تعز العز

الدور اليمني المتعاظم: نحو شراكة في صياغة المعادلات الإقليمية!

في تطور جديد في الحرب اليمنية، استهدف سلاح الجو المسيّر في الجيش اليمني واللجان الشعبية مطار أبوظبي الدولي. جاء قصف المطار بعد استهداف ناقلتي نفط سعوديتين في البحر الأحمر، ما دفع السعودية إلى تعليق شحنات النفط التي تمر عبر مضيق باب المندب. معادلات جديدة فرضت نفسها على الساحة الإقليمية تُعتبر دلالاتها أكبر من الحرب على اليمن. فما هي دلالات هذا التحوُّل؟

التحليل والدلالات

عدة دلالات يمكن الخروج بها جرَّاء هذا التطوُّر يمكن الإشارة لها في التالي:

أولاً: يُعتبر استهداف الطرف اليمني للسفن في البحر الأحمر ولمطار ابو ظبي نَقلةٍ نوعيّةٍ ومفصلية في الحَرب على اليمن. وهو ما يعني القدرة على تعطيل الملاحة البحرية والجوية للأطراف المشاركة في العدوان وبالتالي الإنتقال الى مستوى جديد فيما يخص معادلات الحرب، يكون فيها للجيش اليمني واللجان الدور الأساسي في إدارة الميدان والحرب. وهو ما تتخطى حساباته الصراع العسكري الدائر الى تأثيره على معادلات الصراع في المنطقة.

ثانياً: إنطلاقاً من الدلالة الأولى، يُحسب هذا التطور تصعيداً من قبل الطرف اليمني في وجه قوى العدوان. وهو ما يُثبت صعوبة الحسم العسكري على الرغم من الكلفة الكبيرة التي انفقتها السعودية حتى اليوم في الحرب والتي وصلت الى 65 مليار دولار بحسب تقرير لمعهد ستوكهولم للسلام وبعد مرور أربع سنوات على العدوان السعودي الإماراتي على الشعب اليمني.

يُعتبر استهداف الطرف اليمني للسفن في البحر الأحمر ولمطار ابو ظبي نَقلةٍ نوعيّةٍ ومفصلية في الحَرب على اليمن
ثالثاً: يبدو واضحاً وجود خلاف سعودي اماراتي في مقاربة مستقبل العدوان على اليمن. فحسب التسريبات الإعلامية، يوجد نية شبه مؤكدَّة لدى القيادة الإماراتيّة لسحب قواتها من اليمن حيث كانت تراهن على انتصار عسكري في الحديدة، يُمكِّنها من حفظ ماء وجهها. فيما جاء هذا التطور ليكون كضربة قاضية للآمال الإماراتية.

رابعاً: تدفع الإمارات ثمن التواجد العسكري البري عكس السعوديّة، التي تكتفي بالقِتال من الجو. ومن خلال إضافة الدلالة السابقة، نستنتج وجود تراجع في التنسيق العسكري بين الطرفين السعودي والإماراتي ما سيؤثر حتماً على مسار العدوان ومستقبله، وستكون نتائجه لصالح اليمن جيشاً وشعباً.

إذاً وبعد سنوات من الحرب، أثبت الشعب اليمني للعالم وعبر جيشه ولجانه أنّه عصيٌ على الكسر. بات اليمن اليوم شريكاً في حسابات الإقليم، ولاعباً يُجيد صياغة المعادلات. لم يكن ليتوقَّع المُخطط أن دولة فقيرة ستنقلها الحرب نحو التعاظم لدرجة تأمينها الشراكة في إدارة الحرب الكونية على المنطقة ومحور المقاومة. أعاد اليمن كسب زمام الميدان، ونقل المعادلات نحو مرحلةٍ يُديرها الجيش واللجان حيث أن الجميع بات يُسلِّم بصعوبة الحسم العسكري. في حين لن تكون نتائج الميدان بعيدة عن المفاوضات، بل إن أوراق الميدان التي باتت برسم الشعب اليمني، ستكون سبباً في انتصارهم المستقبلي. فهل تُجبر المعادلات الجديدة قوات العدوان على الإستسلام وبالتالي يُسدَل الستار على عاصفة حزمٍ أدت الى تعاظم اليمن إقليمياً وتراجع دور قوى العدوان؟ وهل ستدفع هذه المعادلات الأطراف الى حلٍ دبلوماسي؟!

أشترك على قناة أخبارتعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبرفورحدوثه انقرهنا