تعز العز

🖋 هانت الأرض فهان العِرض

عندما كنتُ أفكِّرُ في وضع توقيع على كتيبي: (المرتزقة ودورهم في العدوان السعودي- الأمريكي على اليمن) خلصت إلى كتابة (من هان عليه وطنه.. هان عليه أيّ شيء آخر)، لكني شعرتُ حينها أنّني قد أكونُ مبالغةً في هذه العبارة؛ لأنَّ هناك أشياءَ لا يمكن التنازل عنها حتى لو تنازل الشخص عن أرضه، لكن لم يمضِ زمناً طويلاً حتى فاجأ المرتزقة الناس بتنازلهم عن أعراضهم بعد تنازلهم عن أرضهم. فالأرضُ هي العِرضُ أيضاً، وانتهاكُها يعني انتهاكَ حُرمة أصحابها، وفوق ذلك نسمَعُ من المرتزقة مَن يتبجحُ أيضاً على وسائل الإعلام بأنّه مستعدٌّ بأن يهب نساءه للمرتزقة الخارجيين من الجنجويد وغيرهم ممن هم في نفس خط الارتزاق والنفاق.

 

وهذا إن دل على شيء فإنّما يدل على مدى السقوط والانحطاط الذي وصل إليه هؤلاء. فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه العديد من الانتهاكات في المناطق التي يسمونها محرّرة. فمن اغتيالات إلى اختطافات واغتصابات حتى للأطفال والرجال. ومنها ما حصل مؤخراً من اختطاف للنساء في الجوف والحديدة وتعز وغيرها؛ لأنَّ قوى العدوان تؤسّس لإيجادِ مجتمعٍ متفسخٍ منحلٍّ، ينزع إلى الجريمة والسقوط الديني والأخلاقي.

 

فعن أيّ تحرير يتكلم هؤلاء بعد أن يكون المحتل قد سلب منهم أعراضهم وكرامتهم وإرادتهم، أم أنّ التحرير بنظرهم هو التخلي عن القيم الدينية والإنْسَانية.

 

لكن برغم كُـلّ هذا إلّا أنّ اليمن حرةٌ وستبقى حرة بوجود الكثير من أبنائها الأحرار والغيارى الذين هبوا من كُـلّ مكان على أرض هذا الوطن للنكف والذود عن الأرض والعرض، وضحوا بأرواحهم وممتلكاتهم للدفاع عن دينهم وأرضهم وأعراضهم وكرامتهم.

 

 

 

🏿 فاطمة بخيت

 

 

 

#بدمائنا_نصون_أعراضنا

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا