تعز العز

بين جغرافيا اليمن البعيدة عن فلسطين والحضور الكثيف

#اصوات_تعزية

 

ولما كانت مناسبة يوم القدس العالمي التي تصادف جمعة رمضان الاخيرة من كل عام فان اهمية المناسبة في التذكير .. لذلك لن تفوت علينا ضرورة التعاطي المسئول واللائق بنا كيمنيين من واقع الحضور التاريخي في كل محطات الصراع العربي الاسرائيلي ومسار المقاومة الذي يأبى الا المضي على درب المعركة حتى النصر .

 

لذا كان لزاما علينا تبيان ما نراه من الادوار المسكوت عنها و ما لدي الا القليل منه ومن محطات يجب علينا رفع الستار عنها لما في ذلك من تأصيل للوعي المقاوم والاصيل .

في هذه المقالة سنتناول بعضا من محطات الدور اليمني مسلطين الضوء على تلك الجوانب المسكوت عنها باعتبارها المشرق من تاريخنا النضالي على درب استعادة الحق العربي المشروع ضمن خيار المقاومة المشروعة ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية وهو الشعار الذي كان ولايزال شعار التحرر وبدونه الاستسلام والمذلة والسقوط .
…..
في مثل هذه الذكرى وفي هذا الموضوع

تناول ويتناول الكثير من الكتاب والسياسيين اليمنيين دور ايران الثورة وايران الخميني في مناسبات عديدة منذ ثورة ايران عام 79 وما تلاها وهو دور لا يمكننا الا ان نفيه حقه من التظهير و الانصاف ..

مع ان ما كتب عن دور ثورة ايران خاصة باقلام يمنية ينطلق من صدق واخلاص اليمنيين للقضية الفلسطينية تنطلق عادة من موقف الشعب اليمني تجاه مجمل القضايا العربية وبغض النظر عن مواقف النظام المختلفة منها في محطات تاريخية عدة . ومن دعم اليمنيين لاي قوة على الصعيدين الاقليمي والدولي ما دامت تناصر شعب فلسطين المجاهد نحو استعادة كامل حقه وترابه المغتصب .

وعلى امتداد عدة اعوام سابقة تناولنا الكثير عن دور ايران الثورة . وهو موقف لايجانب الحقيقة

لكن من الظلم ان نستمر في حجب الدور اليمني في المجال القومي العربي فقط لان حامله كان نظام يساري اشتراكي يحاط بالعداء من انظمة الخليج ومن نظام صنعاء انذاك الذي كان تابعا للرياض في كل سياسته ..

 

بيد ان الكثير ممن كتبوا وتناولوا القضية الفلسطينية ربما عن غير قصد او لعله بسبب افتقار المكتبة اليمنية للكتب والمراجع التي تناولت الدور اليمني في محطات عديدة وخاصة مرحلة السبعينات والثمانينات وهي المكتبة التي تعرضت للتدمير المتعمد عام 94.

 

من الانصاف تسليط الضوء على الدور اليمني العظيم واعطائه حقه وموقعه الذي تبوأه في صدارة المواقف العربية في دعم قضية فلسطين وشعبها .

 

فقد اخذت قضية فلسطين مركزيتها الاولى في دائرة الانشطة الميدانية المباشرة العسكرية والسياسية والمالية والاعلامية

الى جانب مخيمات وايواء الاف الفلسطيين ومنحوا واولادهم حقوقا متساوية اسوة بالمواطن اليمني ..

شهدت مظاهر الدعم الرسمي اشكالا متعددة في شتى المجالات ..

 

فعشرون عاما من الدور اليمني من خلال مواقف حكومة الثورة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وطوال تلك الفترة احتضنت حكومة اليمن الديمقراطي انذاك العديد من المنظمات الفلسطينية التي كان ينظر اليها من معظم الانظمة العربية العميلة على انها منظمات متطرفة تماشيا مع التوصيف والتصنيف الصهيوامريكي .

…….

بعد احداث ايلول الاسود في الاردن التي تعرضت فيها مخيمات الفلسطينين في الاردن لمذابح مروعة من قبل نظام الملك حسين ..

 

مذاك انتقل نشاط العديد من التنظيمات الى لبنان وعدن وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ العام 70 هي من دشنت شكلا من الاعمال الكفاحية ذات عمليات فدائية نوعية مؤثرة اذ انحصرت بها مهمات تخطيط وتنفيذ عدد من عمليات خطف الطائرات ومنها طائرات العال الاسرائيلية .

 

نُفِذت اولى العمليات في مطار اللد في وقت كانت القضية الفلسطينية غير معروفة لدى شعوب العالم بسبب التعتيم الاعلامي الموجه امبرياليا لصالح كيان صهيون فان تلك العمليات التي شهدتها عدد من مطارات العالم بما فيها اوربا نفسها حيث اخذت القضية الفلسطينية تتخذ في وعي الشعوب صور اقرب بحقيقة الصراع العربي الاسرائيلي وبالحق العربي المغتصب .

 

وعندما اضطرت الجبهة الشعبية الى اعلان تجميد هذا النشاط تحت ضغط انظمة عربية ومنظمات فلسطينية فان قائدي العمليات في الجبهة الشعبية الشهيد وديع حداد وكارولس شكلا تنظيما سريا استمر في تخطيط وتنفيذ العمليات ومن داخل معسكر خاص بمجموعته السرية في محافظة ابين الواقعة شرق عدن من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والى جانبه من المجموعة كارلوس ( سالم ) الذي يقبع في سجن فرنسا منذ اغسطس 94 م الى اليوم دون ان يعطى للاسف حقه في تبني قضيته العادلة .

…..

ما دمنا متفقين ان حروب البحر الاحمر ومحاولات السيطرة على هذا البحر وفي المقدمة منه مضيق المندب هي مشروع إسرائيلي وامريكا وبريطانيا وباقي الغرب لا يمثلان سوى هذا الطموح الإسرائيلي يمكننا ان نسلط الضؤ على .

 

من المعلوم ان الحرب السعودية اليمنية ضد جمهورية اليمن الديقراطية عام 72 هي بالاصل حرب سعودية بادوات يمنية و كانت تهدف بالاضافة الى الى اعادة الجنوب الى وضعه الممزق من محميات وسلطنات وفي هدف رئيسي منها هو انتزاع باب المندب من يد نظام الجنوب المعادي للمشروع الاستعماري الصهيوني الرجعي .

ولا ننسى ان اسرائيل حاولت عبر قرار دولي تبنته بريطانيا عام 70 في مجلس الامن تبنى قرارا بوضع باب المندب تحت الاشراف الاممي الدولي

 

ففي عام 72 تعرضت سفينة نفط متجهة من ايران الشاه الى اسرائيل لعملية قصف وإحراق حمولتها من النفط القادم من شاه ايران الى اسرائيل قرب باب المندب ..

وعند تشكيل قوات الردع العربية ارسلت جمهورية اليمن الديمقراطية قولات من افضل الويتها القتالية تدريبا وجاهزية ولم تعد هذه الالوية ارض اليمن الجنوبية الا عندما كشفت اجهزة عسكرية وامنية سورية ان اسرائيل تخطط لاستغلال فرصة غياب تلك الالوية عن ارض اليمن الديمقراطي واذ كشفت المعلومات عن اعداد الكيان الصهيوني لعملية عسكرية لضرب مناطق ومواقع عسكرية ما ادى الى اتخاذ قرار بعودة تلك الالوية .

