تعز العز

علماء الأمة ضد العدوان: “موقف مشرف وعظيم”

بعد عام من الحرب الشاملة التي قام بها العدو السعودي الأمريكي وحلفائهم على اليمن، تساقطت كل أراجيف من يدعون أنهم علماء ودعاة دين بعد أن أضافوا للعدوان غطاءه الديني، لكن ما صدح به علماء اليمن كان بمثابة عصاة موسى التي لقفت مايأفكون.

كان لعلماء اليمن الربانيين دور بارز في مواجهة العدوان بالدعوة إلى توحيد الصف ومقارعة المنافقين المرجفين والمثبطين ، وشحذ المجاهدين في الجبهات بالنزول الميداني إلى خطوط النار، حيث أصدرت فتوى الدعوة للجهاد معتبرة إياه فرض عين كل مسلم.

وفي أول رد على العدوان على اليمن أصدرت رابطة علماء اليمن بيانا بتأريخ 26/03/2015م  أكدت فيه أن “مملكة الشر والهمجية السعودية قد بدأت بعدوانها السافر والغاشم والمباشر على اليمن واليمنيين بغياً وظلماً وعدواناً مستخدمة طائرات الصهاينة والأمريكان ومستعينة بذيولهم وعبيدهم من الأعراب المنافقين الذين بددوا ثروات الأمة الإسلامية لصالح اليهود والنصارى “.

ودعت “كل الأحرار والشرفاء من أبناء شعبنا اليمني العظيم للالتفاف حول قواتنا المسلحة في مهمة الدفاع عن السيادة والاستقلال، كما تدعو كلَّ قادر على حمل السلاح إلى الدفاع والجهاد المقدس عن أنفسنا وطننا اليمني الحبيب والإنفاق في سبيل الله وبذل المال والغالي والرخيص رداً للبغي والعدوان ومؤامرات قرن الشيطان”.

وأهابت بالمسارعة “إلى التعبئة العامة والنفير العام ودعم المجهود الحربي بالمال والنفس وبادروا إلى جبهات القتال ضد أعداء الأمة من صهاينة وأمريكان وأذيالهم وعبيدهم ومرتزقتهم”.

أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة عبدالسلام عباس الوجيه أشار إلى قيام الرابطة بإعادة طباعة وتوزيع رسال الإمام زيد إلى علماء الأمة لأهمية الرسالة في هذه المرحلة بالذات والتي خاطبت “علماء الأمة الذين يميزون بين الحق والباطل للقيام بمسؤولياتهم ودورهم وحذرهم من التخاذل والتهاون فكانت رسالته الشهيرة وتلك النداءات التي وجهها إليهم لعلمه بدورهم الكبير في التغيير قال عليه السلام : (إنما تصلح الأمور على أيدي العلماء وتفسد بهم إذا باعوا أمر الله تعالى ونهيه بمعاونة الظالمين الجائرين )  وعمل على التواصل بالعلماء والمصلحين ودعوتهم للقيام بمسؤولياتهم تهيئتهم لمواجهة الخطر والمؤامرة على الفكر الإسلامي”.

العلامة طه الحاضري  تحدث عن دور الرابطة موضحا أن الرابطة ” أصدرت عدة بيانات منها رد على خطيب عرفات الذي أباح دماء المسلمين في اليمن ” لافتا إلى إصدار الرابطة أعداد من” مجلة الاعتصام التي تحدثت عن بطلان العدوان وسبل مواجهته” ومضيفا أن الرابطة تحركت ميدانيا للقيام بـ “التعبئة في المواقع العسكرية التأهيلية والمواقع المرابطة  وعبر الوسائل الإعلامية الإذاعية والقنوات الفضائية ” وشاركت ” اللجان الإشرافية في زيارات المحافظات و تأهيل الخطباء و إقامة الدورات الثقافية ” من بداية العدوان.

وفي ذات السياق أصدر المجلس الصوفي الإسلامي بيان بتأريخ 26/03/2015م   أدان العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ووشكل المجلس الهيئة العلمائية العليا للحشد والدعم لمواجهة العدوان وأصدر أكثر من عشرة بيانات من بداية العدوان في مختلف المواقف والمناسبات التي تتعلق بجرائم العدوان، وشارك في مختلف الندوات والفعاليات التي أقامتها الكيانات العلمائية.

الملتقى الإسلامي للدعوة والتأهيل أكد أن العدوان السعودي مدعوم “من أئمة الكفر و رأس الشر الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب على اليمن واليمنيين بكل أسلحة الدمار” داعيا كل ” قادر على حمل السلاح إلى الالتحاق بساحات الشرف والبطولة للدفاع عن اليمن و سيادته و أمنه و استقراره”.

المجلس الزيدي الإسلامي أقام عدد من الفعاليات الثقافية والشعرية وأصدر أعدادا من مجلة شهارة الفصلية لكل ما يتعلق بالعدوان على اليمن وكذلك كتب وأفلام وثائقية تتحدث عن العدوان، وقام بالزيارة الميدانية للجرحى في عدد من مستشفيات .

المجالس الإسلامية الشافعي والزيدي والصوفي أكدوا في بيان مشترك ” أن العدوان السعوأمريكي يقتل الزيدي والشافعي والشمالي والجنوبي أنه عدوان ممنهج يدمر كل تفاصيل الحياة ومقوماتها وأن التبريرات السخيفة والتي منها الدفاع عن الحرمين الشريفين” مشددين أنه  ” يجب أن يكون هذا العدوان الغاشم الظالم مؤديا الى تلاحم الشعب وتكاتفه وتوحده بجميع مذاهبه الدينية ومكوناته السياسية والاجتماعية لصد هذا العدوان ومقاومته، وأن يشكلوا سدا منيعا ضد هذا الاستكبار والعدوان وأدواته في اليمن”.

وزارة الأوقاف والإرشاد كان لها دور بارز في مواجهة العدوان بإقامة عدة حملات توعوية وإرشادية للمجتمع وطلاب المدارس والجامعات لمواجهة العدوان والاحتلال للوطن  باعتباره واجب ديني ومسؤولية المجتمع، وعقدت لقاءات للعلماء والخطباء والمرشدين والمرشدات وحثتهم للتصدي للعدوان وتحصين الجبهة الداخلية.

دور العلماء قوبل الترحاب من قبل قيادة الثورة، ففي خطابه بمناسبة الذكرة الأولى لثورة 21 سبتمبر أثنى السيد عبد الملك الحوثي على تحرك العلماء لتأصيل الثوابت والقيم، واصافا موقفهم بأنه “”موقف مشرف وعظيم “، داعيا لهم إلى المزيد من التحرك المستمر والزيادة في “المجهود العملي، وأيضاً التوعية بقيمة الصمود وجدوائيته والثبات وثمرته ومواجهة كل حملات الإرجاف والتهويل من جانب المرجفين والمثبطين، وأولئك من أذيال العدوان”.

كما كان للعلماء دور في الرد على “علماء الدينار والدرهم و شركاء سلاطين وأنظمة الجور في الترف والبطر بالمال الحرام ” المؤيدة للعدوان العسكري الغاشم على اليمن وشرعنته فندت فيه بطلان فتواهم ، و وصفتهم بأنهم” مشعلو الفتن ومثيرو الحروب وسفاكو الدماء ومزهقو الأرواح تحت مظلة وعنوان الدين الذي حرفتموه واشتريتم بآياته ثمنا قليلا وكتمتم ما أنزل الله في كتابه الكريم من الآيات والبينات والهدى واتبعتم الهوى “.

واستمر دور العلماء في أحياء قيم الدين وإقام علم الجهاد والدعوة للدفاع عن المستضعفين والإرشاد إلى ما يصون وحدة الشعب اليمني أرضا وإنسانا ففي 30/7 / 2015م  أقامت المكونات العلمائية اليمنية كافة مع رباطة علماء اليمن لقاء علمائي موسع تحت عنوان (علماء يمن الإيمان في مواجهة البغي والعدوان) في رحاب الجامع الكبير بالعاصمة اليمنية صنعاء ، حضره وشارك في فعالياته عدد كبير من العلماء والمشائخ والأساتذة والمفكرين والقضاة والأكاديميين والشخصيات الاجتماعية، من مختلف محافظات الجمهورية أكدوا فيه على الاصطفاف بصبر وثبات لمواجهة العدوان و حرمة التعاون مع المعتدين والغزاة بأي شكل من الأشكال، وأن تعاملاً كهذا يعد خيانة لله ورسوله وللمؤمنين، و أدانوا الصمت المخزي والمريب للمجتمع الدولي وتواطؤ الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان .

وأقامت رابطة علماء اليمن والمجلس الشافعي والمجلس الزيدي والمجلس الصوفي الإسلامي والملتقى الإسلامي عدد من الندوات والمحاضرات والفعاليات في عدد المحافظات، للخطباء والمرشدين وأفراد الجيش واللجان الشعبية، وتنقلوا من مكان إلى آخر بما فيها جبهات القتال وخطوط النار.

كما شكلوا وفد من كل المكونات العلمائية اليمنية لزيارة عدد من الدول العربية والإسلامية لاطلاع علماء المسلمين على جرائم العدوان الغاشم بحق الشعب اليمني وشرح مظلوميته.

لقد تماهى دور العلماء مع ما أشار إليه السيد عبدالملك في خطابه لهم وأكد على دورهم  في الجبهة التي أسماها الجبهة الرابعة وهي التي تعنى بالتوعية، والتعبئة المعنوية للشعب وللجيش وللأمن داعيا لهم إلى التحرك “بين الجيش والشعب، لمواجهة جبهة المرجفين، والمثبطين، والمدجنين للأمة، ليجعلوا منها خاضعة مستسلمة وخانعة وفريسة سهلة لأعدائها”.

وفي خطاب القاه السيد عبدالملك بمناسبة مرور عام من الصمود تحدث عن العلماء، مثمنا دورهم خلال العام واصفا إياهم بصفوة العلماء “وقف صفوة العلماء من كل المذاهب في البلد الوقفة الشجاعة ليقولوا كلمة الحق في وجه الطغاة والمعتدين والجائرين وليستنهضوا الشعب للتحرك الجاد القيام بمسؤولية في الدفاع عن نفسه وعن حريته و عن استقلاله و عن ارضه و عرضة”.

===
اشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه
@taizznews
https://telegram.me/taizznews