تعز العز

بندقية للوطن لاخنجراً في ظهره ( تعز معراج الشهادة )

مدينة ليست كالمدن الأخرى، بل مدينة المدائن اليمنية وجرحها الغائر. هي سيمفونية السلام ونشيد الحرب في وجه كل الغزاة المعتدين. شهداؤها ومجاهدوها المرابطون رمزاً للقاء السماء مع الأرض، سيمفونية السلام ونشيد الحرب في وجه كل غاز معتد. باختصار: لا يمكن أن تكون هناك تعز من دون اليمن ولا يمن من دون تعز.

أساطير خالدة
قاموا بواجبهم الإنساني والوطني، وكانوا عشاقاً للحرية، عظيمي الهدف، ثابتي المبدأ وصادقي القضية، وكانوا ابتسامة البائسين وأمان الخائفين وحماة الأعراض وناصري المظلومين والمستضعفين.
هي تعز التي قدمت باكورة شهدائها بعمليتين بطوليتين لأسود الجحملية طالت أوكار الإرهاب في حي مستشفى الجمهوري مع بداية العدوان وسجلت أبطالها: طارق الروضي في العملية الأولى، وفواز وابل في الثانية ضمن قاموس شهدائها الأبرار.
هي تعز في قصة (أبو علي)، الفتى الأغر القادم من مديرية جبل حبشي لتنفيذ عملية انتحارية تستهدف أبطال الجيش واللجان الشعبية في منطقة بير باشا بعد أن جنده دواعش الموت ومن ثم تحوله إلى صف الجهاد الحق مع إخوانه أبطال الجيش واللجان الشعبية وارتقى إلى مصاف الشهداء والصديقين بعد أن تفجر إيماناً وعزة على المعتدين الغزاة في جبهة نجران.
في تعز استشهد جواد الحسيني في ربيعه الـ15 في تبة السلال شرق المدينة, وبعدها بشهرين لحقه ابن عمه خليل علي عبدالله الحسيني، هذا البطل الذي ودع أبناءه الثلاثة الصغار وزوجته في قرية ذراع سليمان بمديرية صبر الموادم وذهب قبل فترة وجيزة من العدوان ملبياً نداء الواجب في مهمة عسكرية ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في قرية بيت الذهب بمديرية رداع/ محافظة البيضاء. لم تمض أيام حتى كان العدوان الأمريكي السعودي يحل بلعنته على ربوع اليمن, لينطلق هذا البطل إلى ميادين الشرف، فمن جبهة الشقب في صبر/ تعز حل مرة أخرى في جبهات البيضاء التي لقي فيها ربه شهيداً في الثالث من الشهر الفائت.
كانت تعز مهداً ورافداً لجبهات الوطن، وجبهة كل اليمن. في جبهة الهشمة بمديرية التعزية استشهد البطل مطهر منصور احمد صدام لينضم إلى سلسلة شهداء طويلة لعائلة آمنت بصون الأرض ومواجهة الأعداء. وفي مديرية نهم استشهد البطل جمال علي عبدالله الشرفي ابن عزلة مورخة بشرعب الرونة بعد مرور عام من استشهاد خمسة من أبناء عمومته. قافلة طويلة لمنطقة قدمت الشهيد تلو الشهيد لم يكن آخرهم البطل محمود علي حسن قحطان ابن عزلة بني وهبان التابعة لمديرية شرعب السلام الأربعاء الفائت بجبهة صبر الموادم دفاعاً عن وطن استباحه اقذر عدوان في التاريخ.

