تعز العز

القائد في خطاب النصر اليمني .. عاصفة هدوء تعصف بأعداء الوطن

لا يدري الواحد بعد كل خطاب للقائد اليمني الشاب عبدالملك الحوثي ..هل ينظم قصيدة شعر امتداحا له وافتخارا به أم يصلي لله ركعتي شكر لعنايته بالمستضعفين بمثل هذا الرجل القادم من أوساطهم حاملا هموم وقضايا الناس العاديين .. البسطاء المنسيين .. الكادحين المسحوقين .. مدافعا عن مظلومية أمة بالانتصار لها .. دينا وسياسة .. فكرا وقتالا .. عقيدة جهادية وثقافة قرآنية .. متخذا طريقا مستقيما للخلاص من العبودية والذل والهوان .. فيما الأمم التائهة يتخذون دروبا شططا سالكين طرقات المؤامرات والخيانة والعمالة بلا بصيرة فكان ما هم فيه اليوم من خزي وخنوع وارتهان .. ونحن نعيش شموخ العزة والكرامة ونرسخ مباديء وقيم الانسانية بتضحيات الابطال الشرفاء .. الشعث الغبر .. الفرسان الشجعان .. الرجال الرجال .. الذين استجابوا لدعوة القائد الشاب من أول صرخة حتى آخر معركة .. فكانوا بحق أسطورة العصر في زمن الحرب ووقت السلم .. لتبقى اليمن موطن إيمان وحكمة إذا ما كان الحديث السياسي عن الرحمة والطيبة .. ووطن أقوام أولوا قوة وبأس شديد إذا ما انتقل الكلام إلى شأن متصل بالكبرياء والتحدي .

ليست هذه الأسطر مقدمة إنشائية .. إنها عبارات مقاربة بسيطة تبحث لكلماتها عن مكان بين قصيدة الفخر وركعة الشكر في حضرة مقام السيد عبدالملك الحوثي وهو يعلن رسميا بعد عام من العدوان فرمان  الانتصار اليمني  على تحالف الأعداء المقدرين بنصف دول العالم وكل أثرياه مالا ونفوذا وأقوى طواغيته سلاحا وهيمنة .. النفطويون الخلايجة سعوديون وإماراتية والإمبرياليون المستكبرون أمريكيون وصهاينة ومعهم حثالات الخسة والارتزاق والاجرام عربا وأوربيون وأفارقة ولاتينيون وباعة أوطان محليون ومنظمات ماسونية وتنظيمات ارهابية .. احتشدت جميعا لشن حربهم العدوانية ضد اليمن واليمنيين امتدادا لمخطط استعماري يستهدف بلادنا التي افشلت خطوات وخطط المؤامرة على نحو دفع بالمتآمرين لتفجير الحرب الغادرة كمحاولة اخيرة لتركيع شعب يأبى الاستسلام والانبطاح .. يرفض الانكسار والهزيمة ..

شعب أبيّ يألف الوغى ويعشق الشهادة .. بالصبر وبهيهات منا الذلة وشعار البراءة  ورصاصة الكلاشنكوف ؛ فجر المفاجآت المدوية على مدى مراحل متتالية .. حين استطاع قلب الطاولة وتغيير المعادلة وخلط ملفات الجهابذة ولخبطة أوراق المنطقة واجندة المتحكمين بالقرار العالمي في الوقت الذي كانت فيه انظار المتربصين بانتظار لحظة انهيار وسقوط اليمن .. فاذا بتلكم الابصار شاخصة الحسرة كرتين وثلاث كرات وألف ألف مرة .. يقلبون أكف الندم والحيرة عما دهاهم وحل بكياناتهم من خيبات وفشل بفعل تكتيكات المستضعفين اليمنيين  الناجحة والخارجة عن حسبات وحسابات الفراعنة الجدد وسحرة اسرائيل وأمريكا وآل سعود .. قبل عشرة أعوام من العدوان وأثناء عام منه .. وبهدى القرآن وعصى موسى سيؤفك اليمانيون بكل طمانينة وثبات وأمان – لمدة قرن من الآن – ما سيلقيه فرعون وسحرته من أباطيل البهتان .. ولمن في قلبه ذرة شك وأطنان غرور نقولها : ألقوا ما انتم ملقون !! ليجيئكم الرد هذا الفرس و الميدان وفيه ستلاقون الويل والثبور كما لقيتموه قبلا وستلقونه قادما إن لم ترعووا وساقتكم ذنوبكم لمهاوي الردى .. فالجهوزية لحرب الأجيال المتعاقبة إلى يوم القيامة ما زالت متواصلة لا يوقفها مفاوضات خادعة ولا يوهنها خداع تسويات سياسية ماكرة .