 

ادى قرار عودة الالوية الى تراجع الكيان الصهيوني عن تلك العملية حيث يقول القائد عبدالفتاح في كتابات مختارة معلقا على تراجع اسرائيل مرده الى ان حجم الاستعداد العسكري وحده في اي لحظة يكون هو من يحسم معركة ما قبل وقوعها …

 

بموجب اتفاق مع مصر اغلقت اليمن باب المندب ضمن عمليات حرب 73 وكانت اليمن الديمقراطية التي تسطير على جزيرة ميون على استعداد للاستمرار طويلا في اغلاقه لولا ان مصر هي من سحبت غواصها بقرار كان يقف خلفه ما يجري من مفاوضات سرية وراء الكواليس بعيدا حتى عن قرار القيادة العسكرية المصرية بين السادات وهنري كيسنجر وهو امر انكشف سره في ذهاب السادات في الخيانة بعيدا حتى توقيع كامب ديفيد .

 

في حرب 73 شاركت اليمن في معركة 6 اكتوبر بوحدات قتالية وشارك طيارون يمنيون في معارك سلاح الجو مشاركة فعالة ..
لا اتذكر الان اسم الطيار الذي كان ضمن اسراب سلاح الجو السوري وما تعرض له .

…….

على إثر زيارة السادات لدولة الكيان الصهيوني عام 77 لم تكن هذه الزيارة بالنوقف المفاجئ عن السادات الذي بداء نهحه الخيانة منذ حرب 73 وذلك بحرف المعركة من حرب تحرير الى حرب تحريك فلم يكن موقف السادات في الزيارة مفاجئا بقدر ماكشفت الزيارة طبيعة الانظمة الرجعية العربية وموقفها الحقيقي من دولة صهيون التي ظلت تتستر بقضية فلسطين .
وعلى اثر تلك الخطوة تكشف الموقف العربي الى العلن عن خطين سياسيين متناقضين خط التسوية بقيادة اليمين الرجعي العربي الجاهز لتنفيذ بنود تسويات الاستسلام وقي المقابل وعلى الضد قامت على ضفة الدفاع عن الحق العربي والتمسك بخيار المقاومة سبيلا لتحرير فلسطين وكافة الاراضي العربية المحتلة

 

لمواجهة خط الخيانة والاستسلام اعلنت كل من سوريا واليمن الجنوبي والجزائر وليبيا عن قيام جبهة عربية رافضة ممثلة بجبهة الصمود والتصدي .

على عدة مستويات حدث الانكشاف على مستويات عظة داخل منظمة التحرير الفلسطيني نفسها بين خط التسويات وخط المقاومة .

 

في حين كانت اليمن الديمقراطي ضمن خط المقاومة العربية كانت الجمهورية العربية اليمنية نظام صنعاء العميل للسعودية ضمن الخط الذي لايشذ عن القرار السعودي فكانت اليمن الشمالي اذ ذاك في اطار ما سمي بمجلس التعاون العربي والذي تقف خلفه السعودية وفي قوامه العراق والاردن ومصر واليمن الشمالي .

عندما قامت الثورة الإيرانية فبراير 79 كان مجلس التعاون العربي بتمويل سعودي في صف العداء للثورة الايرانية .

ففي حين سارعت حكومة عدن الى تأييد الثورة الايرانية كانت حكومة صنعاء تنظم الاف المقاتلين الى العراق للقتال ضد ايران .

في مقابل موقف نظام صنعاء المعادي للثورة الايرانية ظل موقف اليمن الديمقراطي ثابتا في تأييد ايران على قاعدة الموقف المشترك المعادي لامريكا واسرائيل والرحعية العربية
وفي حين ظلت نظام صنعاء طيلة سنوات الحرب الخليجية على ايران فعلى العكس ابان الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 82 كانت اليمن الديمقراطية هي من نظمت وسيرت افواج ضمت الاف المقاتلين الى لبنان وسقط منهم الشهداء والجرحي وظل العديد منهم ضمن قوى المقاومة الوطنية .

 

عبدالجبار الحاج

 

 

#معا_لمواجهة_كورونا

#المركز_الإعلامي_تعز

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews