تعز العز

 الصحف الأجنبية: الحرب الأميركية ضد “داعش” لم تحقق النجاح بعد.. وأميركا ليست محصّنة أمام تهديده

شدّد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جون برينان على أن المساعي التي تقودها اميركا لمحاربة “داعش” لم تحقق النتيجة المرجوةّ بعد، وحذر من أن اميركا وكما دول اخرى معرضة لهجمات انتحارية كتلك التي شهدها مطار اسطنبول.

بموازاة ذلك، رأت صحف أميركية بارزة أن هجمات اسطنبول تدل على ضرورة طرد داعش من معاقلها الاساسية في كل من الرقة و الموصل.

تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية

نشر موقع “McClatchyDC” تصريحات لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (CIA) جون برينانأ والتي رأى فيها أن المساعي العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من اجل احتواء “داعش” في الشرق الاوسط لم تنجح حتى الآن، وقال إن “”داعش” لا تزال تحظى “بالكثير من الزخم”.

وفي حديث له أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، شدد برينان على ضرورة تكثيف المساعي ضد “داعش”، وأضاف أن تفجيرات مطار اسطنبول تحمل بصمات داعش. كما أكد ان “داعش” هي مجموعة اكبر بكثير مما سبق وكان عليه تنظيم القاعدة في جميع المراحل، محذرًا من انها عازمة ايضاً على شن هجمات ارهابية بالداخل الاميركي.

وتابع برينان: “سيكون الأمر مفاجئًا بالنسبة لي إن لم تكن “داعش” تحاول استهدافنا داخل المنطقة (الشرق الاوسط) وكذلك في وطننا”، منبّهًا الى أنه “لا يمكن اعتبار الولايات المتحدة محصنة امام هذا التهديد وكذلك من صعوبة احباط الانتحاريين”.

كما رأى برينان أن الاضطراب في الشرق الاوسط وما تسبب به في دول مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا وفّر أرضًا خصبة لنمو “داعش”، وأضاف أن تنظيم القاعدة وفي أوج قوتها كان لها حوالي 2000 عنصر بينهم بعض المئات من النواة، بينما لدى “داعش” عشرات الآلاف من العناصر المنتشرين ليس فقط في الشرق الاوسط إنّما في غرب افريقيا وجنوب شرق آسيا وغيرها.

 

 

هجمات اسطنبول

بدورها، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالة رأت فيها أن من بين الامور التي تثير القلق بهجمات اسطنبول هو أن الهجمات هذه قد حققت النجاح رغم الاجراءات الامنية المشددة، مضيفة أن ذلك يفيد بان السلطات في المطار ربما عليها اعادة النظر في الاجراءات الامنية التي تتبعها.

كما رأت الصحيفة أن هجمات اسطنبول تفيد بان التهديد المتمثل بهجمات ارهابية كبيرة و منسقة لم يتقلص بشكل كبير جراء النجاحات التي تم تحقيقها في الحرب ضد الجماعة، مثل استعادة مدينة الفلوجه أو قتل قياديين كبار اثر العمليات الاميركية.

وتابعت ان القضاء على المعقلين الاساسيين لـ”داعش” في كل من الموصل والرقة أمر ضروري ليس فقط من اجل تحرير العراقيين والسوريين، ولكن ايضًا من اجل حماية “الديمقراطيات الغربية” والحلفاء مثل تركيا.

وأضاف أن التقدم باتجاه تحقيق هذا الهدف لا يزال بطيئاً جداً، خاصة فيما يتعلق باتخاذ الخطوات السياسية المطلوبة لانشاء تحالف عراقي يستطيع استعادة الموصل وحكمها فيما بعد.

كما اعتبرت الصحيفة أن هجمات اسطنبول لها علاقة بمساعي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ترميم علاقاته الخارجية، مشيرة الى الاعتذار الذي قدمه على اسقاط الطائرة الحربية الروسية تمهيدًا للتقارب مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين.

محرّر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة الاندبندنت “Kim Sengupata” كتب مقالة شدد فيها على أن تركيا وفي افضل الاحوال كانت مترددة تجاه محاربة الجماعات التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا، بما فيها “داعش”. وأشار الى الأدلة التي ظهرت وتفيد بأن الاستخبارات التركية زوّدت “داعش” بالسلاح.

ولفت الكاتب إلى أن السؤال هو ما اذا كانت انقرة قادرة على محاربة داعش حتى لو ركزت كامل جهودها على ذلك، لافتًا الى أن أعدادًا كبيرة من المواطنين الاتراك هم من بين المقاتلين الاجانب الذي يحاربون في صفوف داعش في سوريا وأن البعض من هؤلاء عاد الى تركيا ووجد ملاذًا آمنًا مع متعاطفين له.

كما قال الكاتب إن من بين أسباب مساعي تركيا لترميم العلاقات مع روسيا التأثير السلبي الكبير الناتج عن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الروسي فلادمير بوتين، خاصة الحظر المفروض على السياح الروس. وشدد على أن الهجوم على مطار اتاتورك سيلحق المزيد من الضرر بقطاع السياحة.

وعليه أضاف الكاتب أن السياسيات الخارجية والداخلية للرئيس اردوغان قد ألحقت أضرارًا كبيرة بإحدى أهمّ المجالات الاقتصادية لتركيا وهي السياحة.

====