تعز العز

🖊 من طفل انتحاري كان يحاول ان يفجر نفسه في الجيش واللجان الشعبية بتعز.. الى الشهيد البطل الذي تفجر ايمانا وعزة على الغزاة والمحتلين في نجران..؟؟

طفل نائم وبحوزته حزام ناسف

 

كان عمره ما يقارب السادسة عشرة سنة حينما عثر عليه نائماً, مجموعة من ابطال الجيش واللجان الشعبية على مقربة من احدى النقاط الامنية ..

الظلام كان حالكاً هدير الرعد يدوي في كل اتجاه كان قويا بما يكفي ليهز اركان المنطقة ويطغى على اصوات القوارح التي تعم الارجاء (اصوات الاشتباكات)

 

اصوات سعال شديد …من هناك ..!؟

 

تقدم اليه احد الامنيين … واذا به على طفل لم يتجاوز السادسة عشرة نائما تحت بلكونة احد المنازل التي لا تزال قيد الانشاء , كان نائما وبجانبه حزام ناسف وهنا كانت الصدمة …!!

 

وبسرعة اخذوا الحزام من امامه وقاموا بإدخاله الى داخل العمارة ..

مالذي تفعله هنا ..؟؟ لماذا هذا الحزام معك..؟؟ وما الذي كنت تنوي ان تفعل به ..؟؟

 

بعد اكمال الاجراءات الاولية قام افراد النقطة بتقديم العشاء للطفل فقد كان صائما..!!

 

فالطريقة التي جند بها هذا الطفل من قبل العناصر التكفيرية لقوى العدوان طريقة مفعمة بالخبث اللعين يقف الشيطان مذهولاً عندها وهي نموذج من النماذج الحية لطرق تجنيد الصغار عند تلك العصبة القذرة الخالية من الشفقة والرحمة والانسانية ..!!؟؟!!

 

تواصل افراد النقطة بالمسؤول الامني وقاموا بأخذه إلى المنطقة الأمنية لاستكمال بقية الإجراءات وهناك تم اخذ اقوله

التحقيقات كانت صادمة ..

 

تقريبا سنة قضاها الطفل الذي صار اسمه بعدئذ ” ابو علي” في المنطقة الامنية ثم قامت الجهات الأمنية بالإفراج عنه عندما تقدم احد القيادات انصار الله بالمحافظة بطلب الافراج عنه والتكفل به , فقد كانت الأجهزة الأمنية تتحفظ عليه خوفا على حياته فيما اذا افرجت عليه وعاد الى مناطق سيطرة المنافين …!!

 

هكذا كانت أخلاق البطل الشهيد

 

مالك هو احد المجاهدين وهو الذي وافق على الفور على ان اقوم بكتابة هذه القصة الحقيقية و زودني بالكثير من التفاصيل المشوقة حول ابو علي بحكم انه جلس معه فترة من الزمن وصحبه الى قبيل استشهاده في جبهة نجران الحدودية بعد ان عرف الحق وانطلق مجاهدا في سبيل الله والمستضعفين ، يذود عن حياض الدين والوطن حتى سقط في كف الرحمن وهو يزلزل أركان احد الجبال مقتحماً بقلب ٍ ممتلئ الإيمان ويدٍ فيها غضب الجبار اذاق بها الطغاة اليم الوبال وعظيم النكال حتى ترجل عن صهوة العز ليرقي الى السماء مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا …

 

قال مالك:

 

كان من جميل صنع الله عندما التقيت به بعد خروجه وقعدنا سويا فترة ليست بالهينة قبيل استشهاده فقد كان الشهيد ابو علي آية من آيات الله في سنة الهداية ومعراج الوصول الى الله وتجلى ذلك جليا في التزامه بالبرنامج اليومي واحسانه الى غيره وتألمه البالغ على المستضعفين والمحتاجين من حوله وكذلك ألمه البالغ عند مشاهدته لجرائم العدوان السعودي على التلفاز ..!

 

لقد كان ابو علي يلح علي بإصرار كلما سنحت له الفرصة ويترجاني بلهفة ان اسمح له بالذهاب الى الجبهة ليجاهد في سبيل الله فكنت اجهد في منعه و في صرفه عن ذلك لأني كنت لا أزال أراه صغيراً على اعباء الجبهات والقتال ,على الرغم من انه كان قد بلغ سن الثامنة عشرة وكان يتمتع _رحمه الله_ بجسم قوي ومفتول ..

 

قصة المعراج الى الهداية الالهية:

 

اذكر ذات مرة اني سألته عن السبب الذي جعله يقتنع بتفجير نفسه في النقطة الامنية التابعة للمجاهدين وكيف استطاع شياطين التكفير إقناعه بالقصة فقال :

 

انا من منطقة جبل حبشي كنت أعيش مع والدي الذي تزوج امرأة أخرى بعد إن توفت امي _رحمها الله_ وكنت اشتغل في بعض الاحيان في السوق ” بالبصطات ” في النشمة ثم انتقلت الى مدينة تعز بداية العدوان “لأطلب الله ” اشتغل كانت بسطتي بالقرب من احد الجوامع المعروفة بالمدينة وكنت اذهب باستمرار مع كل نداء للصلاة الى ذلك المسجد واعود للعمل في البسطة وكان هناك _مطاوعة_ في المسجد تقربوا مني وكانوا يظهرون الاهتمام بي وكانوا يحضروننا بشكل يومي عن خطر ما يسمونهم بالروافض الحوثيين المجوس الذين يقتلون النساء والاطفال ويسبون الصحابة …

 

ولأني كنت صغيرا كنت لا اعي تماما ما معنى صحابة إلا أني كنت اغضب لهم جدا عندما اراهم يتحدثون عنهم بحماس بالغ

 

وهكذا استمرت القصة يوما بعد آخر لفترة طويلة … صرت ملتزما معهم في الحضور والانصراف احمل تفكيرهم وهم يحسنون الي بشكل بالغ ..لكن لم يكن لوجه الله …

 

 

وفي احد الايام سقطت قذيفة مجهولة الانطلاق … اشلاء ,دماء تملئ الشارع فقد كان الشارع ممتلئ بالمارة اطفال مقطعون ونساء يبكون وعلى الفور أخذني احد الدواعش إلى ساحة الجريمة وبدأ بالتباكي على الاطفال الذين ضرجوا بدمائهم ويكيل الشتائم لانصار الله ويحسبن عليهم الله ووو…الخ التباكي الزائف كان هذا المشهد صادما لي … لم استطع استيعاب المشهد المروع والاجرامي.. كنت ابكي بشده لهول ما رأيت … وكالعادة في المساء صعد احد الدواعش المنبر ثم قام بإعادة المشهد وحشد القصص المأساوية التي يرتكبها المجاهدون حد زعمه …

 

كنت اتسمر مذهولاً من بشاعة ما يفعله هؤلاء الحوثيين ..قال متبسماً… كنت ابكي بحرقة كلما تذكرت تلك المشاهد فقررت ان اجاهد فيهم لإزالة الظلم والانتصار لتلك الدماء التي كانت لا تفارق ذاكرتي

 

في ذلك اليوم خرجت متجها صوب منطقة بير باشا وكنت صائما وقد قمت بإنفاق ما بحوزتي من النقود التي جمعتها خلال الشهور السابقة للأطفال والمساكين وتابعت طريقي الى حيث كنت انوي ان افجر نفسي قبل ان اصل الى النقطة نزلت من الباص واظنني نزلت بمسافة بعيدة نسبيا عنها لأني لا اعرف المنطقة تماما ولذلك لم اصل الى قرب النقطة إلا متأخرا وصلت مع دخول الظلام وكان الجو ماطرا والجوع قد اخذ مني جهدي فانا كما تعلم صائم لحظات اندلعت الاشتباكات بين المجاهدين والدواعش وكنت أنا في المنطقة المتوسطة بينهما

 

تسللت شيء فشيء حتى وصلت الى امام عمارة “عظمة” (منزل قيد الانشاء ) فقلت استريح قليلا طرحت جاكتي وو… ولم ادري الا وقد وصل المجاهدون الي… انتهى

 

ابو علي كان من الملتزمين بتطبيق البرنامج اليومي وكان يعمل في الجانب الثقافي معنا كان يداوم على قراءة القرآن وقراءة الملازم بل انه كان يكتب الملازم الى دفتر اخر قال مالك :

ذات مرة حدثني احد الاخوة الذين كانوا معنا أن أبو علي أعطاه نصف رعايته سرا ليرسلها الى اطفاله عندما علم بحالته الصعبة واقسم عليه الا يتحدث بذلك لأحد.. كان محسناً بكل ما تعنيه الكلمة كان يطبخ للمجاهدين طول فترة عمله معنا وبدافع ذاتي

 

قبل ان يستشهد أبو علي تقريبا بأربعة أشهر قدم إلينا أخ ثالثا وكان يدعى ايضا ابو علي الشامي وكان بنفس عمره ايضا كان العليان يجلسان مع بعض طوال الوقت يعملان عملهما الجهادي معا ويأكلان معا ويجلسان معا ويتشاطران كل شيء معا يقران القران معا يطبقان البرنامج معا بإخوة قل نظيرها..!!..وحتى الاستشهاد استشهدا معا في نفس المكان في نفس الرتب..سبحاااان الله

 

 

الشهيد البطل الذي تفجر ايمانا وعزة على الغزاة والمحتلين في نجران.

 

 

من سيغزي اليوم .. أنا ..أنا غازي قال ابو علي ..

لا انت لا قال : قائد المجموعة وبعد جهد جهيد مع اصرار ابو علي .. قال القائد : أنت ستكون اسناد هذه المرة في المرات المقبلة سنأخذك معنا

 

وبشوق كان ينتظر دوره في الاقتحام . وفي اول مرة شارك فيه شهيدنا البطل في شرف الاقدام والاقتحام كان ذلك بعد ان جاء القائد يسأل المجاهدين عمن سيغزوا اليوم

مسك ابو علي القنبلة بعد ان اخرجها من جعبته وقال : انا اليوم غازي يا باتخلوني اقتحم وافجر بالغزاة أو با فجر بها فوقكم قالها بحزم وشدة … فعلا كان أسدى في أقدامه كل من راوه كانوا يستغربون في كل مرة يقتحمون كان من اوائل المقتحمين واخر من ينسحب

 

في اخر عمليات الاقتحام كان هو ورفيق دربه العلي الشامي يلتفون على الغزاة من احدى التباب …صراخ يملئ الافاق هروب جماعي .. ضربات حيدرية وتنكيل الهي هكذا ككل مجاهدا باع نفسه من الله ..فاز العليان ورب الكعبة بعد ان شردوا بغزاة من خلفهم

 

لم ينسحبا بل عرجا إلى السموات و ارتقيا إلى مقام الشهداء العظيم

سلام الله عليه حين خلق وسلام الله عليه حينما انطلق مجاهدا في سبيله وسلام عليه حيما ارتقا بصلابة الحسين الى السماوات وسلام عليه يوم يقوم الاشهاد..

 

 

 

 

#صماد3_تقصف_أبوظبي

 

أشترك على قناة أخبارتعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبرفورحدوثه انقرهنا