تعز العز

لوبيهات العدوان و إخضاع الدول للوصية

دائماً وفي ظل اختلال وتهاوي النظام السياسي في بلد ما أكان ذلك التهاوي والاختلال بسبب انتفاضة شعبية او ثورات او صراعات بين أجنحة الحكم او القوى السياسية  يؤدي ذلك الى أرباك في عملية أدارة شؤون البلد والمرافق الحكومية وتتسع رقعة الفساد والتبديد للمال العام بفعل الانتهازيين والمتملقين والمتسلقين على حساب المخلصين ممن يقودون الحركة التحررية لتغيير الى الأفضل والذين عادة ما يكونون لا يمتلكون القدرة الإدارية  الكافية  لتغطية الفراغ الذي حدث بفعل تهاوي النظام الحاكم والذي كان يحكم ويحتكر كل مقومات الحكم والسلطة بيده الأمر الذي يجعل من تلك الظروف الاستثنائية المختلة اداريا وماليا ..فرصه لضعاف النفوس والانتهازيين لتحقيق مصالحهم الشخصية وممارسة فسادهم بأريحية عالية

ولكن ذلك الوضع لا يستمر كثيرا وبمجرد استتباب الأمر واتضاح صورة المشهد للسلطة الجديدة سرعان ما تعالج تلك الاختلالات وينكشف أمر هؤلاء الانتهازيين وتستقر مقاليد السلطة بشكل ايجابي خصوصا اذا كنت حركة التغير التحررية تقاد من قبل اشخاص يتحلون بالوطنية ويعملون من اجل الوطن والصالح العام

هذه المعطيات التمهيدية التي يوثقها التاريخ السياسي المعاصر للبلدان التي عاشت حاله من الإرباك الثوري والتغير السلطوي  اتخذها مدخلا لما تشهده الساحة السياسية والحركة الثورية التغيرية في اليمن بقيادة أنصار الله مع فارق هو التدخل الخارجي والحرب الذي تشنه قوى العدوان بقيادة نظام الكيان السعودي , والتي تسعى تلك القوى الى العمل على إجهاض الحركة الثورية وعملية التغير الجذري للسلطة في اليمن مما تسبب ذلك في انشغال مسئولي الحركة الثورية في توجيه كل جهودهم في مواجهة العدوان والتصدي له والتركيز على تقوية الجبهة العسكرية على حساب الجانب الإداري للسلطة التي تكون في مثل هده الظروف هي الهم الأكبر والأوحد للانتهازيين سواءً من من هم محسوبين على الحركة التي تقود العمل الثوري او من الكادر الإداري للنظام السابق والدين يكونون أكثر خبره ودراية بدهاليز السلطة وممارسه الفساد فيها-وبالتالي فان تلك الظاهر تكون فرضيه حاصلة يتعين على الحركة التحررية ان لا تغض الطرف عنها وتعمل كل ما بوسعها لمحاصرتها والتخلص من عناصرها تدريجيا قبل ان تستفحل في الجهاز الإداري لدوله وتكون مبررا لإجهاض الثورة وحركة التغير المأمول فيها

لإنقاذ البلد وهذا الامر يتطلب الاعتماد على الوطنين والمخلصين وتفعيل مبدءا الثواب والعقاب وعدم التهاون مع اي شخص يثبت تورطه بالفساد والتعاطي بشكل ايجابي واهتمام كبير في شكاوي المواطنين والتقارير الصحفية والفحص والتدقيق فيها للوصول الى معرفة مكامن الفساد وعناصره والتعامل معها بحزم وشده خصوصا مع الأشخاص المحسوبين على الحركة هذا من ناحية ومن ناحية اخرى على عامة الشعب التحلي بالصبر أولا وعدم الانجرار خلف ما تروجه وسائل إعلام العدو بشان تردي الأوضاع والفساد ونهب المال العام والذي كثيرا ما تكون تلك الإخبار من اجل إجهاض الثورة وإعاقة حركة التغير وثانيا على عامة الشعب ان يمارسوا سلطة ألرقابه على مسئولي الأجهزة الحكومية والسلطات المحلية والإبلاغ الى الجهات العليا عن اي فساد او استغلال للسلطة وعدم السكوت عن ذلك او اليأس من عدم التجاوب فالمثل تلك الرقابة فاعليه موثرة في محاصرة الفساد والتخلص منه والله ولي الهداية والتوفيق

بقلم  المحامي /  بسام الشرام

====