تعز العز

أهمية السيطرة على تدمر استراتيجياً وسياسياً

يُعد تحرير تدمر نصرا كبيرا للجيش السوري وحلفائه، وتتيح السيطرة على المدينة الواقعة في عقدة مواصلات وسط بادية الشام، للجيش السوري التقدم شمالا باتجاه مدينة الرقة أهم معاقل “داعش” في سوريا، كما يفتح الطريق أمام التقدم إلى دير الزور شمالا، وإلى الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا جنوبا.

وبحسب التقرير الذي نشره موقع “روسيا اليوم”، فإن هذا التطور المهم يسهم في عزل التواصل الجغرافي لـ”داعش” مع أرياف حمص وحماة غربا، والحدود العراقية شرقا، ويضيق الخناق على التنظيم الإرهابي، ويقلص من مساحة سيطرته الجغرافية كثيرا، كما أن تحرير المدينة ينهي سيطرة “داعش” على عدد من حقول الغاز المهمة في محيط المدينة، ويبعد تهديداته المباشرة لجزء مهم من المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري في ريفي حمص الشرقي والشمالي الشرقي

ويشير التقرير إلى أن أهمية تحرير تدمر تزداد مع ربطها بإطلاق الجيش العراقي معركة تحرير الموصل، العاصمة الثانية لـ “دولة الخلافة”، وتضييق الخناق على تنظيم “داعش” على طرفي الحدود في سوريا والعراق.

ويوضح  التقرير “من المؤكد أن تحرير تدمر بهذه السرعة يضع الولايات المتحدة وحلفاءها في التحالف الدولي في موقف محرج، فمن جهة يكشف عدم نجاعة غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في محاربة “داعش” بالرغم من الإعلان عن ألوف الطلعات والغارات على مواقع التنظيم الإرهابي في سوريا منذ نحو سنة ونصف السنة ،ومن جهة أخرى، فهو يضعها أمام مسؤوليتها في إثبات حقيقة نيتها في محاربة “داعش” بجدية وسرعة.

ويضيف ” فإن تحقيق نتائج سريعة عبر التنسيق بين القوات السورية والجانب الروسي يوضح أن الغارات الجوية وحدها لن تكون مؤثرة في حال غياب تنسيق مع قوى على الأرض؛ ما يضع واشنطن أمام خيارات، ربما لم تكن ترغب فيها، ومنها زيادة التنسيق مع القوات السورية، التي أصبح بمقدورها الآن التقدم نحو مراكز التنظيم في الجزيرة السورية.

ويتابع التقرير” ولا تكتمل أهمية تحرير المدينة الإستراتيجية إلا بعدد من النقاط الأساسية: الأولى، البناء على التوافقات الروسية-الأمريكية ومواصلة المعركة لاقتلاع التنظيم من مواقعه في سوريا والعراق.والثانية، إعطاء تطمينات للسكان المدنيين، الذين اضطروا إلى البقاء في مناطق سيطرة “داعش” بأن المعركة هي لتحريرهم من ظلم التنظيم، وأنهم لن يخضعوا لأي شكل من أشكال الانتقام أو الإقصاء لأنهم لم يغادروا بيوتهم وأراضيهم.

وهنا لا بد من تشكيل قوى محلية تساهم في ترسيخ السلم الأهلي، ومنع بروز صراعات ذات صبغة طائفية بعد دحر التنظيم الإرهابي، يمكن أن تكون بذرة لبروز تنظيمات إرهابية بتسميات جديدة.

واختتم الموقع تقريره قائلا ” تقدم هذه القوة أو تلك على الأرض يجب ألا يغير القواعد الأساسية للانتقال السياسي في سوريا، والتي تم التوصل إليها عبر التفاهمات الروسية-الأمريكية من “جنيف-1″، إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254، مرورا بتفاهمات فيينا وميونخ وصولا إلى فصل واضح بين مسار ونتائج التسوية السياسية، التي يحددها الفرقاء السوريون عبر المفاوضات، وجهود محاربة الإرهاب، والتي يجب أن تنخرط فيها جميع القوى الداخلية والإقليمية بإشراف وإدارة الجانبين الروسي والأمريكي”.

===
اشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه
@taizznews
https://telegram.me/taizznews