تعز العز

موسم الهرولة..مفاجأة علنية العلاقات السعودية-الإسرائيلية والعدوان المفاجئ على اليمن!!

وضع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى خروج العلاقات السعودية الإسرائيلية إلى العلن على رأس قائمة أهم مفاجآت العام 2015 ولم يكن غريبا تزامن تلك المفاجأة مع العدوان على اليمن في ذات العام لوجود ارتباط بين العدوان وتوسع العلاقات السعودية الصهيونية بل انه –أي العدوان-كان الأرضية التي التقى فيها آل سعود والصهاينة.

 

وليس من المنطقي أنه وفيما تغرق السعودية في اليمن وسوريا أن يقال إن هرولتها باتجاه إسرائيل كان من أجل تنظيم موسم الحج ولذلك فإن تطور العلاقات بين الكيان الصهيوني وآل سعود له ارتباط وثيق بالمصالح المشتركة بين الطرفين في ملفي اليمن وسوريا. من جانب آخر فمن الواجب الإشارة إلى أن تدشين مرحلة العلاقات العلنية مع الكيان الصهيوني ليست اضطرارية بل ضمن خطوات مدروسة وقد حانت اللحظة التي يجب فيها احداث تحول جذري في إطار تغيير الصورة النمطية للكيان الصهيوني واعتباره كياناً شرعياً في المنطقة.

 

وبالعودة لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فقد اعتبر في تقرير له “أنّ انتقال العلاقات السعوديّة-الإسرائيليّة إلى العلن كان المفاجأة الكُبرى في صيف العام 2015، بعد اللقاء الـ”تاريخي” في العاصمة الأمريكيّة، واشنطن، بين المدير العام لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، د. دوري غولد، والجنرال السعوديّ المُتقاعد والمُقرّب جدًا من العائلة المالكة، أنور عشقي.

 

وفي هذا الإطار فجر الإعلام الصهيوني مفاجأة من العيار الثقيل عندما بثت القناة الإسرائيلية العاشرة تقريراً يغطي زيارة وفد إسرائيلي وصفته بالرفيع للعاصمة السعودية الرياض واللقاءات التي أجروها مع المسؤولين السعوديين بخصوص ملفات المنطقة. وهنا يمكن التأكيد على أن الملفات الإقليمية (اليمن وسوريا) هي محور المباحثات بين الصهاينة وآل سعود.

 

وقد تطرق المراقبون في تعليقهم على الزيارة الإسرائيلية للرياض إلى الأهداف من توسيع تلك العلاقات بين المصالح المشتركة والدفع بالعلاقات (العربية-الصهيونية إلى الأمام) وفي هذا يقول الكاتب الفلسطيني زهير اندوراس معلقا على تلك الزيارة والإعلان عنها: “يأتي هذا الإعلان على وقع التطورات الأخيرة على الساحة السورية واليمنية والإقليمية، حيث بات واضحًا أنّ مصالح الجانبين أصبحت مشتركة، كما بات أعداؤهما مشتركين” ويضيف أنه: “وعندما تتعمّد تل أبيب الإعلان عن مثل هذه الزيارات، فهي تهدف إلى تطويع الرأي العام لدى شركائها من الدول العربيّة (المعتدلة)، والتمهيد لنقل العلاقات القائمة سرًا إلى المرحلة العلنية المطلوبة إسرائيليًا، كما طالب أخيراً، رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو”.

 

وعلى وقع اللقاءات المتسارعة والمعلنة بين الاسرائليين والمسؤوليين السعوديين ينشغل الإعلام الصهيوني والمسؤولين بالتعبير عن تطور علاقتهم بدول عربية على رأسها السعودية وبعض دول الخليج في إشارات تتباهى بقدرة الكيان على كسر حالة الجمود والعزلة التي كان يقبع فيها.

 

ورأى التلفزيون الإسرائيلي أن زيارة الوفد الصهيوني للرياض ليس استثنائيا وإنما يعبر عن دفئ العلاقات مع ال سعود وتطورها بشكل لافت مشيرا إلى أن هناك لقاءات كثيرة جرت بين الطرفين بالفعل وإلى جانب المعلن منها فإن لقاءات أكثر أهمية كما يقول التلفزيون الإسرائيلي أن الطرفين لا يريدان الإعلان عنها في هذه المرحلة.

ويضيف التلفزيون الاسرائيلي أنّ تل أبيب نجحت في إقامة علاقات في منتهى الصداقة التي تحكمها المودّة العميقة المتبادلة مع الدول السنية المعتدلة في المنطقة، ومن بينها مصر ودول الخليج.

 

  • العدوان على اليمن وثنائية آل سعود-الكيان الصهيوني

 

تسارع خطوات التطبيع السعودي الإسرائيلي في هذا التوقيت برز من حاجة الطرفين لبعضهما ففيما يعتقد الكيان الصهيوني أن السعودية تقود الحروب في اليمن وسوريا وتحقق مصلحة إسرائيلية فإن السعودية ترى أن هرولتها اتجاه الكيان سيساعدها على الصمود في الملفات التي غرقت بها في المنطقة.

 

وكان لابد أن يثمر تطور العلاقات السعودية-الإسرائيلية بخطوات عملية على الأرض في الملفين اليمني والسوري على حد سواء وفيما أخذت ملف سوريا وقتا طويلا كشفت فيه على نطاق واسع جوانب الدور الصهيوني في مساندة القاعدة وداعش ومسلحي الفصائل التابعة للسعودية وتركيا لدرجة ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني زار جرحى من مسلحي (المعارضة السورية) بينما كانوا يتلقون العلاج في مستشفى إسرائيلي.

 

وفيما يخص اليمن كان وزير الدفاع الإسرائيلي صريحاً للغاية عندما قال في مقابلة تلفزيونية أن الكيان الصهيوني يشارك في الحرب على اليمن بشكل سري معللا ذلك من الحرص على عدم احراج الدول العربية المنضوية تحت لواء التحالف السعودي.

 

ومما يجب الانتباه له أن الكيان الصهيوني حسم أمره مبكراً وأعلن موقفه المؤيد للعدوان على اليمن حتى قبل أن تبادر بعض دول تحالف العدوان ذاته إلى إعلان موقفها بشكل منفرد، فقد خرج رئيس وزراء الكيان الصهيوني في اليوم التالي للعدوان ليعلن أن الحملة التي تقودها السعودية في اليمن تلقى ترحيبا اسرائيلياً معبراً عن وجود قلق مشترك مع السعودية تجاه التطورات الأخيرة باليمن (يقصد ثورة 21 سبتمبر) وبعد ذلك توالت المواقف والخطوات الإسرائيلية المساندة للعدوان في خط واحد مع توالي اللقاءات الإسرائيلية السعودية.

 

وكان لموقع (Veterans Today) دور في فضح الدور الإسرائيلي العسكري في العدوان على اليمن وهو موقع أمريكي متخصص بشؤون الحروب وكشف في مايو الماضي أن جهاز الموساد ورابطة مكافحة التشهير الإسرائيلية ADL هما وراء تفجير القنبلة التي أسقطتها طائرات F16 اسرائيلية على نقم بالعاصمة صنعاء في ذات الشهر، مؤكداً أن الطيران الإسرائيلي يشارك في قصف اليمن بعد طلاء الطائرات الإسرائيلية بشعار سلاح الجو الإسرائيلي.

 

ولا يمكن حصر ما كشف عنه الاعلام الغربي عن جوانب المساندة الإسرائيلية للسعودية في العدوان على اليمن ولا حصر اللقاءات المعلنة بين الصهاينة وآل سعود إلا أنه يمكن القول أن العام 2015 شهد تلازما واضحاً بين تطور العلاقات الصهيونية السعودية انطلاقاً من الظروف والمصالح المشتركة التي تضاعفت بالعدوان على اليمن وقبلها الحرب في سوريا.
المصدر/صدى المسيرة (ابراهيم السراجي)