تعز العز

الصحف الاجنبية: على الغرب محاسبة السعودية على ارتفاع نسبة الاعدامات (ترجمات )

 

رأت صحف بريطانية ان وتيرة عمليات الاعدام في السعودية وصلت الى مستويات مرعبة، داعية نقلا عن مسؤولي في منظمات حقوقية دول الغرب لادانة ومحاسبة الرياض على هذه الممارسات.

من جهة اخرى اعتبرت مجموعة معروفة تعمل في مجال الاستخبارات و الامن ان من بين اهداف القرار الخليجي بتصنيف حزب الله منظمة ارهابية الضغط على الدول الاوربية لاتخاذ الخطوة نفسها، فيما رأى باحثون ان العلاقات الايرانية – التركية عادت من جديد على اثر زيارة وزير الخارجية احمد داوود اوغلو الى ايران.

الخليج يضغط على اوروبا

نشرت مجموعة صوفان للاستشارات الامنية و الاستخبارتية تقريراً بتاريخ السابع من آذار مارس الجاري و الذي اعتبرت فيه ان الاعلان السعودي بسحب الهبة للجيش اللبناني يبدو انه كان يرمي الى جعل حلفاء السعودية في لبنان و كذلك الجيش اللبناني ينقلبون على حزب الله بدلاً من مواصلة التعاون معه. كما قال التقرير ان الخطوة هذه ربما تشير ايضاً الى المشاكل المالية التي تعاني منها السعودية، بما في ذلك الانخفاض الحاد باسعار النفط.
الا ان التقرير لفت إلى ان الكثير من الخبراء انما يرون بان هذه الخطوة السعودية قد تجعل لبنان يعتمد اكثر على المساعدات التي تقدمها ايران لحزب الله،و بالتالي تحقق عكس ما تسعى اليه الرياض.
هذا و اعتبر التقرير ان اعلان مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله منظمة ارهابية جاء كخطوة اضافية لدفع الفصائل اللبنانية الى القطيعة مع حزب الله، ورأى ان هذا التصنيف ربما جاء كرسالة الى الدول الاوروبية تطالبهم بحظر حزب الله من النظام المصرفي الاوروبي و عزله دبلوماسياً.و نبه في هذا السياق الى ان الدول الاوروبية انما صنفت ما يسمى بالجناح العسكري لحزب الله فقط بالارهابي،وليس ما يسمى الجناح السياسي.


ورأى التقرير ان دول مجلس التعاون الخليجي يبدو انها تحاول اجبار الدول الاوروبية على ان تختار بين الانخراط مع حزب الله او خسارة صفقات بيع السلاح مع دول الخليج التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. كما لفت الى ان تصنيف مجلس التعاون الخليجي حزب الله منظمة ارهابية جاء بعد اشهر قليلة من تمرير قرار في الكونغرس الاميركي وقع عليه الرئيس باراك اوباما بفرض عقوبات على حزب الله،حيث ينص القرار على فرض حظر على اي مصرف اجنبي يتعامل مع حزب الله.

