تعز العز

انعكاسات اتفاق المصالحة الإسرائيلية التركية: حشر حماس وعزلها

ذكر موقع “والاه” الإسرائيلي أن “اتفاق المُصَالَحة بين القدس المحتلة وأنقرة، والذي أُعلِنَ عنهُ يوم أمس سيقود حماس رغمًا عنها إلى العزل، وكنتيجة لذلك يدفع بشكل كبير إلى وضع هذه المنظمة في أزمة، وفي حين يحمل هذا الوضع في طياته مخاطر، إلا أنه يحمل فرصًا أيضًا” بحسب الصحيفة.

وأضاف موقع “والاه” أنه منذ وقت طويل، يحاول الأتراك مغازلة كيان الاحتلال الصهيوني للتوصل الى اتفاقات، ثم يتراجعون عن الإقدام في اللحظة الأخيرة، في حين أن هذه المرَّة يبدو؛ بحسب الموقع الإسرائيلي، أن الاتفاق كان حاجةً مُلحة للجميع. أولاً لأنه يفيد تركيا التي تسعى إلى التخلص من الضغط السياسي التي وجدت نفسها فيه خلال السنوات الأخيرة، فيما تحاول “إسرائيل” التي خسرت حليفتها الاستراتيجية في الشرق الاوسط، تحريك مسارات اقتصادية مع أنقرة.

ويشير موقع والاه، إلى أنه في السنوات الأخيرة لعبت تركيا لعبة مزدوجة. من جانب، حاولت الدخول الى الاتحاد الاوروبي والتقرُّب الى الغرب، ومن جانب آخر واصلت دعمَهَا للإرهاب، واستيعاب محرري صفقة شاليط، كما استضافت على أراضيها قيادة حماس في الخارج. واليوم، بعدما قرَّرَ الجانبان التَّوقيع على الاتفاق، سيكون الأتراك ملزمين بإغلاق الباب أمام الإرهاب والتشديد على حماس.

فضلاً عن ذلك، يقول موقع والاه أن تركيا ستكون ملزمةً بتنسيق جميع نشاطاتها في القطاع مع السلطة الفلسطينية على حساب حماس، وعل الصعيد العملي فإن أنقرة ستحاول  تنفيذ مشاريع اقتصادية لإعادة إعمار القطاع تحمل بصمات واضحة لتركيا، ومن أجل الالتزام بالسياسات الاسرائيلية، سيكون على الاتراك العمل بالتنسيق مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وبحسب الموقع فإن هكذا خظوة من شأنها زيادة قوة وتأثير السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وبالتالي فإن تنسيقًا كهذا سيُلحِقُ ضررًا بمركز حكومة حماس، على الرغم من انه سيحقق الرخاء الاقتصادي وتسريع عملية إعادة الإعمار.

 

أما حماس، فترى في تركيا نوع من الراعي الذي يعرف كيف يحول إليها الأموال موال خلال الأزمة ، وينفذ مشاريع في غزة، ويشكل بالنسبة لها بوابة سياسية للغرب، لكنها في المقابل ستبقى معزولةً في أعقاب الاتفاق، حيث أن الخطوة الأولى التي سيحاول الأتراك القيام بها هي إظهار حماس بصورة المُسيطَر عليها أو على الأقلّ تقليص خطواتها التي تشكل تحديًا لـ”إسرائيل”.
ويقول موقع “والاه”، أن السؤال الذي يُطرح هو كيف سيتم قبول خطوة كهذه داخل حماس، التي في افضل الايام كانت تعيش بتوتر بين جناحها العسكري وجناحها السياسي الذي فرض على مقاتليه التوصل الى وقف اطلاق النار بعد 52 يومًا من القتال في عملية الجرف الصلب من دون إنجاز، ومن ذلك الحين تحمل على كتفيها عبء السجال حول هذا الموضوع.

في وضع كهذا، يشرح الموقع، حيث تكون فيه حماس بلا سند، وبمعنى آخر تقترب من أزمة كبيرة، فإنها ستبحث عن فرصة للتغيير، لكنها فرصة قد تحمل معها احتمال انفجار الوضع الداخلي للحركة. وحماس تبحثُ منذُ فترةٍ طويلةٍ عن راعٍ ماليٍّ جديد، وأعينها ليست فقط على تركيا وقطر، بل ايضًا على إيران، وعلى خلفية صراعات السيطرة هذه قد يُدخل اتفاق المصالحة  المنطقة في مزيد من الازمات، لذلك، ففي اللحظة التي ستشعر فيها حماس ان الوقت لا يلعب لصالحها، فإنها قد تخرج على مراحل في معركة ضد “إسرائيل”.

ويخلص الموقع إلى خلاصة مفادها، أن المؤسسة الامنية في كيان الاحتلال ستحاول التهدئة عبر الإشارة إلى قطر، الدولة التي لديها وفرة في المال، وقد حاولت تحويله الى غزة من الباب الخلفي واضطرت في النهاية الى تنسيق مشاريعها في القطاع مع مصر، “اسرائيل”، والسلطة الفلسطينية. أما السؤال الان بحسب الموقع، فإنه كيف سيترجم الاتفاق على الأرض، وماذا ستكون تفسيرات البنود الصغيرة والرمادية؟ يبدو أن الغبار ينبغي ان ينجلي ليمكننا ان نفهم الصورة الكاملة، يختم الموقع.

====