تعز العز

الى القرضاوي.. خراب ديار المسلمين هو البديل عن التقريب

……
كنت اُستفز كلما سمعت صوت القرضاوي او قرأت شيئا من فتاويه وتغريداته، بسبب دوره الكارثي فيما حل بليبيا وسوريا واليمن والبحرين والعراق، فكان بوقا لاكثر انظمة العالم فسادا وتخلفا ورجعية في العالم، كما كان بوقا للناتو، فاستحق عن جدارة لقب مفتي الناتو، بعد ان سخر الدين لخدمة اعداء الدين وخدمة حزبه والانظمة الخليجية العميلة.
كنت اغضب كثيرا عندما ارى جثث الشباب المسلم مقطعة جراء التفجيرات الارهابية في العراق وسوريا وليبيا واليمن، او عندما ارى اسر سورية وعراقية وليبية باكملها وقد قذفتها الامواج الى سواحل البلدان البعيدة جثثا هامدة، وعندما كنت ارى في مخيمات اللاجئين كيف تباع الفتيات السوريات لسعوديين من اجل “سترهن”، وعندما ارى احلام الملايين من الشباب العربي المسلم ضاعت تحت انصال سكاكين وسيوف وفؤوس الجاهلية الجديدة، بينما يعيش القرضاوي كالملوك في قصر باذخ في قطر تحت حماية الامريكيين والصهاينة.
كنت لا اتحمل سماع الاعلام الخليجي وخاصة القطري، وهو يتحدث عن مواقف القرضاوي الداعمة لحزب الله في تصديه للعدو الصهيوني، واشادته بالانتصارات التي حققها حزب الله على العدو الصهيوني، الا انه انقلب على موقفه هذا بعد “تدخل” حزب الله في سوريا، لانني كنت اعلم ان هذه المواقف كانت منافقة، فالرجل اضطر ان يطأطأ راسه امام عاصفة انتصارات حزب الله، والا فانه يكن حقدا وضغينة لا توصف للحزب، الذي عرى امثال القرضاوي وانظمة التبعية التي يسبح بحمدها ليل نهار.
كنت امتعض كثيرا عندما اسمع مدح القرضاوي لنفسه، وانه كان يدعو الى التقريب بين المذاهب الاسلامية، وانه سخر حياته من اجل هذا الهدف، لعلمي انه كان يكذب، وانه لم يكن يوما مقتنعا بفكرة التقريب بين المذاهب الاسلامي، وكل الذي قاله، كان بسبب الظروف التي تمر بها الامتان العربية والاسلامية، وانه سيقلب ظهر المجن في اول فرصة سانحة.
الا انني اليوم اتمنى ان يطيل الله بعمر القرضاوي والا يسكت وان يُخرج اخر ما في جعبته، ليقف الناس على حقيقته كما هو، بعد ان رسمت وسائل الاعلام الخليجية وفي مقدمتها قطر هالة كاذبة من القدسية حول الرجل، ويبدو ان “حوبة” دماء مئات الالاف من المسلمين الذين قتلوا في سوريا والعراق وليبيا واليمن والبحرين ومصر وتونس، و”حوبة” الملايين من المسلمين الذين شردوا من ديارهم، هي التي كانت وراء اطالة عمر الرجل وليكون له متسع من الوقت ليخرج ما كان يدفنه في داخله نفاقا.
فبعد ان شن فتاوى ضد حزب الله، وقام بتحريض الشباب العربي المسلم على هذا الحزب في خدمة مجانية لم تحلم بها “اسرائيل”، وبعد شرعن غزو الناتو لليبيا وحولها الى دولة فاشلة، وبعد ان اعتذر للوهابية لموقفها “الاسلامي الاصيل” من حزب الله والشيعة، وانه كان مخطئا عندما لم يدعمهم في موقفهم هذا، وبعد ان وصف الجمهورية الاسلامية في ايران باوصاف لا تخرج الا من “الدواعش” والوهابية، وعندما رفع جهارا نهارا لواء الدفاع عن قضايا ليست موجودة على ارض الواقع الا في عقله المريض، كقضايا الدفاع عن “اهل السنة” في العراق وسوريا واليمن، بينما نسى او تتناسى ان يتعاطف مع اهل السنة في ليبيا ومصر، الذين يقتلون يوما على يد العصابات التكفيرية الوهابية التي طالما اعتذر لكهنتها، اقول بعد كل هذه المواقف المخزية اراد الله سبحانه وتعالى ان يكشف عما تبقى من نفاق داخل الرجل، قبل ان يقبض روحه ملك الموت، فاذا به يغرد قبل ايام على فيديو له شن فيه هجوما على فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية، صابا جام غضبه على المراجع الشيعية مدعيا إنها تكفّر الصحابة وزوجات النبي (صلى الله عليه وآله) ولم تفت بجواز التعبد بالمذهب السني، متهما فكرة التقريب بأنها صبت لصالح الشيعة ولم يستفد السنة منها شيئا.
هذا الكلام الذي ينضح حقدا كريه، لا يترشح الا من نفوس اكلتها الطائفية ومن عقول كلستها الضغائن والصغائر، لا يمكن لصاحبه ان يدعي، حتى لو اقسم باغلظ الايمان، بانه كان يوما يدعو للتقريب بين المذاهب، فهذا الكلام يكشف بما لا يقبل الشك ان صاحبه من الد اعداء التقريب بين المسلمين، وان كل ما قاله في هذا الشان، في ازمنة لم تدع صاحبه يقول غير الذي قال، هو كذب ونفاق وضحك على الذقون.
يكفي التدقيق بما قاله القرضاوي حول فكرة التقريب بين المذاهب وانها لم تكن فكرة صائبة بالنسبة للسنة، للخروج بنتيجة واحدة وهي انه يدعو الى حرب وجود بين الشيعة والسنة، الى ان يقضي مذهب على مذهب، وهي فكرة وهابية صهيونية بامتياز، ترى ما هو البديل لفكرة التقريب بين المذاهب اذا ما شككنا ورفضنا الفكرة، غير الحرب والدمار والخراب؟، ان الصهاينة سيرقصون طربا لهذه النتيجة الكارثية التي يريد القرضاوي ان يدفع المسلمين اليها؟، وما يعيشه العراق وسوريا واليمن الا بعض هذه النتيجة، التي يحاول القرضاوي تعميمها الى باقي بلدان الامة؟، اما قوله ان فكرة التقريب صبت في صالح الشيعة ولم يستفد منها السنة، فهل ياترى ان الفكرة عندما طرحت كان الهدف منها جعل الشيعة سنة او جعل السنة شيعة؟، وهل تشيع بعض السنة، وتسنن بعض الشيعة بين المسلمين، يمكن ان يكون سببا لقبر الفكرة؟، ام ان اوامر عليا صدرت من تل ابيب وواشنطن قضت بمحاربة الفكرة لانها تعصم المسلمين من الفتن والفوضى والدمار، وهو مالا تريده الصهيونية وامريكا للمسلمين؟.
اعود الى من حيث بدات، ان الله سبحانه وتعالى امد بعمر القرضاوي، كي لا يخرج من الدنيا الا بعد ان يخلع عنه كل الذي كان يستر حقيقته، ويظهر عاريا كما هو بوقا طائفية كريهة تنفخ فيها الصهيونية والوهابية انى ومتى شاءت، ليعم الخراب ديار المسلمين، وما كلامه الاخير عن رفضه فكرة التقريب بين المذاهب، ما كان لينطق به، الا ان استنطقته حوبة المسلمين الذي قتلوا وشردوا وخربت ديارهم، على وقع فتاوى القرضاوي المعلبة.

• منيب السائح – شفقنا