تعز العز

الصحف الأجنبية: دعوات داخلية في بريطانيا لحثّ الحكومة على إقصاء السعودية من رئاسة مجلس حقوق الإنسان

علي رزق

كشفت صحف بريطانية بارزة عن نية ناشطين سياسيين بريطانيين القيام بحملة تهدف إلى حث الحكومة البريطانية على عدم إعادة انتخاب السعودية رئيسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وفي سياق آخر تحدث دبلوماسي هندي سابق عن ملامح نشوء تحالف جديد يضم كل من روسيا وإيران وتركيا والصين، من شأنه تغيير وجه الشرق الأوسط وخاصة سوريا.

تنديد حقوقي وسياسي بانتهاك السعودية لحقوق الإنسان في الداخل والخارج

نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرًا أمس كشفت فيه عن نية ناشطين سياسيين بريطانيين مطالبة رئيسة الوزراء البريطانية “Theresa May” بالتصويت ضد إعادة انتخاب السعوديّة لرئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذلك بعد عام شهد قصف سعودي عنيف لليمن، إضافة الى ارتفاع عدد الإعدامات داخل السعودية.

وأوضح التقرير أن الدعوة لإقصاء السعودية عن رئاسة المجلس، تأتي في مناسبة اليوم الإنساني العالمي، وقبل التصويت على إعادة انتخابها رئيسًا لمجلس حقوق الانسان التابع للأُمم المتّحدة، وهو منصب تحتلّه السّعوديّة منذ عام، كما أن هذا التطور يأتي بعد ظهور المزيد من المعلومات حول الكميات الهائلة من السلاح الذي قامت المملكة المتحدة ببيعه الى السعودية، والذي استخدم بعض منه في قتل مئات المدنيين من بينهم أطفال في اليمن.

كذلك أشار التقرير إلى أن تعيين السعودية رئيسة لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة، أعطاها نفوذًا فيما يخص معايير حقوق الإنسان الدَّوليَّة، لافتًا في الوقت نفسه الى أن التصويت المقرر في الثالث عشر من أيلول/سبتمبر المقبل يشكّل فرصةً ذهبيةً كي تثبت الحكومة البريطانية أنّها فعلًا تثمن حقوق الإنسان.

في السياق نفسه، نقل التقرير عن المتحدث باسم حزب الديمقراطيين الأحرار البريطاني “Tom Brake”، اتهامه الحكومة البريطانية بتقديم أعذار لا تنتهي لصالح النظام السّعوديّ، كما أشار إلى مطالبة منظمة العفو الدولية لبريطانيا بمحاسبة السعودية بسبب سجلها المروع في مجال حقوق الانسان و”الجرائم المتواصلة في اليمن”.

كما نقل عن السيد “Brake” قوله إنه حان الوقت لتعيد الحكومة البريطانية التزامها بالقانون الإنساني الدَّولي، وتوضح بأنها لن تدعم إعادة انتخاب السعودية الى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة.

ولفت التقرير أيضًا الى ما قالته المسؤولة في منظمة العفو الدولية في بريطانيا “Polly Truscott” حيث شددت على ضرورة أن لا تكون السعودية عضو في مجلس حقوق الانسان، لأن “حجم الانتهاكات الممنهجة التي ارتكبتها السعودية في الداخل وكذلك في اليمن، ناهيك عن استغلالها الساخر لدورها المتميز في الامم المتحدة من اجل التهرب من العدالة” إنما يجعلها غير مؤهلة للعب دور دولي في مجال حقوق الانسان، بحسب تروسكوت، كما أشارت إلى ضرورة قيام بريطانيا بمحاسبة السلطات السعودية علناً بسبب “سجلها المروع في مجال حقوق الانسان، وجرائمها المستمرة في اليمن وأن توقف بيع السلاح الى السعودية كمسألة طارئة”.

 

 

تشكل تحالف رباعي روسي إيراني تركي صيني سيحدث زلزالًا في جيوسياسات الشرق الأوسط

كتب الدبلوماسي الهندي السابق “M.K Bhadrakumar” مقالة نشرها موقع “Asia Times” أمس، رأى فيها أنّ التطورات “المحيطة بالعملية الروسية الإيرانية المشتركة في سوريا” تشير بوضوح الى “تحول زلزالي” في جيوسياسات الشرق الأوسط سيكون لها تداعيات كبرى.

ورأى الكاتب أنّ موسكو ربما أخبرت الصين عن الاتفاق مع إيران على استخدام القاعدة الجوية في همدان من اجل ضرب الارهابيين في سوريا، لافتًا الى أن رئيس مكتب التعاون الدولي في اللجنة العسكرية المركزية في الصين الاميرال “Guan Youfei” قد التقى وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج في دمشق، وأكد له استعداد الصّين لتعزيز التعاون مع سوريا.

كما لفت الكاتب إلى أنّ “Guan” وقبل لقائه وزير الدفاع السوري كان قد اجتمع بالجنرال الروسي الذي يرأس مركز المصالحة السورية في دمشق، من أجل بحث قضايا ذات الاهتمام المشترك، وتحدث عن ظهور مشهد التقاء بين كل من رسيا وإيران وتركيا، يهدف الى “إيجاد حقائق جديدة في سوريا”، مرجّحًا أن تدخل الصين ضمن هذه المعادلة.

وفي إطار تأكيده المصلحة الجيوسياسية المشتركة لكل من الدول الأربعة- تركيا و ايران و روسيا و الصين –والذي يتمثل بوجود حاجة لمواجهة أميركا، عدّد الكاتب الهندي الدوافع وراء هذا الاهتمام المشترك فقال: “روسيا من جهتها تريد الرد على الولايات المتحدة بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها بعد أحداث جزيرة القرم وكذلك بسبب نشاطات حلف الناتو على الحدود الروسية، أما سبب غضب تركيا من الولايات المتحدة فهو اعتقادها بأن محاولة الانقلاب الفاشلة كانت تحظى بدعم اميركي نسبي، إضافة الى علاقات واشنطن الودية مع جهات تعتبرها أنقرة غير صديقة – مثل المعارضة فتح الله غولن والسوريين الأكراد” حسب توضيح الكاتب.

وفيما يخصّ الصّين، شدَّد الكاتب على أنه لا حاجة لشرح ما يدفع بها إلى التّصدّي للولايات المتحدة، مشيرا إلى التدخل الاميركي في بحر الصين الجنوبي، في ظل إدراك بكين أن كما المكان الانسب لضرب المصالح الاميركية هو الشرق الاوسط، وأن ذلك سيخفف الضغوط على الصين في بحر الصين الجنوبي.

وعن دوافع إيران، اعتبر الكاتب أن هناك خيبة كبيرة في طهران من عدم سعي إدارة أوباما بالشكل الأفضل، لتمكين إيران من الحصول على مكاسب الاتفاق النووي، عدا عن حاجة  طهران إلى إقامة تحالفات إقليمية قوية بينما “يلوح محور عسكري سعودي إسرائيلي مدعوم أميركيًا، في الأفق، على حد قول الكاتب.

وفي الختام، يلفت الكاتب الهندي إلى أن واشنطن وتحت قيادة رئيس أميركي جديد، قد تعود الى اجندة المحافظين الجدد التي تنص على الاطاحة بالنظام الاسلامي في ايران، ويشير إلى انعقاد مؤتمر “منظمة خلق” الارهابية الذي في باريس، والذي حضره رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل، وعدد من السياسيين الاميركيين التابيعن لمعسكر المحافظين الجدد، مضيفًا أن ذلك مؤشر على التطور الحاسم  بالنسبة لطهران.

===

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا