم “جبهة النصرة” الارهابية.

المحور الاول

المحور الاول (“اسرائيل” والغرب) الذي تحرك لانقاذ عناصر الارهاب المتمثلة بما يسمى بـ”الخوذ البيضاء” عبر الكيان الاسرائيلي الى الاردن، لكن لم يسعفه الحظ سوى في اخراج الدفعة الاولى المتكونة من 422 شخصا من عناصر “الخوذ البيضاء” وعائلاتهم تم إجلاؤهم من سوريا الى الكيان الاسرائيلي ليل السبت ودخلوا صباح الاحد الى الاردن لاعادة توطينهم في بريطانيا والمانيا وكندا.

وأعلن مصدر في الحكومة الكندية الأحد، أن دفعة ثانية من عناصر “الخوذ البيضاء”، في مناطق المعارضة السورية، كان مفترضا ان يتم اجلاؤهم مع عائلاتهم من سوريا الى الاردن عبر الكيان الاسرائيلي الأحد لكن الاوضاع الميدانية حالت دون ذلك.

المحور الثاني

المحور الثاني (تركيا)، التي سعت لانقاذ عناصر “النصرة” بتقديمها ورقة من عدة بنود لروسيا أطلقت عليها إسم “الورقة البيضاء للحل في إدلب”، وذلك تزامنا مع تطبيق بنود مفاوضات بلدتي كفريا والفوعة والتي أسفرت عن تحرير الأهالي بعد حصار خانق وصمود أسطوري دام لسنوات.

المساعي التركية تأتي لوقف اندفاعة الجيش السوري لشن عملية عسكرية في إدلب تنهي سيطرة “النصرة” عليها وتعيد المنطقة إلى حضن الدولة السورية، وهذا الأمر يقلق تركيا التي ترى في أي عمل عسكري لاستعادة إدلب نهاية لأحلامها ونفوذها في هذا البلد.

للضرورة إغراءات..

من هنا، قدمت تركيا من خلال تلك الورقة “البيضاء” تحفيزات واغراءات خدمية تتضمن إعادة التيار الكهربائي والمياه وعودة المرافق الحياتية والخدماتية للمدن والبلدات، وفتح طريق حلب دمشق وإزالة السواتر والحواجز من منطقة دارة عزة نحو حلب الجديدة.

كما تحوي الورقة التركية بنودا تتعلق بإنشاء مهابط للمروحيات العسكرية والمدنية قرب نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد الرابعة، وهناك بند يتحدث عن إقامة مستشفيات تقدم الخدمات الطبية بالمجان.

ودعت أنقرة كل الفصائل والهيئات والتجمعات والفعاليات في الشمال السوري وأهمها هيئة تحرير الشام “النصرة” -حكومة الإنقاذ- الإئتلاف الوطني السوري -الحكومة المؤقتة- وباقي الفصائل إلى مؤتمر عام يعقد خلال أسبوعين لمناقشة مستقبل إدلب بعد التطورات الأخيرة التي حصلت في الجنوب السوري وفي كفريا والفوعة في محافظة إدلب.

ماذا تُبَيت تركيا؟

تسعى تركيا لتأمين ملجأ خاصا لقادة الارهاب ومنهم ما يسمى بـ”أمير النصرة” الإرهابي أبو محمد الجولاني وللمحيطين به في تركيا مقابل التسليم بـ”الحل السياسي” في إدلب غير أن لا شيء في الأفق يوحي بتغير إيجابي في مواقف الجولاني مع انقسام “هيئة تحرير الشام – النصرة” الإرهابية على نفسها حاليا.

المساعي التركية لا تقتصر على الجهد المتواصل لحماية قادة الارهاب على اراضيها.. الذين نفذت من خلالهم اجندتها شمالي سوريا وحسب، بل تسعى ايضا لتخزين اسلحتهم الثقيلة والمتوسطة وحفظها في اراضيها للمستقبل الذي تخطط له، وستطلب من الجميع تسليمها السلاح الثقيل والمتوسط لتقوم بجمعه وتخزينه لديها، على أن يتم الإعلان عن تأسيس ما يسمى بـ”الجيش الوطني” من كافة الفصائل المسلحة، وسوف تؤسس “هيئة” موحدة للكيانات غير العسكرية تصبح مهمتها تنفيذ مهام مدنية وخدماتية بإشراف وإدارة تركية.

هل تنجح مساعي تركيا؟

أكد مراقبون أن بنود الورقة التركية – في حال الموافقة عليها – سوف تحتاج عدة أشهر لتنفيذها والتأكد من نجاحها وقالت إن الهدف التركي الأساسي من تقديم هذه الورقة يعود إلى رغبة انقرة ارجاء اي عمل عسكري روسي – سوري محتمل في إدلب يؤدي لتكرار ما حصل في الغوطة ودرعا وغيرها.

ان احتمال نجاح المساعي التركية ضئيل جدا اثر التواصل الجاد بين الحكومة السورية وابنائها في محافظة إدلب، ما سيفشل اي مسعى تخطط له تركيا وتحاول احباكه.

الى ذلك، أكدت سوريا اليوم و”كما جاء على لسان عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة إدلب صفوان القربي”، أن التواصل مع المحافظة، أكبر مما يتوقع الجميع وأن عودة إدلب إلى فضاء الحكومة ستكون سريعة على غرار ما حصل في درعا والقنيطرة، و”كما فاجأت درعا والقنيطرة إيجابا الشعب السوري وكانت عودتهما أسرع مما توقع الجميع، ستسير إدلب على الخطى ذاتها، وستعود إلى حضن الدولة بالسرعة نفسها”.

وأوضح القربي أن القسم الأكبر من إدلب سيعود بشكل هادئ وسريع وآمن ومريح، ويبقى هناك قسم سيحتاج إلى إجراء “جراحي قاس”، وهذا القسم يتعلق بالمناطق التي يوجد فيها تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي وإرهابيون من الشيشان والأوزبك والإيغور وغيرها من الجنسيات.

على ماذا تراهن سوريا؟

من الطبيعي ان اي حكومة لا تعتمد على جمهورها تفشل في اداء اي من مهامها وواجباتها ومسؤولياتها وستكون امام خيار لا تحسد عليه ابدا بان تسلك نهجا ديكتاتوريا متصلبا متعنتا بقراراته ورأيه “ومن استبد برأيه هلك”، على عكس من تعتمد على جمهورها ولو كانوا في الاسر..

الى ذلك كشف القربي أن التواصل مع جمهوره في إدلب وريفها يتم عبر غرفة حميميم الروسية، وهناك معلومات من داخل حميميم تؤكد أن التواصل فاجأ الأصدقاء الروس، بكثافته وتنوعه وبالاستعداد للتعاون عندما تحين ساعة الحقيقة”، مضيفا أن التواصل يجري أيضا مع الفعاليات السياسية في محافظة إدلب ومنهم أعضاء من مجلس الشعب وعلى مستوى كبير.

هل هذا كل شيء؟

لا ابدا هذا ليس كل شيء، بل أن التواصل مع الأهالي في مناطق إدلب يتم من خلال لجان مصالحة موجودة داخل المحافظة، وان هذه اللجان غير معروفة ولا يتم الكشف حاليا عن أسمائها، حتى تتمكن من الاستمرار بالدور الذي تقوم به، ومن خلال التواصل مع هذه اللجان، تمكنت الدولة من معرفة المزاج العام لأهالي محافظة إدلب، وهذا المزاج يتجه نحو الرغبة بالتسويات والمصالحة الوطنية.

ولم يفت القربي الاشارة الى ان “ليس كل مسلحي إدلب ارهابيون” ما يوطد المصالحة مع شريحة واسعة من ابناء تلك المحافظة حيث قال بالحرف، أن المجموعات المسلحة الموجودة في إدلب ليست كلها إرهابية، فهناك جماعات مسلحة يمكن أن نضعها تحت عنوان “المجاملة العسكرية” لواقع مفروض عليها.

ما الذي يخيف الغرب و”اسرائيل” وتركيا وبقية التابعين؟

ان هروب اصحاب “الخوذ البيضاء” الى الاردن عبر الاراضي الفلسطينية المحتلة يعني بحد ذاته هزيمة معنوية كبيرة لهذه الجماعة الارهابية التي تسلح بها الغرب لبث سمومه ونفاقه ومزاعمه الكاذبة وفبركاته الاعلامية التي تدخل ضمن سياق الحرب النفسية بالمنطقة وهزيمة لرعاتهم الغربيين والاسرائيليين.

وان تنقسم هذه الجماعة الى قسمين، تلكأت مساعي الغرب والكيان الاسرائيلي عن انقاذهم من الاراضي السورية، يعتبر قمة فشل المساعي البائسة لسرقتهم وابعادهم عن المساءلة المتوقعة التي ستفضح الغرب والكيان الاسرائيلي ودورهم البائس في اساسيات تأجيج الحرب المفتعلة في سوريا.

وكذا الامر لتركيا ان فشلت في اخراج قادة الارهاب من هذا البلد، ما يعني فضح كافة خطوط المؤامرة الاقليمية والعربية الخليجية في تأجيج اوار الحرب في سوريا.

 

#الصرخة_في_وجه_المستكبرين

 

 

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا