تعز العز

توافق مصالح إسرائيل وأذربيجان وتركيا في جنوب القوقاز

أكد خبير العلاقات الدولية الإسرائيلي الشهير آرييه غوت في مقال نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية على وصفه بالعلاقات الودية والوثيقة بين كيان العدو الإسرائيلي وجمهورية اذربيجان مؤكد بأنه “لا توجد دولة في الفضاء الأوراسي علاقات ودية ووثيقة مع إسرائيل مثل جمهورية أذربيجان”.

وبحسب روسيا اليوم بان الكاتب نفسه والمؤرخ الإسرائيلي إميل أبراموف كتبا، في 11 نوفمبر 2014، في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقالا بعنوان “أذربيجان بلد بالغ الأهمية لإسرائيل”.

ولفت الكاتبان الى دفاع النخبة السياسية الإسرائيلية والحميم عن أذربيجان. وبدورها، بسبب تتميز النخبة السياسية الأذربيجانية، التي ظهرت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، بعلمانيتها المتطرفة وبعدائها للتراث العربي.

وأشارا إلى ما بينته الوثائق، التي نشرتها “ويكيليكس”، عن حجم التماهي بين باكو وتل أبيب، وتباعد أذربيجان عن العالمين العربي والإسلامي. وكشف الكاتب الإسرائيلي غوت عن رسالة سرية قال بإن الدبلوماسي الأمريكي روب غارفيليك ارسلها في 07 يناير 2009 إلى خارجية بلاده أن أذربيجان مثل إسرائيل ترى في إيران التهديد الأكبر لأمنها بل لوجودها.

وأضاف ان الدبلوماسي الأمريكي يرى أن إسرائيل بصناعتها العسكرية المتفوقة والمتطلبات السياسية الميسرة من زبائنها تعد توأما مثاليا لأذربيجان..مشيرا الى أن إسرائيل تمد اذربيجان بأنواع من الأسلحة التقنيات الحديثة التي لا تستطيع الحصول عليها من الولايات المتحدة وروسيا، أو من أوروبا.

وتابع الكاتب ان الدبلوماسي الأمريكي: ” أوضح في رسالته السرية دول الغرب تترد عن بيع أذربيجان منظومات عسكرية متطورة خشية من شن اذربيجان حربا لاسترجاع أراضي قره باغ.

وقال الكاتب بان أضخم عقد وقع بين إسرائيل واذر يبجان في يناير 2012 بمبلغ 1.5 مليار دولار.

وتسلمت باكو بموجبه على مدى أعوام 2013، و2014، و2015 طائرات من دون طيار من طراز “هيرون-1″ و”سيرتشير-2”. وستتسلم 4 منها هذا العام.

وكذلك، صواريخ “غابريل-5” المضادة للسفن، ومنظومة الدفاع الجوي “باراك-8” ومحطة الرادار للإنذار المبكر “EL/M-2032”.. إلى غير ذلك من الصفقات كبناء مصنع مشترك للطائرات من دون طيار في أذربيجان.

وأكد الكاتب الإسرائيلي ان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يحرص دوما خلال زياراته إلى الولايات المتحدة على لقاء المنظمات الأمريكية اليهودية. مشيرا إلى أن آخرها حصل في 30 مارس/ الماضي مع “لجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية” (أيباك) و”التحالف الوطني الأوراسي لدعم اليهود” ورؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى في واشنطن (وفق “آذر-تاس”).

ونقل الكاتب وصف الرئيس الأذربيجاني في مايو/ من عام 2008، للعلاقات بين باكو وتل أبيب بأنها “جبل جليد 90% منه متوار تحت الماء بعيدا عن أعين الدخلاء” وفيما أكد الكاتب بأن تل أبيب تؤيد باكو في نزاع إقليم قره باغ انطلاقا من مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط.

الا انها ترى أن الحل العسكري للنزاع على قره باغ سيؤدي حتمًا إلى اهتزاز موقع موسكو في جنوب القوقاز، ما يمكن أن يكون ذريعة لمطالبة موسكو بالحد من دورها في الأزمة السورية. من ناحية أخرى، أكد الكاتب توازن علاقات الصداقة لباكو مع إسرائيل بصورتها في الدول العربية والإسلامية.

لافتا بان اذر يبجان رغم مرور 23 عاما على افتتاح سفارة إسرائيلية عام 1993 في باكو، إلا أن باكو حريصة على عدم إثارة غضب إيران فإن الأخيرة لا تجرؤ على افتتاح سفارة لها في تل أبيب، لأن طهران تقف لها بالمرصاد، مهددة بتضييق الخناق على منطقة ناخيتشيفان المنعزلة، التي تفصلها عن الأراضي الأذربيجانية من الشمال أرمينيا وتحدّها من الجنوب إيران.

على الصعيد نفسه يرى الكاتب في تركيا (الشقيق الأكبر) لأذربيجان وقال بانه على الرغم من عدم تتدخل تركيا عسكريا في النزاع، الذي استمر بوتائر متقطعة منذ عام 1988 إلى عام 1994، إلا أنها وقفت اليوم ومن دون مواربة إلى جانب أذربيجان (الشقيق الأصغر) في النزاع. وتسعى لتحويله إلى نزاع طائفي.

وأوعز الكاتب ضلوع تركيا في تأجيج ا لتثأر لتحجيمها على الساحة السورية، ولا سيما أن الوضع توتر في منطقة نزاع قرة باغ بعد توافد الوفود التركية في الأشهر الأخيرة على باكو. ”

وأشار الكاتب إلى ما أكده النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف، من “النزاع احتدم بعد سلسلة زيارات للمسؤولين الأتراك الرسميين إلى باكو، وتقديمهم المساندة لأذربيجان في هذا النزاع”.

واختتم الكاتب مقاله بتساءل جباروف (هل يريد “السلطان الأكبر” تحقيق أحلامه الوردية بفتح معركة جديدة، لمصلحة إسرائيل وأذربيجان في جنوب القوقاز، الذي كان ساحة قتال دائمة بين الدولة العثمانية وإيران والإمبراطورية الروسية؟