تعز العز

الحل الشامل أم الانفجار الشامل في المنطقة هو  نفس الاسبوع في اليمن وفي المنطقة

 

تعالوا نلقي نظرة على المشهد السياسي في المنطقة ومجمل التحركات التي يجريها اهم الفاعلين ممن يصنعون الحدث ويتخذون القرار في كبرى القضايا التي تشغل الرأي العام الدولي:

**”روحاني” الرئيس الايراني يزور باكستان حليفة السعودية، وحديث على مستويات عليا عن ضرورة الحوار مع المملكة السعودية وكأن الزيارة إضافة لموضوع التعاون الثنائي بين باكستان وإيران وخاصة في موضوع الطاقة وخط الغاز الاستراتيجي، كأن ايران تطلب من باكستان رسميا التوسط لها مع السعودية من اجل تخفيف حدة موقفها من قضايا المنطقة و كل الحروب المشتعلة فيها..

** “أوغلو” وزير الخارجية التركماني المتطرف ضد الحلف السوري واليد اليمنى لإوردوغان المتورط حتى النخاع في ملف داعش وتخريب سوريا وسرقة حلب، يزور طهران، وبعد أسبوع واحد وزير الخارجية الايراني يزور انقرة، ويبدأ الحديث عن العلاقات الاستراتيجية بين ايران وتركيا التي تشهد توترا خطيرا في موضوع الاكراد وكل يوم اصبحت التفجيرات الارهابية تضرب في قلب المدن العثمانية التي تعاني من موضع النازحين السوريين والضغط الاوروبي اليومي على انقرة من اجل وقف هذا السيل البشري الذي أصبح يهدد الاستقرار الاوروبي بكامله..

**في نفس هذا الاسبوع، الرئيس الاسرائيلي يلغي زيارة كانت مقررة لاستراليا ويزور روسيا فيستقبله بوتين رسميا والموضوع هو العلاقات التاريخية والاخلاقية والاستراتيجية بين موسكو وتل ابيب.

** هو نفس الاسبوع الذي رفع فيه السيد نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني سقف التحدي لاسرائيل وهدد بضرب مفاعلاتها النووية والكيميائية محدثا زوبعة في إسرائيل وصلت حد رفعها دعوة لمجلس الامن قصد التدخل لوضع حد لتهديدات الحزب وهو مؤشر خطير في ميزان القوة في المنطقة..

** وهو أيضا نفس الاسبوع الذي صرح فيه الملك الاردني ان تركيا ترسل ارهابيين الى سوريا و المنطقة .. تصريح خارج سياق العلاقات الثابتة بن البلدين حيث ظلت عمان غرفة عمليات لكل مخابرات التحالف السعودي الامريكي التركي في كل الملف السوري.. وهو التصريح الذي يعبر عن لحظة توتر كبيرة قد تعيد رسم خريطة العلاقات هناك..

** وهو نفس كذلك نفس أسبوع مرور سنة كاملة عن بداية الغزو السعودي لليمن بما يعني سنة من الاخفاق السعودي وتورط مملكة الصحراء في مستنقع لا خروج منه بما يضطرها الى الجلوس الى طاولة المفاوضات مع الحوثيين الذين أبانوا عن حنكة كبيرة في تدبير الحرب وكل الاشكالات و التباينات التي تميز خريطة الصراع في اليمن..

أليس خروج الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح شخصيا لحضور الذكرى الاولى للحرب في قلب صنعاء حيث ملايين الناس دون خوف من طائرات التحالف السعودي الامريكي.. اليس هذا مؤشرا عن منحى سير المعارك حين يقصف السعودية بنفس لهجة السيد نصر الله تقريبا و يلصق بها كل تهم الارهاب من سوريا الى العراق الى ليبيا الى باريس وبروكسيل..

** إنه أسبوع التفجيرات الدموية في بلجيكا وحملة الخوف في العواصم الأوروبية حيث لا صوت يعلو صوت الارهاب وكل لحظة اعتقالات ومداهمات من جنوب ايطاليا لبروكسيل لفرنسا وكل مخابرات الدنيا تعيد رسم شبكات الارهابيين المغاربة الاصول في مجملهم وهو ما يفسر تشكيل خلية خاصة في المغرب لمتابعة الموضوع والتنسيق على أعلى المستويات ..

** أليس هو نفسه أسبوع تحرير مدينة “تدمر” التاريخية من أيدي إرهابيي داعش الذين خربوا كنوزها التاريخية؟.. بما يعني قطع طريق الامداد على الدواعش في اتجاه الرقة عاصمة خلافتهم، وبما يعني ايضا ان اليد الطولى في سوريا هي للجيش السوري وحلفائه.. بينما الجيش العراقي والحشد الشعبي بمؤازرة طائرات التحالف تقترب من تحرير الموصل على ايقاع التهديد الصدري حيث مقتدى يحاصر بغداد رافعا لواء محاربة الفساد كما كل الذين يطمعون في كراسي السلطة..

لعل المشروع الأمريكي في المنطقة الخضراء يتضمن اسم مقتدى الصدر كورقة للضغط أو الابتزاز، وقد تكون ورقة للفتنة كما كان رفيق الحريري في لبنان، وكل شيء قابل للانفجار في العراق وقلب الطاولة على الجميع..

على سبيل الملاحظة والختم، نسجل هذه الحركية المتصاعدة في كل الاتجاهات لتجعل موسكو التي تشرف على مفاوضات جنيف3 مركز الثقل في تحديد بوصلة الحل في المنطقة، بينما ايران تمد للسعودية سُلما للنزول من الشجرة التي صعدت اليها إبان الجموح الامريكي فيما سمته الربيع العربي المغلف بمد وهابي إخواني سرعان ما تبين إخفاقه في تحقيق الانتقال الامريكي السريع في المنطقة.. بينما الهاجس الأوروبي تحصين حدود الاتحاد من موجات الارهاب المتسللة مع قوافل اللاجئين، إذ وصل الخطر حد تهديد المنشآت النووية الأوروبية، لتبقى أمريكا منشغلة بانتخاباتها الرئاسية، ولتتعطل فيها القرارات الكبرى بالحرب في نهاية حكم “أوباما” الديموقراطي في انتظار من يحسم رئاسة البيت الابيض الامريكي..

كل شيء ممكن حد التناقض، بما يعني الامكانيات الكبيرة لحلحلة مشاكل المنطقة الكبرى وفي مقدمتها الملفين السوري واليمني .. كما أن كل المنطقة تبقى على كف عفريت رغم مؤشرات الحل، فيكفي فرك عود كبريت في بغداد لتسقط السماء على صنعاء.. وقد تسقط السماء هذه المرة على أنقرة وربما على عواصم أخرى في شمال إفريقيا.

بقلم . د / رضا الموسوي

===
اشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه
@taizznews
https://telegram.me/taizznews