غارة اميركية تستهدف حركة الشباب في الصومال

بدورها، صحيفة نيويورك تايمز الاميركية نشرت تقريراً بتاريخ السابع من آذار مارس الجاري احتل العنوان الرئيسي و الذي تناول الغارة الجوية الاميركية التي استهدفت معسكر تدريب لحركة الشباب في الصومال،و التي اعلن عنها يوم امس الاثنين. وأشار التقرير الى ان وزارة الحرب الاميركية البنتاغون قد اعلن أن الغارة نفذت يوم السبت الفائت و ادت الى مقتل حوالي 150 مقاتلا يعتقد انهم كانوا يخططون لهجوم وشيك ضد القوات الاميركية و حلفائهم في شرق افريقيا.
و قال التقرير ان الهجوم هو الاكبر الذي يستهدف حركة الشباب منذ بدء الحملة الاميركية على الجماعة قبل ما يزيد عن عقد من الزمن،مضيفاً ان الهجوم هذا يتميز عن سابقاته التي تركزت على استهداف قادة الجماعة و ليس عناصرها.
كما جاء في التقرير ان الهجوم يأتي في ظل مخاوف جديدة من ان حركة الشباب بصدد العودة مجدداً بعد ان خسرت الكثير من الاراضي التي كانت تسيطر عليها وعدد كبير من العناصر خلال الاعوام الماضية.
كما نبه التقرير الى ان الغارة الجوية خطوة تصعيدية اضافية في سياق الحرب التي تشنها ادارة اوباما على الارهاب في القارة الافريقية.و لفت الى ان الولايات المتحدة و حلفاءها يركزون جهودهم على محاربة انتشار داعش في ليبيا،حيث تشير التقديرات الرسمية الاميركية الى ان عديد العناصر التابعة لداعش في ليبيا وصل الى حوالي 6500 عنصر.
و اشار التقرير الى ان وصول داعش الى ليبيا قد اثار المخاوف من ان الجماعة قد تحاول الانتشار الى دول اخرى في شمال افريقيا،و ان الولايات المتحدة تعمل على منع حدوث ذلك.و لفت بهذا السياق الى ان القوات الاميركية تقدم المساعدة الى دول مثل مالي و النيجر و بوركينا فاسو في محاربة تنظيم القاعدة،و كذلك الامر بالنسبة لبوكو حرام في نيجيريا و الكاميرون، و ايضاً بالنسبة لحركة الشباب في الصومال و كينيا،و عليه تحدث عن حرب متعددة الجبهات في القارة الافريقية.
هذا و شدد التقرير على ان الغارة الجوية الاخيرة كان الهجوم الاميركي الاكبر الذي يستهدف حركة الشباب منذ شهر ايلول سبتمبر عام 2014 عندما قتلت الطائرات الاميركية من دون طيار زعيم الجماعة احمد عبدي غوداني الذي كان من ابرز الرجال المطلوبين آنذاك في القارة الافريقية.واضاف ان هذه العملية تبعتها اخرى في شهر آذار مارس العام الماضي و التي قتل فيها عدنان جرار،احد ابرز القياديين في حركة الشباب.
غير ان التقرير اشار الى ان عمليات الاستهداف هذه للقياديين لا يبدو انها اضرت بالجماعة،حيث اعلن عناصرالحركة عن مسؤوليتهم بقتل ما يزيد عن 150 شخصا خلال الشهرين الماضيين.كما نبه الى ان حركة الشباب استعادت السيطرة على مناطق عدة انسحبت منها القوات التابعة للاتحاد الافريقي.

عودة العلاقات الايرانية التركية

الدبلوماسي الهندي السابق “M.K Bhadrakumar” كتب مقالة نشرت على موقع “Asia Times” بتاريخ السابع من آذار مارس الجاري ايضاً و التي سلط فيها الضوء على الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الى ايران.
و وصف الكاتب هذه الزيارة بالمفيدة،رغم الخلافات بين الجانبين حول الازمة في سوريا و”التحالف التركي الناشىء مع السعودية”. و أشار الى ان الزيارة تركزت على الشراكة الاقتصادية، إذ رافق اوغلو وزراء الاقتصاد والطاقة والنقل والاتصالات والتنمية والجمارك والتجارة.
كما اعتبر الكاتب ان ما دفع بهذه الزيارة هو رفع العقوبات عن ايران، الذي يفتح بدوره مجالات جديدة لبناء الروابط الاقتصادية.
غير ان الكاتب اعتبر في الوقت نفسه أن هناك مؤشرات قوية تفيد بان طهران لا تزال تعتقد بان البلدين سيبقيان على خلاف في السياسات الاقليمية، وان الخلافات حول سوريا هي اكبر من ان تحل.واشار الى انه و سرعان ما غادر داوود اغلو ايران،قدم نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان احاطة الى لجنة الامن القومي و السياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني،والتي قال فيها ان انقرة مستمرة بسياساتها الرامية الى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد رغم فشل هذه السياسات.
وتحدث الكاتب عن معارضة تركيا الشديدة للتدخل الروسي في سوريا،لافتاً بنفس الوقت الى ان ايران ترى في سوريا حليف لا غنى عنه في الساحة السورية.
الكاتب اعتبر ان ايران و تركيا هما في معسكرات معادية في اطار الاصطفافات الحالية الاقليمية،لافتاً الى ان تركيا انشات تحالفاً مع السعودية من اجل دعم اجندتها بتغيير النظام في سوريا.
من جهة اخرى اعتبر ان مصر تسعى الى تعزيز علاقاتها مع حزب الله و ايران،مضيفاً ان العلاقات السعودية المصرية دخلت مرحلة من الغموض نتيجة ذلك. كما تحدث عن استمرار التوتر التركي المصري نتيجة علاقات انقرة مع الاخوان المسلمين.
و نبه الكاتب الى ان طهران لم تتخل بالمطلق عن تركيا في الفترة السابقة، وانها حرصت على منع الانجرار الى الخلاف التركي الروسي.كما قال ان ابعاد تركيا عن السعودية سيبقى موضع ارتكاز في الدبلوماسية الايرانية و ان ذلك يتطلب الانخراط البناء.
وأشار الكاتب الى ان الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني سيحضر اجتماع القمة لمنظمة المؤتمر الاسلامي في اسطنبول بشهر نيسان ابريل المقبل و ان حضوره سيساهم كذلك بانجاح القمة.ولفت الى ان زيارة داوود اوغلو الى طهران تأتي قبل شهر واحد فقط من هذه القمة و ان القيادة الايرانية ستعتبر هذه الزيارة بالتالي رسالة سياسية من اردوغان.

