تعز العز

‏سكاكين المدارس الخاصة!

تعز نيوز- كتابات

 

قرأت خبرًا أزعجني، وهو أن المدارس الخاصة وصل عددها إلى أكثر من 700مدرسة في صنعاء وحدها، ولا أدري مدى صحة الخبر المنسوب لتقرير من وزارة التربية…
وبعيدًا عن الرقم المهول، إلا أن المُفزع والمحير أن هذا العدد المُرعب نبَتَ خلال سنوات الحرب الست…

ومع أنَّ وزارة التربية تحمل في أحشائها أفضل الكوادر إخلاصًا ومسيرةً؛ إلا أن هناك عثرات لا أجدُ لها مبررًا، وسقطات لا أعلم كيف حدثت، ولكي لا أتشعب في حديث مؤلم وموجع عن تأخر تعديل المناهج، وعن تغيير كوادر الهدم الفاسدة في غالبية المدارس وبالأخص المجمعات التعليمية الكبرى، وعن استقطاب المؤهلين لتدريس مادة التربية الإسلامية خصوصًا ، وعن وعن مما لا يخفى على محب للمسيرة، ومخلص للفكر، ومدركٌ لفرصة المرحلة.

 

نعود إلى المدارس الخاصة، والتي نشأت بموجب قرار رئاسي عام 1999م، وتدرجت أعدادها حتى بلغت حد الانفجار الآن. لم تستطع وزارة التربية الحد من هذا الانتشار العشوائي التخريبي لما تبقى في التعليم من مظهر…

 

ومما أعرفه ويعرفه الكثير أن أكثر من 90% من هذه المدارس تابعة للإصلاح، وقلة قليلة للمؤتمر.

ومن نافلة القول؛ أن منح التراخيص لهذا العدد المؤدلج والكبير يُعد طعنة غادرة في جسد المسيرة، وفي قلب المجاهدين، وكم هو مؤسف أن البعض لا يشعر، أو لا يحاول أن يستشعر، بأن نصف أسباب الحرب العميقة؛ هي بسبب هذه الأيدلوجيا، ويظن أن طيبته وتساهله وعدم التعصب أو التزمت؛ هو الوجه الجميل للقبول بالآخر ، والحقيقة أن هذا غباء ما بعده غباء، وسذاجة لا منتهى لها، فمن يَقتل أبناءنا العظماء؛ إنما شربَ من هذا الثدي الملوث…

وبكل وضوح وصراحة فإن الإصلاح –على سبيل المثال- خسر جامعة الإيمان، لكنه استطاع بناء وتأسيس700مدرسة، واستطاع المحافظة على 99% من مساجده في صنعاء، و100% من أملاكه وشركاته، وكل هذا تحت سلطة (وطيبة) أنصار الله…

ولن أتشعب في المواجع كلها، إلا أن لديَّ كلمة لوزارة التربية؛ بأن عجزكم في إيقاف هذا السيل من المدارس الخاصة، لا يعفيكم عن ضبطها وربطها وإلزامها برسوم مخفضة تراعي فقر الناس وعوزهم، رسوم تتراوح ما بين 50 إلى 100ألف ريال كحد أقصى، ومن لا يعجبه يغلق مدرسته، وهذا المبلغ مجزي وكافي، لأن رواتب المدرسين فيها لا تتجاوز ال 50 ألفًا، وكثير من هؤلاء المدرسين في مدارس الليل العشوائية خريجي ثانوية عامة، ومستوى التدريس بائس وهزيل…

 

مسؤوليتكم اليوم كبيرة جدًا لكننا سنقول لكم شكرًا جزيلًا إن استطعتم ضبط رسوم هذه المدارس المتربصة، وفرضتم نسبة عددية موحدة مجانية لأبناء الشهداء…

 

إنكم مسؤولون مسؤولية كبيرة، ويعلم الله أن شكوى إحدى الأسر الكريمة والتي منها أكثر من عشرة شهداء، ما تزال في أذني؛ حول تكاليف هذه المدارس الباهظة وسكاكينها الحادة، والتي أصبحت تفترس البيئة الحاضنة للجيش واللجان بكل قُبح وجُرأة وانتقام، فلا تكونوا نيام ويشغلكم اللئام، بمعسول الكلام، ويأخذكم سقط المتاع، في روتين التيه والضياع.

 

د مصباح الهمداني

 

#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز
#هيهات_منا_الذلة

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام

telegram.me/taizznews