تعز العز

الغرب يعيد صناعة سايكس بيكو جديدة لتقسيم الشرق الأوسط من العراق إلى اليمن

المركز_الإعلامي_تعز

سبق أن أكدنا بمقال سابق أن الغرب ( الانجليز و الامريكان) يصنعون في الشرق الاوسط سايكس بكيو جديدة وجميع المؤشرات على الارض تدل على ذلك .. حيث يتم الدفع نحو أنظمة حكم أقاليم فدرالية بدواعي عدة منها .. العدالة في توزيع الثروات… و اضطهاد الأقليات … ودواعي إقاف سيول الدماء الناتجة عن الاقتتال الطائفي والمناطيقي …

ولكن أهم الادوات التي استخدمت في تنفيذ هذا المخطط هي فصائل الارهاب حيث عكف على دعمها بشكل علني و صريح من قبل النظامين القطري و السعودي كسبيل وحيد لوجود ارضية خصبة للتقسيم على أساس طائفي وعرقي كذلك …

وأبتدى هذا السيناريو سهلا في ما حدث ولازال في العراق حيث تم إدخال بلاد الرافدين عقب دخول الامريكان بغداد في أتون صراع و إقتتال طائفي ثم تقسيم العراق على أساس عرقي و طائفي بنظام الاقاليم الفدرالي حيث أعتمد في الشمال دولة للاكراد (كردستان العراق ) لها دستور و علم ..وكل مقومات الدولة في ظل عدم وجود جيش وطني اتحادي ولم يعد تمثيل هذه الدولة في نظام العراق الاتحادي سوى شكلي و على نحو صوري .. وماتبقى من بلاد الرافدين قسم على اساس طائفي حيث أسس اقليم في الجنوب خاص بالشيعة … الخ

الاهم من كل ذلك أحداث أعقبت خروج الامريكان حيث ظهر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) كقوة غير منطقية حيث تساقطت معسكرات العراق بيده كأوراق الخريف في ظل عدم وجود جيش و طني اتحادي قوي يحمي هذا النظام الفدرالي مما دفع بتدخل قوات الغرب بمطالبات شعبية كنتاج طبيعي لجرائم التنظيم بهدف محاربته…

العجيب تخلل الحرب ضد الارهاب .. إسناد لوجستي له لا العكس حيث تداول الاعلام إنزال التحالف أسلحة بالخطٱ لتنظيم الدولة – داعش – ولكن أستطاع إقليم كردستان العراق من تطهير نفسه من داعش بدعم غربي واضح على عكس المناطق الاخرى ,,

كل ذلك تزامن مع ثورات الربيع الخلاقة منها ثورة تدمير سوريا و دخول فصائل ارهاب متعددة في صفوف الثورة كمكون ثورجي ومنها فصيل هام وهو تنظيم داعش إمتدادا لإسمه كدولة إسلامية للعراق و الشام …

وقد مضت هذه الفصائل المتشددة و غير المتشددة في حربها على أرض سوريا تحت شعارات طائفية صرفة بما في ذلك الجرائم الانسانية التي ارتكبها تنظيم داعش في حق اليزيدين السوريين هذا في ظل دعم قطري واضح وعلني لفصيل جبهة النصرة و سعودي لتنظيم الدولة ,,,

كل ذلك تمهيدا لورقة إستحالة التعايش بين النسيج الاجتماعي السوري … وهذا ما تم حيث تقوم أهم أوراق مفاوظات جنيف بين الفرقاء السوريين على أساس تقسيم سوريا كنتاج طبيعي للصراع المسلح و المجازر الدامية الممول من قبل نظامي قطر و السعودية فالمطالبات بإقليم مستقل لليزيدين طفى على السطح وعلى أساس عرقي سيتم المطالبة بإقليم آخر للسنة وكذا اقليم للعلوويين الشيعة هذا كله و تحالف الناتو تدخل مباشرة تحت مسمى مكافحة الارهاب الذي نتج عنه نزوح ملايين السوريين لإوربا التي باتت تذوق صنيعة الفتن الطائفية و استنساخ الامريكان والانجليز الارهاب في الشرق الأوسط مع صمتهما و تسترهما على الراعيان الرسميان و الداعمان لتلك الفصائل الارهابية بل و صل الامر ان تهدد بريطانيا بالانسحاب من اتحاد اليورو  إن لم تكن فعلت …الخ

ورغم التخطيط لنفس السيناريو في اليمن بإستنساخ ثورات الربيع السوري و اليبي الدامية …. وفشل أجندة التقسيم الإقليمي الطوعية لليمن في منتصف 2014م كل ذلك دفع  بإدوات الانجليز و الامريكان في الدخول بحرب مباشرة أطلق عليها تحالف عاصفة الحزم بقيادة السعودية حيث شارك النظامين القطري و السعودي في دعم فصائل الإرهاب علاوة على مشاركة النظام الإماراتي بقوة مباشرة رغم اختلاف الاخير مع النظامين في دعم فصيل القاعدة ,,,

وفي اليمن سارت اللعبة بسيناريو الدق على وتر المناطقية استغلالا لمطالب الجنوب ودعوات لحراك انفصال واعادة تشطير اليمن …. علاوة على اللعب على ورقة الطائفية التي فشلت في اليمن بتكرار سيناريو العراق و سوريا ووقفت هذه الورقة في رقعة صغيرة …

ولكن … لماذا تدخل الغرب بقوات مباشرة على الارض في اليمن حيث تتواجد القوات البريطانية و الامريكية في كل من حضرموت و لحج ?

هل تلعبا دور الروس في سوريا …بإنفاق مسبق ..

أم لتنقذا النظام السعودي المتورط في حربه على اليمن ..
أو أن هذا التدخل المباشر لتنفيذ تقسيم اليمن بالقوة حيث عجزت عنه عاصفة الخليج على اليمن و بعد دعم من وراء الستار له من قبل القوى الأمريكية و الانجليزية منذ اكثر من عام …

هل إعادة خارطة التقسيم ( سايكس بيكو جديدة ) التي شاء الأمريكان و الانجليز تطبيقها في جزيرة العرب لم تقف في العراق … وفي سوريا الروس بتدخلهم يفشلون هذا المخطط في الشام .. وهو ما اضطرهم للتدخل المباشر في اليمن بعد مرور عام من حربهم الغير مب

اشرة على أيدي تحالف الخليج …
وهل التدخل المباشر بهدف السيطرة على ممرات التجارة المائية الدولية (باب المندب) مع ضرورة إضعاف اليمن بتقسيمه على أساس مناطيقي وطائفي .. حيث تنسلخ محافظة تعز تحت دواعي طائفية نتيجة مالحق بها من دمار كامل و سفك للدماء ولازال ذلك ….وعدن ولحج والضالع بدواعي الحراك الانفصالي…..وحضرموت التي تتلهف للحاق بركب نظام الخليج …. والجوف و مارب ومشايخهما الذين يتغنون بالسنة وحربهم الطائفية النابعة من السجود لريالات النظام السعودي منذ عقود ….وربما مشروع سلخ قطاع تهامة تحت دواعي الحراك التهامي ليس ببعيد عليهم تحريك رماله وسرابه الكاذب…
هل السعودية بعيدة عن هذا المشروع التقسيمي؟!
على الرغم من مشاركتها بهذه العبة و إشعالها الحرائق في كل من العراق وليبيا و سورية و اليمن …. ليست ببعيدة عن سايكس بيكو الجديدة وهو مخطط التقسيم والتجزئة لدول الشرق الاوسط … فالوعود لشيعة المناطق الشرقية للملكة كانت و لازالت قائمة و الاردن لا زال يحلم بالأردن الكبير حيث سيقتطع جزء كبير من شمال المملكة السعودية…وما تم بشأن جزر صنافير.. في مدخل خليج العقبة سوى محاولة إستيقاض لتنبيه الاردن بعدم التفكير في ذلك وللبقاء تحت عباءة جارتها المملكة الجنوبية المسلوخة في الأصل من مملكة الشريف حسين ….

أما الجنوب و المكون من محافظات نجران و عسير وجيزان المحتلة منذ 1934 م … فالغرب خاصة الامريكان الذين أكدوا للنظام السعودي بتقرير إستخباري ان جنوب الممكلة معرض للإجتياح اليمني في أي وقت في حالة إذا لم تبذل جهدآ لمهادنة و إرضاء خصومهم من يمني صعدة شمال الشمال وهذا ما تم في هدنة معلنة على أراضيها و لا زالت النار تحت الرماد يمكن خروجها إذا ما آراد مشعليها ذالك …وسيتخلى عنها الانجليز و الامريكان بلمح البصر إذا ما أنتهت كافة أوراق الابتزاز التي ستنتهي حتما بإستنفاذ إحتياطيات النقد السعودي … لتعود الاخيرة بفقرها وديونها كنظيرتها العراق التي تورطت بمغامرة إجتياح الكويت في مطلع العقد الاخير من القرن الماضي
بقلم / مصطفى المغربي

====