مطالبة الغرب بادانة السعودية

من جهتها، صحيفة الاندبندنت البريطانية نشرت تقريراً بتاريخ السابع من آذار مارس الجاري ايضاً كتبها الصحفي “Ashley Cowburn” الذي اشار الى التحذيرات التي يطلقها الناشطون من وتيرة الاعدامات في السعودية,ذلك بعد ما تبين ان الرياض اعدمت السجين رقم سبعين في هذا العام،ما يعني ان عديد الاعدمات في عام 2016 اقترب من ان يساوي نصف العديد طوال كامل عام 2015 الماضي.
و اشار الكاتب الى ان الاعدام رقم سبعين نفذ بحق المدعو علاء آل زهراني في مدينة جدة،مضيفاً ان عدد من الجماعات الناشطة وضعت عديد الاعدامات طوال العام الماضي عند 157،حيث وصلت عمليات الاعدام عبر قطع الرأس الى اعلى مستواياتها منذ عقدين.


و نقل الكاتب عن مدير الشؤون السياسية و الحكومة في منظمة العفو الدولية فرع بريطانيا “Allan Hogarth” ان “عقوبة الاعدام دائماً هي قاسية و غير ضرورية،لكن النظام القضائي السعودي يفتقد حتى الى اساسيات نظام المحاكمة العادلة و انه من المرعب فعلاً ان محاكهما تحكم بالاعدام على هذا العدد الكبير من الناس”.
كما نقل الكاتب عن “Hogarth” بان السعودية تستهزىء بالعدالة جراء فرض عقوبات الاعدام بعد اجراءات قضائية غير عادلة و اصدار احكام بناء على اعترافات استخرجت عن طريق التعذيب،و ان عشرات الناس يدفعون الثمن بحياتهم.كذلك نقل عن الاخير بانه “حان الوقت ليتكلم الحلفاء الاستراتيجيون (للسعودية)” عن الوضع هناك،حيث قال ان لندن عملت كل ما بوسعها لتجنب “اهانة” العائلة الملكية السعودية.ووصف “Hogarth” ايضاً (وفقاً لما روى الكاتب) سجل الرياض بمجال حقوق الانسان بانه “مروع” و ان على الحكومة البريطانية ان تقول ذلك.
ولفت الكاتب الى انه و على الرغم من ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاعدامات السعودية في وقت سابق من هذا العام،الا ان الاخير منح لولي العهد السعودي محمد بن نايف اعلى وسام بلاده خلال زيارة الاخير الى باريس الاسبوع الفائت.

المصدر وكالات