عاصفة هدوء ونصائح منتصر

كلمة القائد أبوجبريل في الذكرى الأولى للعدوان الإثم قد تكون هي الأهم بين كلماته وخطاباته المهمة خلال عام حافل بالأحداث المفصلية .. خطاب الشاب الثلاثيني عبدالملك الحوثي اتسم خلافا للتوقعات بالهدوء اللافت طرحا وإلقاء في توقيت مكتظ بالصخب والضجيج والاحتقان الطارئ .. لكنه ظهر مستوعبا بشكل كبير للاحتدام غير المنضبط .. فخرج في الوقت المناسب ليتحدث عما جرى وما يتوجب فعله .. لم يكن متشنجا أو حاد الكلام ومرتفع النبرة .. والسبب في هذا الهدوء يتعلق بمناسبة اللحظة وهو يعلن النصر اليمني والمنتصر في أبجديات المصحف وأخلاقيات المحارب الشهم لابد أن يبتعد عن الغطرسة ويقترب من المروءة وذلك بالضبط ما فعله عبدالملك الحوثي وهو يقتطع ثلث الخطاب لتوجيه النصائح للأعداء وفي المقدمة العدو السعودي الأرعن .. يتعمد ضبط بعض المصطلحات اتساقا والتقارب المفترض .. منتهزا المناسبة لإيصال الرسائل المنبغى وصولها مباشرة للطرف الآخر .. ليعرف العدو أنه تحت المجهر تصرفا ونوايا وأن التربص ومجرد التفكير في الخديعة لن يمر وسيجرجر الأعداء لخسائر أبعد من هزائم مريرة تجرعها سياسيا وعسكريا وإنسانيا واقتصاديا واجتماعيا طيلة معارك عام واحد انتهى بانتكاسات مذلة لتحالف العدوان .. يقابله انتصار مؤزر لأبناء اليمن بحسابات الربح والمكسب لحرب لو كانت ضد دولة عظمى لتهاوت في أسابيع معدودة وهي المقارنة العابرة التي تجعل اليمن يحوز مرتبة الانتصار بشهادة خبراء التحليل العسكري والسياسي قياسا بحجم التكالب على دولة بمقدرات وإمكانات متواضعة كاليمن .. إذ لا مجال للمقارنة هنا ولا استساغة مقنعة لثلاثي الشر أمريكا إسرائيل السعودية بالانتصار عليها لو حدث فعلا على الأرض وهو مالم ولن يحدث .. فالمؤشرات تذهب للتأكيد بالحضور الطاغي لليمن والتراجع المهين لتحالف الأعداء على مسارين مزدوجين يتعلقان بالقتال المحسوم لأبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية في جبهات الحدود والداخل وللقوى الوطنية في جولات المباحثات الأممية والصمود.المجتمعي والتلاحم الشعبي المعزز  للجبهة العسكرية والمساندة للفرق السياسية باعتبار نقاط التماسك هذه جزء من صناعة النصر اليماني المتعاظم طبقا للقراءات الاستراتيجية .

هدوء القائد في خطاب الانتصار يعكس في وجه آخر لا مرئي مدى إدراك الرجل لطريقة تفكير العدو وأسلوب تعاطيه تجاه المستجدات العاصفة .. لذا فالترويض النفسي للخصم تجلى بوضوح في ما وراء تفاصيل كلمة السيد عبدالملك الحوثي الذي ترك اعداءه خلفه بمسافة شاسعة ومضى للبعيد يرتب لما بعد النصر ومرحلة ما بعد الغد .

بقلم / عابد المهذري

===
اشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه
@taizznews
https://telegram.me/taizznews