غزو جحافل الموت
بمجرد أن يحل العدوان وأدواته على منطقة ولا يجدون التأييد لهم تبدأ سلاسل الانتقام والتنكيل. ففي مناطق بير باشا والحصب والجحملية كانت جمعة الـ4 من مارس, وأربعاء الـ16 من نوفمبر 2016, كابوسا مرعبا بعدما أفاق اليمنيون على سلسلة من عمليات القتل الوحشية.
كانت البشاعة وما زالت تمضي. ارتكبت مجزرة سكن محطة الكهرباء بالمخا وذهب ضحيتها العشرات, قصفت النساء في الآبار (قرية المطالي) وضربت بيوت العزاء (منطقة صالة) ومخيمات الأعراس (الوازعية والمخا) واستبيحت الأحياء وهجرت من قاطنيها وارتكبت عمليات التطهير العرقي في حق أسر ضحت كثيرا من أجل الدفاع عن كرامة وسيادة الوطن، كما حدث مع آل الرميمة وآل الجنيد في قريتي الصراري ومشرعة وحدنان في صبر.
على مر العصور والأزمان سجل التاريخ أن من يغزو الأرض يستبيح العرض، وهذه الثقافة الدخيلة على اليمن ينتهجها الغازي المحتل في كل منطقة يسيطر عليها. ففي مدينة تعز أقدم مرتزقة العدوان بقيادة الإخواني خالد فاضل المعين قائداً للشرطة العسكرية في تعز من قبل حكومة العملاء مطلع الأسبوع الفائت على اختطاف السيدة (صباح محمد أحمد) زوجة الشهيد وسيم الدروبي (استشهد في جبهة الكدحة أغسطس2017) واقتيادها إلى مكان مجهول أثناء زيارتها لمنزل والدها في منطقة بير باشا غرب المدينة بعد تربص هؤلاء الحثالات من حزب الإصلاح والقاعدة وداعش بهذه الحرة وممارسة أحقادهم تجاه كل أسرة توقف بوجههم البشع في تعز.
هكذا يتفنَّنُ عدوانُ التحالف الأمريكي السعودي (الحملة الوهابية الثالثة على اليمن) في جرائمه بحق المدنيين في طول وعرض البلاد، وهكذا تنهمك سواطير مسوخه في الذبح. مازالت الدوامة طافحة بالوحشية لمدنيين تنتهك أعراضهم وتقتحم منازلهم ويقتلون بصورة بشعة أمام ذويهم بعد اتهامهم بالتعاون مع الجيش واللجان الشعبية أو لمعارضتهم للعدوان.

تهميش مع سبق الإصرار
لا يقدم الإعلام الحربي كثيراً الظهور العملياتي لأبطال ومجاهدي محافظة تعز في مختلف جبهات الصمود والكرامة. فعلى وقع الصورة والصوت لا تنقل كاميرات ومايكرفونات الإعلام الحربي وقائع أبطال تعز المشاركين (وما أكثرهم) مع إخوانهم الأبطال الآخرين من محافظات الوطن في الجبهات إلا في ما ندر. ولا تحفل لوحات الشوارع برفع شهداء تعز، ولا تبدي القنوات الفضائية الوطنية (المقصود بها المناهضة للعدوان) أي اهتمام بكفاءة الإعلاميين التعزيين والاستعانة بهم أو حتى تقديم بعض من يعملون فيها بشكل أفضل. لسنا في سباق من تقدم ومن تأخر، ولسنا في صدد الحديث عن قائمة الحضور والغياب في لستة المكافأة. لكن ما يستفز المرء سياسة ومنهج التهميش لعرق المجاهدين ودماء الشهداء التي قدمتها محافظة تعز إلى جانب بقية محافظات الوطن في مواجهة العدوان. وللإعلام الحربي وقناة (المسيرة) نقول: (لا يمكن حجب الشمس بغربال).

