تعز العز

صمت تل أبيب المريب حيال الانقلاب العسكري في تركيا

رغم أنّ يوم السبت هو يوم عطلة رسميّة في كيان الاحتلال الاسرائيلي إلّا أنّ وسائل الإعلام العبريّة خرجت عن طورها، بعد الإعلان عن الانقلاب الذي فشل وتضامنت مع الرئيس التركيّ الذي أعاد مؤخرًا العلاقات التطبيعيّة معها.

مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس) تسفي برئيل، نشر تحليلاً على موقع الصحيفة رأى فيه أنّ الخلافات العميقة داخل الجيش طفت على السطح، وهي التي أدّت إلى محاولة الانقلاب الفاشلة، متسائلا بنوعٍ من السخرية: كيف لم تتمكّن المخابرات التركيّة بجميع أذرعها من رصد التحضيرات لمحاولة الانقلاب؟.

وتابع حتى إذا صحّت نظرية رئيس الوزراء التركيّ، بن علي يلديريم، بأنّ الضباط الذي حاولوا الانقلاب هم من المؤيّدين لزعيم المعارضة، فتح الله غولن، فإنّ الجيش التركيّ أثبت قولاً وفعلاً، قلبًا وقالبًا، أنّه إذا أراد تمهيد الأرضيّة للانقلاب فهو قادر على ذلك، وهو قادر أيضًا على التخطيط، وتفعيل قوّات المُشاة وأيضًا سلاح الجو، وأنْ يُعبّر عن استيائه من تصرفات نظام الرئيس أردوغان بسريّةٍ تامّة.

وراى المحلل إنّ الإجراءات التي اتخذها أردوغان في العام 2010 حيث قام بتطهير الجيش ومحاكمة مئات الضباط والصحافيين والكًتّاب والأدباء بتهمة التخطيط لمحاولة انقلاب، لم تردع أقسامًا كبيرةً من الجيش من التجربة مرّةً أخرى لإسقاط نظامه.

وتابع قائلاً: إنّ أردوغان يُعاني من عقدة الخوف، فالجيش التركيّ يُعتبر مخلصًا للرئيس التركيّ، ولكن في القيادة العليا للجيش التركيّ، فإنّ الخلاف بين مؤيّدي أردوغان ومعارضيه وصل إلى ذروته حول قضيتين مُلتهبتين: الحرب ضدّ الأكراد والسياسة التركيّة تجاه سوريّا.

واضاف: إنّ قسمًا من الضباط، رفيعي المُستوى، يعتقدون أنّه يتحتّم على أنقرة أنْ تُواصل مساعي الصلح مع الأكراد، لأنّه برأيهم لا يوجد حل عسكري للمُشكلة الكرديّة، فيما يعتقد ضباط آخرون، بأنّه يجب تشديد القبضة الحديديّة ضدّ الأكراد وضربهم بدون رحمةٍ أوْ هوادةٍ. أمّا في الشأن السوريّ، فإنّ قسمًا من الجيش، وتحديدًا شعبة الاستخبارات العسكريّة، قاموا بمُساعدة تنظيم “داعش” لفترةٍ طويلةٍ، في الوقت الذي أعرب القسم الآخر من الجيش عن أنّ دعم “داعش”، وسياسة أردوغان القاسيّة ضدّ الرئيس السوريّ، بشّار الأسد، أدتّا إلى انتقال الإرهاب إلى الأراضي التركيّة، الأمر الذي أسفر عن مقتل أكثر من 250 مواطنًا تركيًا.

ونصح المُحلل الإسرائيليّ أردوغان ورئيس الوزراء التركيّ بإجراء فحص أساسيّ في الجيش، وأنْ يُصغيا لطلبات الضباط، إذا أرادا الاحتفاظ بإخلاصهما لهما، على حدّ قوله. علاوة على ذلك، رأى المُحلل أنّ فرضية الانقلابيين كانت تعتمد على أنّ معظم الشعب التركيّ يؤيدهم، على الرغم من أنّه في الانتخابات الأخيرة في تركيّا حصل حزب العدالة والتنميّة برئاسة أردوغان على أكثر من أربعين بالمائة من أصوات الناخبين.

وخلُص المُحلل إلى القول إنّه بعد أنْ تتضّح الأمور وتختفي الدبابات من الشوارع ويعود الهدوء لتركيّا، فمن غير المُستبعد بتاتًا أنْ يُعلن أردوغان عن انتخابات جديدة، من خلالها يستطيع الحصول على الأغلبيّة المطلوبة من أجل الحصول على صلاحيات واسعة جدًا، وتحديدًا مُقابل الجيش .

يُشار إلى أنّ الجهات الرسميّة في كيان الاحتلال، سواء ديوان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أو وزارة الخارجيّة، امتنعوا حتى اللحظة من إصدار أيّ بيانً رسميّ أوْ عن طريق مُقرّبين حول محاولة الانقلاب الفاشلة.

من ناحيته، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET)، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، رون بن يشاي، اليوم السبت إنّ الجيش لم ينضّم إلى الانقلابيين، وأنّ قسمًا كبيرًا منه، بقي مخلصًا للرئيس أردوغان.

وتابع قائلاً إنّه لو تمكّن الانقلابيون من اعتقال أردوغان في البداية، فإنّ الانقلاب لكان نجح، ولكنّ أردوغان بقي حرًا وأرسل الرسائل لأبناء شعبه، وهم استمعوا إليه ووافقوا على مناشداته، وهذه الرسائل، هي التي أنقذته، على حدّ تعبيره.

المصدر / راي اليوم

====