تعز العز

الصحف الأجنبية: بوتين يثبت ان روسيا واصدقاءها ينتصرون في سوريا وأن واشنطن هي الخاسر فيها

 

دعا باحثون أميركيون يمينيون معرفون بولائهم لكيان الاحتلال الصهيوني ادارة اوباما الى ضرب اهداف للجيش السوري اذا ما واصل هذا الجيش “انتهاكاته”، على حد ما زعموا. وانتقد هؤلاء طرح اوباما التنسيق مع روسيا ضد جبهة النصرة، لافتين في الوقت عينه الى وجود معارضين لهذا الطرح في أجهزة الاستخبارات الاميركية وكذلك وزارة الخارجية والبنتاغون. هذا فيما شدد آخرون على ضرورة عدم التصعيد مع تركيا، اذ تتشارك واشنطن وانقرة في كثير من المصالح الهامة.

اصوات اميركية موالية لـ “إسرائيل” تدعو الى التصعيد ضد النظام السوري

فقد كتب الباحثان في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى “Dennis Ross” و “Andrew Tabler” مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” بتاريخ الثالث من آب/أغسطس الجاري، قالا فيها ان طرح ادارة اوباما التنسيق مع روسيا ضد “جبهة النصرة” و”داعش” في سوريا ينبع من رغبة ادارة اوباما تخفيض العنف والمعاناة في سوريا، إضافة إلى “سحق” الجماعات المتطرفة هناك.
واشار الكاتبان الى ان الخطة المطروحة هذه، والتي تنص على ان تفرض روسيا على الرئيس السوري وقف الهجمات ضد من تسميهم واشنطن “المتمردين المعتدلين”، اشارا الى ان هذه خطة لا تخلو من العيوب، على حد قولهما.كما لفتا الى وجود معارضين لهذه الخطة في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ووزارة الخارجية والبنتاغون.كما اضافا أنها ستعزز الحصار الذي تفرضه الحكومة السورية على المسلحين في حلب وتطرد الجماعات الارهابية واللاجئين الى تركيا المجاورة. وعليه، تحدثا عن ضرورة اغتنام الولايات المتحدة هذه الفرصة من اجل اتخاذ موقف اكثر تشدداً ضد “الاسد وحلفائه”.
الكاتبان لفتا الى ان نص الخطة المطروحة يظهر وجود “ثغرات خطيرة”. وقالا ان الممثلين الاميركيين والروس بدأوا بتحديد المناطق التي تتواجد فيها النصرة بشكل ملحوظ والمناطق التي تسيطر عليها جماعات “معارضة” اخرى ولكن قد تتواجد فيها النصرة على مستوى معين ايضاً. وخلصا الى ان ذلك سيسمح للاسد و”داعميه الروس والايرانيين” بمهاجمة جماعات الإرهابيين من “غير جبهة النصرة” في تلك المناطق، ما سيسمح بتعزيز سيطرة الحكومة السورية.
وبحسب ما زعم الكاتبان، فان المسألة “الاكثر اثارة للقلق” هي ان حكومة الاسد تفتقد الى عديد العناصر المطلوبة للامساك بما اسمياه “المناطق السنية الريفية” ولذا فإنها ستعتمد على حزب الله و”ميليشيات شيعية اخرى” من اجل تنفيذ هذه المهمة، وادعيا بان حزب الله و”الميليشيات الشيعية” هم “جماعات طائفية وحشية”، وان دورهم هذا سيجبر النصرة و”متمردين سنة آخرين” على الفرار الى تركيا، حيث حذرا من ان ذلك سيقرب التهديد الذي يشكله المسلحون اكثر الى الغرب.كما قالا ان القتال سيشرد “المدنيين السنة” و يدفع بالمزيد منهم الى البحث عن مخرج باتجاه اوروبا.
الكاتبان اللذان يعملان في واحد من أهم مراكز الدراسات الاميركية الموالية لكيان الاحتلال الصهيوني، تابعا في مقالتهما القول بان مبادرة أوباما مع روسيا اما انها نابعة من الامل او اليأس، وليست نابعة من التجربة، زاعمين بان روسيا وخلال الهدنة الجزئية استغلت ثغرات مماثلة سمحت لها ولحكومة الاسد بمواصلة القتال ضد جماعات المعارضة “غير النصرة و داعش”،  والتقدم الميداني وصولًا إلى محاصرة حلب.
وقد شكَّك الكاتبان باعتقاد الادارة الأميركية بأن الرئيس الروسي يبحث عن سبيل للحد من دور بلاده في الحرب السورية، وقالا ان بوتين مهتم اكثر باثبات ان روسيا واصدقاءها ينتصرون في سوريا وان الولايات المتحدة تخسر.كما اضافا ان بوتين لن يغير مقاربته حتى يقتنع بانها مكلفة.
بناء عليه، طرح الكاتبان بديلًا يتمثل بقيام الولايات المتحدة بمعاقبة الحكومة السورية في حال “انتهاكها للهدنة” بحسب تعبيرهما، حيث اقترحا استخدام الطائرات من دون طيار و صواريخ كروز من اجل ضرب المطارات والقواعد التابعة لسلاح الجو السوري والتي لا تتواجد فيها اي قوات روسية.
كما شددا على ان هذه الضربات ستنفذ فقط إذا ما تبين ان حكومة الاسد تقوم بانتهاك الهدنة التي تقول روسيا انها ملتزمة بها. و اشارا الى ان اعلام روسيا بهذا السيناريو قد يردع اي “انتهاكات للهدنة” او للخطة المطروحة مع موسكو. وتابعا بان التحذير من امكانية شن هذه الضربات على القواعد السورية قد يوجه رسالة الى بوتين بان “حلفيه السوري سيدفع الثمن إذا لم يلتزم بالاتفاق”.
وقد أشار الكاتبان إلى ان روسيا وفي حال ارادت ان تحد من دورها في سوريا، فان التلويح بضربات اميركية محدودة يجب ان تقنع موسكو باجبار الاسد على “تحسين سلوكه”، على حد تعبيرهما. كما أن هذا التلويح قد يكون السبيل الوحيد لبدء عملية سياسية من اجل انهاء الحرب.
ولفت الكاتبان الى أن اوباما وكيري لطالما تكلما عن حل عسكري للنزاع السوري، بينما روسيا وايران لديهما موقف مختلف – او على الاقل تعتبران بان الحل السياسي غير ممكن دون القضاء على المتمردين وتقوية الحكومة السورية، وقد آن الأوان “لتتحدث الولايات المتحدة اللغة التي يفهما الاسد وبوتين”، على حد تعبيرهما.

 

 

الاحتفاظ بالعلاقات الاميركية التركية

كتب الباحث “Stephen Kinzer” مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في التاريخ نفسه، وقد رأى فيها ان قبول واشنطن بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان “كما هو” يعد الخيار الافضل للمصالح الاميركية. وقال الكاتب ان تخلي واشنطن عن انقرة في الوقت الذي تتجه فيه الاخيرة نحو عزل دولي واضطراب داخلي يعني التخلي عما تبقى من نفوذ لواشنطن لدى تركيا، مضيفاً ان هذا النفوذ ليس بقليل.
وقد أشار الكاتب إلى ان اردوغان قد يستجيب اكثر للنصائح الاميركية ويوافق على تغيير مقاربته حيال سوريا بينما تزداد التهديدات لاستقرار تركيا. واضاف ان ذلك يعني وقف دعمه للجماعات المسلحة والانضمام الى المعارك ضدها، اضافة الى تخفيف عدائه تجاه الرئيس السوري بشار الاسد واعادة محادثات السلام مع القوميين الاكراد. وشدد على ان هذه التغييرات غير ممكنة دون دور اميركي.
وفي الوقت نفسه، اكد الكاتب على ان اي قرار اميركي للابقاء على العلاقات مع تركيا سيتطلب الموافقة على سياسة أردوغان القمعية في الداخل.كما قال ان قطع العلاقات مع الحكومات “غير المتعاونة” وحتى معاقبتها يعد خياراً واقعياً لواشنطن في الفترة التي وصلت فيها اميركا الى قمة قوتها. الا انه اضاف بان الامور لم تعد كذلك وبان لدى تركيا خيارات اخرى، حيث قد تلجأ الى روسيا او الصين او تشن حرباً شاملة على الاكراد او ترسل القوات البرية التركية الى سوريا. وعليه شدد على ان التصعيد لن يصب في مصلحة واشنطن او انقرة.
وتابع الكاتب بان الاحتفاظ على ما تبقى من الصداقة الاميركية التركية يصب في مصلحة واشنطن، وبان الولايات المتحدة قادرة اكثر من اي طرف آخر على اعادة بناء الجيش التركي. وقد اشار الى ان التعاون الاستخبارتي بين اميركا وتركيا قد يكون مهم جداً في عدم تعرض تركيا للمزيد من الهجمات الارهابية. وحذر ايضاً من ان الكثير من الدول الاوروبية سئمت سلوك تركيا وهي مستعدة للتخلي عنه، منبهًا من أن ذلك سيترك تركيا في حالة عزلة اكبر. ولذا، دعا الكاتب الولايات المتحدة الى حث شركائها بحلف الناتو الى تخفيف حدة غضبهم، اذ ان الامن في الشرق الاوسط يعتمد بشكل كبير على ما تقوم به تركيا.
الا ان الكاتب شدد على ان الصلح مع تركيا يجب ان لا يصل الى حد قبول اميركا بتسليم المعارض “فتح الله غولن”.كما استبعد تحسن العلاقات الاميركية التركية خلال وقت قريب، ورأى ان اي تعاون تقدمه تركيا مع الناتو وخاصة في سوريا سيكون فاتراً. غير انه اكد على وجود مصالح مشتركة هامة، اهمها ضمان عدم انزلاق تركيا نحو الفوضى الذي عم جاراتها من الدول. واكد على اهمية العلاقات الاميركية التركية في منطقة لا تملك فيها اميركا “اصدقاء حقيقيين”.

===

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا