تعز العز

نتاج الديمقراطية السعودية في اليمن: ’عدي’ ورفاقه.. لوحة من الأرواحٍ عند سفح الجبل

ياسر رحال

حياة مأسوية يعيشها أهل اليمن، عدوان مستمر وغاشم. وسط غاراتٍ جوية وإطلاق النار، وتدهور في الرعاية الصحية والاحتياجات التعليمية. من أصل 3200 شهيد سجل سقوط 940 طفلاً تحت قصف الطائرات السعودية، وكأن الحصار الاقتصادي وعدم توفر السلع الغذائية، ونقص الإمدادات الطبية، لم تكن تكفي.

“عدي فيصل”، هو أحد ضحايا نقص التغذية في اليمن نتيجة الحصار السعودي الظالم، والعداون الثلاثي الأميركي السعودي الصهيوني على شعبه. لم يتجاوز عمره الأشهر الخمسة، وها هو يحتل العناوين الرئيسة في الإعلام الغربي، ليس لأنه معجزة، أو بطل.. بل لأنه الحقيقة التي تحاول “مملكة الرمال” طمسها عن الرأي العام والإعلام العربي والإسلامي.

وفَّرت صورة عدي فيصل على وكالات الأنباء العالمية لمحة عن الحياة المأساوية للعيش في ظل العدوان ونقص مصادر الغذاء، وتأثير المجاعة والفقر، تظهر الصور جسده الذابل.

“حاول أهله القيام بأي عمل قد يساعده على النجاة، تم نقله إلى المستشفى، عمل الأطباء على إمداد جسده النحيل بالمضادات الحيوية والمواد الغذائية عن طريق الحقن في محاولة لضخ الحياة، بعد يومين استسلم للموت في حضن والدته”، هكذا علقت صحيفة “واشنطن بوست”.

“انهار جسده والهيكل العظمي تحت ضغط سوء التغذية، أطرافه باتت مثل الأغصان الجرداء، وجنتاه غارقتان في وجهه، وعيناه جفتا، تقيأ سائلاً أصفر من أنفه وفمه. ثم توقف عن التنفس”.

قصة عدي فيصل تختصر كل القصص..

تقتات عائلة عدي المكونة من تسعة أنفار على وجبة لبن وخبز في اليوم وإذا تمكنوا من الحصول على معلبات تكون الحبوب “وجبة فخمة”. منع سوء التغذية أم عدي من إرضاع وليدها، بحثت عن البديل، فلم يتوفر.. عمدت إلى تركيبة خاصة عبر خليط من الماء والسكر لتسكين جوع عدي، على أمل أن تكون وجبة كافية لإبقائه على قيد الحياة حتى يمكن من الحصول على العناية الطبية المناسبة أو الغذاء الكافي. وعلى الرغم من ذلك تدهورت حالة طفلها، إلى النقطة التي كانوا يعلمون أنها ستكون الخاتمة.

لكنَّ العيادات الخاصة مكلفة للغاية وليس لديها الإمدادات اللازمة لرعاية سوء التغذية لدى عدي، نقله الأهل إلى قسم الطوارئ في مستشفى السبعين، وبنتيجة الفحص تبين أنه يعاني من نقص كبير في التغذية والتهاب في الصدر. على الرسم البياني لسجله الطبي المعلق على سريره عبارة “غير مستقرة” تتكرر مع كل تفاصيل.

كان لدى الأطباء أمل في إبقائه على قيد الحياة، لكن الجسد الضعيف استسلم للموت، بعد ذلك بيومين، توفي عدي.

دفن عدي في قبر عند سفح الجبل مع كثيرين غيره من ضحايا العدوان على اليمن، حيث تتشكل لوحة من الأرواح البريئة التي تعيش هناك لتذكر العالم أنهم ضحايا سياسة ظالمة غاشمة لا تفرق بين المقاتل والمدني حتى لو كان طفلاً بعمر عدي..

يقرأ والد عدي آيات من القرآن الكريم على قبر ولده، ويرفع يديه بالدعاء إلى الباري عز وجل برد كيد الظالمين عن أطفال اليمن.

==
اشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه
@taizznews
https://telegram.me/taizznews