تعز العز

البيت الأبيض يؤجل انفجار تحالف السعودية مؤقتا

إبراهيم الوادعي

بين الإعلان عن انتهاء الدور ضمن تحالف العدوان على اليمن وإبقائه حسب تصريحي وزير الدولة الإماراتية للشئون الخارجية أنور قرقاش في يومين متتاليين تأرجح الإماراتيون خلال الأسبوع الماضي، وأضحى موقفهم ومشاركتهم في العدوان على اليمن لغزا يتطلب حله.

الوجود الإماراتي العسكري في اليمن تقلص منذ مدة إلى حد كبير بفعل عاملين أساسيين، وهما الخسائر التي مني بها الجيش الإماراتي في المواجهة مع الجيش واللجان الشعبية اليمنية بينهم قادة عسكريون كبار، وعشرات الجنود بحسب الإعلان الرسمي الإماراتي.

والعامل الثاني الصراع مع الرياض على اقتسام الكعكة اليمنية، فالرياض برغم أنها سعت إلى عقد تحالف تقوده هي للعدوان على اليمن إلا أن تعاملها مع حلفائها يشي بأنها لا ترغب بإعطائهم شيئا، وتريد الاستئثار بالغنائم لوحدها، والاكتفاء بما تتحسن به عليهم كحال مصر في التحالف، وهو وضع لم تقبله أبو ظبي التي دخلت العدوان على اليمن وعينها على عدة مكاسب تحاول أن تجنيها.

هدفت أبوظبي لتحقيق مكاسب متعددة من خلال مشاركتها في العدوان على اليمن المكاسب أولها وضع اليد على عدن ومرفأها ومنعها من التحول إلى محطة تجارية ووجهة عالمية للبضائع بما يهدد موقع دبي الاقتصادي, والأمر الأخر تجربة قواتها العسكرية المثخنة بالعتاد العسكري الحديث والمفتقدة لأدنى الخبر العملية في حرب ظنتها من السهولة بمكان ، وهذا الأمر يتربط بالطموح الإماراتي الصاعد لتولي زمام المنطقة في ظل انكفاء مصر وتحجيم قطر، قراءة إماراتية للوضع الداخلي في السعودية والذي ينبئ عن قرب انفجار داخلي متعدد الأوجه.

الصراع الإماراتي السعودي كان جليا في عدن، ولم يعد بخاف أن الرياض وقفت وراء تفجير مقر حكومة بحاح المقرب من الإمارات ، كما وقفت كذلك وراء قرار إقالته من قبل هادي المقيم في الرياض وتعيين رجلها الجنرال علي محسن محله كنائب لهادي ، فيما عينت بن دغر رئيسا لوزراء حكومة هادي، ويبدو أن ذلك قمة جبل الثلج الذي أجبر الإماراتيين على مراجعة موقفهم من العدوان العسكري الذي تقوده الرياض وبمشاركة فاعلة تكاد تكون الوحيدة إماراتيا.

إعادة حكومة بن دغر إلى عدن وإسقاط طائرتين عسكريتين إماراتيتين  بصواريخ ارض جو ليرتفع العدد إلى ثلاث طائرات إماراتية جرى إسقاطها في عدن وحدها، ولم تخف جهات إماراتية اتهامها الرياض بأنها تقف خلف تزويد جماعات مسلحة بها، وكان القشة التي قصمت ظهر البعير بين حليفي الحرب على اليمن .

عدول الإمارات عن اعلانها انتهاء عملياتها العسكرية في اليمن لايعدو إنه جاء بضغط من البيت الأبيض الذي استقبل بن سلمان غير المطمئن إلى أن يقود الحرب وحيدا بعد أن خرجت عن التوقعات المرسومه كما أعلن بن نايف منافسه على عرش المملكة، وفق ماذكره رئيس تحرير صحيفة الثورة اليمنية محمد المنصور والذي أشار إلى أنه ربما جرى طمأنة أبو ظبي إلى حصة من الكعكة اليمنية ولجم السعودية في هذا الجانب.

وسواء عاودت الإمارات نشاطها العسكري في اليمن أم لا، فإن صدعا كبيرا في التحالف السعودي قد حدث ، كما أن خريطة انتشار قواتها تقلصت إلى حد كبير يرافقه تغير في القناعات باستحالة الانتصار في اليمن ، وضرورة النجاة من مركب الرياض الغارق ، ولن يؤجل الضغط الأمريكي الانفجار بين الحليفين إلا قليلا، وربما نشهد مواجهات عسكرية على غرار ما حدث في عدن خلال تسلم الرياض حماية قصر المعاشيق في عدن بالأمس القريب.

====