سقوط الأقنعة
من مهد الاتهامات الباطلة، وحل عقدة الابن المضلل بأفكار سادت تماهي الأعشاب الشوكية عندما تغزو أرضاً شحيحة، تبقى أفكار المرء المستوحاة من عاداته وتحامله وأحكامه المسبقة وتعصبه لا تؤثر ولا تجدي نفعاً في واقع حياة وطن راسٍ على أرضية الشرف والحرية والبطولة.
فمنذ أسبوعين عرض الاعلام الحربي مقطعاً لمجموعة من مرتزقة العدوان وهم ينفذون جريمتهم القذرة بحق أسير من الجيش واللجان الشعبية. لم تمضِ دقائق على بث هذا المشهد البشع حتى انبرى أحد الأمراض بمنشور يتهم فيه محافظة تعز بأنها بيئة للإرهاب، مستدلاً بأنه تم تصويره في تعز، ومؤكدا أن كل أبنائها بمن فيهم الواقفون ضد العدوان الأمريكي السعودي فرحون وسعداء بهذه الجريمة, وذهب البعض من أبناء المحافظات الأخرى والمحسوبين على جماعة أنصار الله لتأييد هذا الطرح الأرعن.
منطقياً يثبت المفسبك الذي يحمل اسم (علي الصنعاني) -ربما يكون اسماً وهمياً- مدى سطحيته في الطرح وشبهته في لعب دور الجرذ الهادم لوحدة الصف وتلطيخ الطيف في مواجهة العدوان من خلال انطلاقته للإساءة وإثارة الفتنة عبر كنترول العدوان الذي أفسد سريعاً بعد التوضيح بأن المقطع كان في إحدى جبهات عسير لمرتزقة جنوبيين يقومون بسحل شهيد كريم من مديرية القفر التابعة لمحافظة إب.
إن البعض ممن تحدثوا عن البيئة الحاضنة للإرهاب، ما زالوا صامتين ومهادنين ومتعايشين مع الأدوات المنتجة للإرهاب، على الرغم من أن الأخيرة هي الحقيقة، فيما الأولى مجرد هرطقات.
منذ متى كانت تعز بيئة خصبة للإرهاب وهي المحافظة التي مازال مجتمعها يواجه منذ زمن طويل وحتى اليوم هذه الثقافة القادمة على منطقته وكل مناطق اليمن بقوة. تعز واجهت بشاعة سواطير بعران نجد وبني صهيون وأمريكا، وتحملت فاتورتها رقماً مهولاً من الدماء والدمار في حالة تترجم مدى حقد تحالف العدوان وخلفائهم على الأرض نتيجة صمود ومحاربة مجتمع تعز لهذه الآلة المجرمة وجرذانها الذين دنسوا بضع كيلومترات من مدينتها وقراها. تعز تستقبل كل يوم مواكب شهدائها وتقدم كل يوم العديد من أبنائها لجبهات الدفاع عن كرامة وسيادة الوطن.
الإرهاب ليس له بيئة معينة، وليس له دين أو وطن أو جنسية. فعندما تطفو على السطح الأصوات المجنونة المطالبة بالانفصال والمواكبة لسياسة الغازي في الانفصال والتماهي مع الارتزاق مقابل خفوت الأصوت العاقلة المناهضة لهذه الأفعال والأفكار في المحافظات الجنوبية لا يمكننا أن نجزم بأن كل الجنوبيين انفصاليين ومرتزقة. في تعز ترتكب ولائم الدم والخطف وانتهاك الأعراض وكذلك في لحج والضالع والساحل الغربي وعدن والبيضاء وكل منطقة يصل معها العدوان بقوافله الآثمة. ومن هنا إلى هناك يتواجد المرتزقة والعملاء والخونة وسماسرتهم وبائعو العرض ومنتهكوه. وهنا وهناك البطل المرابط في جبهات العزة والكرامة والصون، والأحرار والشرفاء. وأخيراً من يتذكر كيف التقط الإعلام السوري الرسمي مظاهرة قام بها 20 طالباً في جامعة حلب نهاية العام الماضي ضد الاحتلال الداعشي لمدينتهم ووصف الإعلام السوري الرسمي لهذا المشهد بأن حلب هي أولئك الطلبة الـ20 الأحرار؟!

 

 

#بدمائنا_نصون_أعراضنا

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا