تعز العز

تفاصيل خيانات الإخوان .. من الانبطاح للسعودية والإمارات إلى الارتماء بأحضان قطر وتركيا

تعز نيوز- تقارير

 

من جديد .. وفي تطور للأوضاع والأطماع على اليمن .. تبرز أطماع تركيا، في اليمن، والتي تسعى لتمريرها بتنسيق مع قطر، وتستخدم تركيا أدواتها , إخوان اليمن، وتستغل تواجدهم في حكومة فنادق بالرياض، لتنفيذ أجنداتها بتكوين نفوذ في البحر الأحمر وتحديدا باب المندب، وكذلك نفوذ جزيرة سقطرى.

ويؤكد سياسيون على أن تركيا التي تعتبر منبع لجماعات الإخوان المسلمين الإرهابية، دخلت بشكل رسمي على خط الأزمة اليمنية وباتت احد الأطراف التي تعمل على دعم الفوضى والتخريب وإسناد المهام التي تقوم بها قطر عبر حزب الإصلاح جناح الإخوان المسلمين باليمن، وذلك لتحقيق اطماعهم في خليج عدن وسقطرى والجنوب، واليمن بشكل عام.

نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي في اليمن منصور صالح قال إن تركيا تمثل نموذجاً للأطماع التوسعية في دول عدة من المنطقة ومنها اليمن، لافتًا إلى أنه من خلال أدواتها المتمثلة بجماعة الإخوان وما يرتبط بها من الجماعات الإرهابية تسعى أنقرة لإثارة الفوضى في اليمن.

وأشار صالح في تصريح لوكالة أنباء “هاوار” : إلى أن ما كشف عنه المتحدث باسم الحيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري مؤخرًا عن سعي تركيا بالتنسيق مع إخوان اليمن لنقل متطرفين خطرين من دول عدة وبرواتب مغرية إلى اليمن يؤكد مساعي تركيا لضرب أمن المنطقة.

وأوضح منصور صالح إلى أن تركيا تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في خليج عدن والبحر الأحمر، وتحديدا ممر باب المندب، وتحاول نقل وتهريب العناصر الإرهابية من دول عدة إلى اليمن.

وأكد صالح أن تركيا تدرك أهمية منطقتي خليج عدن والبحر الأحمر بالنسبة للأمن الإقليمي والدولي وكذا بالنسبة للأمن والاقتصاد العالميين، لذلك تقف اليوم بالتنسيق مع حلفائها بالمنطقة في مواجهة المشروع العربي المناهض للإرهاب والتطرف وإقلاق أمن واستقرار المنطقة وتهديد حرية الملاحة في المنطقة.

إلى ذلك حذر مركز أبحاث بريطاني من أن النظامين التركي والقطري يقدمان التمويل والدعم لشبكة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا، وذكر بالأسماء مؤسسات تعمل كغطاء لأنشطة إخوانية بدعم قطري وتركي.

جاء ذلك في تقرير صادر عن المركز الدولي لدراسات التطرف التابع “لكينجز كولدج” في لندن، ويتألف من 100 صفحة، تحت عنوان “الحركة الإسلامية في بريطانيا”، بحسب صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية.

وذكر التقرير أن أموال الدوحة تدفقت عبر مؤسسة “قطر الخيرية” إلى كيانات تتخذ من بريطانيا ومناطق أخرى مقرًا لها، وتطلع بعض المستفيدين لشخصيات تقيم في قطر، مثل يوسف القرضاوي، من أجل القيادة الأيديولوجية.

وأضاف التقرير أنه إلى ذلك، كان هناك توسع مطرد للوجود التركي عبر الشبكة الإخوانية، قائلًا: “عبر مؤسسة قطر الخيرية، أنفقت الدوحة مبالغ مالية ضخمة على مشروعات مرتبطة بجماعة الإخوان في أوروبا.”

من جانب آخر يقول سياسيون : لقد مثّلت قضية خاشقجي واصطفاف الإخوان فيها إلى جانب نظام أردوغان ضدّ السعودية، من جهة، نموذجا لقابلية الإخوان العرب المقيمين في تركيا للاستخدام كأدوات لتنفيذ السياسة التركية، كما عكست من جهة أخرى فهمهم السطحي لتلك السياسة، حيث بدا أنّهم مصدّقين بأنّ موقف حكومة العدالة والتنمية من القضية موقف مبدئي يتعلّق بحقوق الإنسان ونصرة المظلومين، ولم يكلّفوا أنفسهم التساؤل عن تلك الحقوق عندما يتعلّق الأمر بعشرات الآلاف من المعارضين الأتراك الذين اقتلعوا من وظائفهم وزُجّ بهم في السجون بتهمة الانتماء إلى تنظيم فتح الله غولن المتّهم بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة على أردوغان سنة 2016، أو عندما يتعلّق الأمر بحرية الصحافة والصحافيين الذين يقبع العشرات منهم في السجون التركية لمعارضتهم سياسة زعيم العدالة والتنمية ونقدهم لمواقفه، أو بحقوق الأقلية الكردية
على صعيد عملي لم تُبد تركيا منذ تأسيس دولتها الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية المنهارة مطلع العشرية الثانية من القرن الماضي، طمعا في أراضي العرب وثرواتهم، مثلما هي حال تركيا اليوم بقيادة رجب طيب أردوغان الذي أذكت مطامِعَه حالةُ الضعف وعدم الاستقرار في عدد من الأقطار العربية، لكنّه وجد أيضا في جماعة الإخوان المسلمين أداة طيّعة ووسيلة مساعدة على تحقيق تلك المطامع.

ولا يفتقر الإخوان إلى سلاحين شديدي الفاعلية والتأثير، وهما سلاح المال والإعلام. فقد تمكّنت بعض فروع الجماعة من مراكمة ثروات طائلة على مدى عشريات من الزمن استمدتها من اختراقها للأجهزة لبعض الدول واغتنام أجزاء من ثرواتها حينا، ومن جمع التبرعات دون ضوابط تحت يافطة العمل الاجتماعي والخيري حينا آخر، بينما تمكّن بعض عناصر الإخوان في بلدان عربية أخرى بفضل مشاريعهم التجارية والاستثمارية من مضاعفة ثرواتهم ليلتحقوا بنادي المليارديرات، مثل حميد الأحمر القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح؛ الفرع المحلي من تنظيم الإخوان الدولي.

أما إعلاميا فيتحرّك الإخوان من خلال العشرات من المنابر تتوزع بين الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني، من أشهرها وأكثرها وصولا للمتلقين وسائل الإعلام الممولة من قطر والتي تمارس على مدار الساعة قصفا إعلاميا مركّزا ضدّ خصوم الإخوان أفرادا وكيانات ودولا، في مقابل دعاية فجّة لتركيا وقيادتها وثناء مستمر على سياساتها وتحركاتها بشكل يكاد يرتقي إلى مستوى التأليه والتنزيه عن الخطأ.

وعن الجانب المالي والاقتصادي من أنشطة الإخوان على الأراضي التركية تقول عدّة مصادر مطّلعة إن حركة نقل وتهريب غير مسبوقة لأموال الجماعة نشطت خلال السنوات الأخيرة، وأن ثروات تقدّر بمليارات الدولارات تدفّقت على تركيا من عدّة دول عربية مثل قطر وسوريا واليمن والكويت، ومن دول أخرى عبر العالم وتمّ ضخّها في استثمارات ومشاريع تجارية تركية.

وتؤكّد تلك المصادر أن الأجهزة الرسمية التركية انخرطت في عملية النقل والتهريب تلك وساهمت في تسهيلها وضمان انسيابيتها، حيث كانت تركيا التي شهدت أزمات مالية واقتصادية متلاحقة وذات ارتباط مباشر بسياسة الرئيس أردوغان والمشاكل الكثيرة التي أثارها والصراعات الإقليمية التي أقحم فيها بلاده، بأشدّ الحاجة إلى جلب الأموال وتنشيط حركتها التجارية
وتدفع تركيا وبتنسيق قطري بذارعها في اليمن حزب الإصلاح الإخواني المتشدد، لتفجير الأوضاع العسكرية في محافظة أبين، وتكرار سيناريو اجتياح عدن والجنوب، وذلك تنفيذا للأطماع التركية، وكذلك الحال بتحركات الإخوان في تركيا.

وفي هذا الصدد وأكد المحلل السياسي د.حسين لقور بن عيدان أن مليشيات الإخوان المدعومة من تركيا تسعى لتفجير الموقف في أبين، وتعمل لإفشال أي تهدئة.

وقال في تغريدة على تويتر : “‏مليشيات أخوان المسلمين اليمنية المدعومة من تركيا في شقرة تسعى إلى تفجير الموقف في أبين و تعمل على إفشال كل محاولات التهدئة التي تقوم شخصيات جنوبية”.

وكذلك الحال في محافظة سقطرى، والتي يستغل فيها جناح الإخوان في حكومة الفنادق بالرياض نفوذه، ويفرض هيمنة على السلطة المحلية في سقطرى، يدفع بالأوضاع نحو الفوضى والإمساك بزمام السلطة بشكل كامل، حتى يتسنى لهم تنفيذ أطماع تركيا في الجزيرة، والتي تطمع بإقامة قاعدة عسكرية في الجزيرة، ضمن مخططتها المرتبط بقطر، ويهدف لإيجاد نفوذ في الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي الهام.

ويرى مراقبون أن عناصر جماعة الإخوان المسلمين وقادتهم من مختلف المستويات يظنّون وهم يتوافدون على إسطنبول، من مصر وليبيا واليمن وقطر والكويت وسوريا وغيرها من الأقطار العربية، أنهم وجدوا في تركيا ملاذا آمنا وحاضنة لمشروعهم العابر للحدود، وفي قيادتها ممثّلة بزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان حليفا صلبا عميق الإيمان بفكرتهم ومستعدا لـ”التضحية” من أجل تحقيقها من منطلقات مبدئية.

ويتفاجأ الكثير من هؤلاء بأنّهم أصبحوا مجرّد أدوات صغيرة بأدوار وظيفية محدّدة في خدمة مشروع قومي لأمّة أخرى لا يمثّل الدين فيه سوى لبوس خارجي وواجهة للتسويق.
وبحسب مراقبين فقد كان الإخوان خلال العشرية الأخيرة في قلب الأحداث العاصفة التي هزّت استقرار الكثير من الأقطار العربية وطرفا أساسيا فيها، من الحرب في سوريا واليمن وليبيا، إلى أحداث مصر في 2011 وما بعدها، محاولين ركوب موجة القلاقل والاضطرابات التي شاركوا في إثارتها للانقضاض على السلطة، حتى أنهم طمعوا في تسريب شرارة الربيع العربي إلى منطقة الخليج الغنية والمستقرة عبر بوابة الكويت مستغلين تسامح السلطة هناك معهم وسماحها لهم بممارسة النشاط السياسي تحت يافطة العمل الخيري والإنساني.
وتؤكد الشواهد السياسية أن أنقرة عمدت لاستخدام شخصيات سياسية يمنية من جماعة الإخوان المسلمين وأخرى مرتهنة لدائرة المصالح الإخوانية والقطرية، كقفازات لتدخلها في المشهد اليمني منذ فترة مبكرة في إطار الطموحات التركية للعودة إلى مناطق نفوذ الدولة العثمانية.

ومن أبرز الشخصيات التي لعبت دورا في تعزيز تلك الأطماع في اليمن، السياسي والشيخ القبلي ورجل الأعمال والقيادي الإخواني حميد الأحمر، الذي ارتبط بشكل وثيق بتركيا وكان من أوائل من فروا نحو إسطنبول قبيل بدء العدوان السعودي إماراتي على اليمن وإلى جانب القيادات العقائدية في الفرع اليمني لتنظيم الإخوان التي يتكئ عليها المشروع التركي في حلمه للعب دور مفترض في الملف اليمني، لعبت الأموال القطرية ودائرة المصالح والاستقطاعات الموازية دورا في تجنيد سياسيين يمنيين لخدمة هذا المشروع من خارج دائرة تيارات الإسلام السياسي.

وتهدف هذه الخطوة إلى التنويع العمودي والأفقي في قائمة الموالين لمشروع قطر وتركيا في اليمن، ومن أبرز الوجوه التي تلعب دورا بارزا في هذا السياق، وزير النقل المستقيل من حكومة الفنادق بالرياض صالح الجبواني الذي يوصف عادة بالسياسي المتلون بالنظر إلى تاريخه الحافل بالتحولات السياسية من النقيض إلى النقيض.

وأثار الجبواني موجة من الجدل بعد تعيينه وزيرا للنقل في حكومة الفنادق بالرياض وزيارته لتركيا وتوقيعه اتفاقا مع الحكومة التركية في مجال النقل البحري وإدارة الموانئ والمطارات، تبرأت منها الحكومة اليمنية لاحقا. كما اشتهر بتصريحاته المعادية للعدوان الذي كان أصلا أحد وزرائه والمجاهرة بطلب التدخل التركي في اليمن ورفض اتفاق الرياض الموقع بين حكومة الفنادق والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي ، وقد كشفت “العرب” في تقارير سابقة عن إنشائه لمعسكرات تجنيد في محافظة شبوة بتمويل قطري.

وإلى جانب الجبواني يظهر صف طويل من السياسيين والإعلاميين والناشطين اليمنيين على الشبكات الاجتماعية الذين يروجون لخطاب متطرف وصادم يجاهر علنا بدعوة تركيا للتدخل في الملف اليمني.

ومن هؤلاء يبرز السياسي اليمني متقلب الولاءات والمواقف وعضو مجلس الشورى علي البجيري، الذي ظهر في الكثير من مقاطع الفيديو وهو يناشد تركيا للتدخل في اليمن، كما كشف في أحد تلك التسجيلات عن لقاءات عقدها سياسيون وأكاديميون يمنيون في تركيا طالبوا فيها أنقرة بالتدخل في اليمن.

 

تقرير / رفيق الحمودي 

 



#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز
#المولد_النبوي_الشريف

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام

telegram.me/taizznews