تعز العز

الصحف الأجنبية: العلاقات التركية الأميركية في مرحلة مفصلية

 

تحدث باحثون غربيون حول العلاقات التركية الاميركية على ضوء زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن إلى أنقرة، إذ أكدوا أن الزيارة تشير الى الاهمية التي تعطيها واشنطن للعلاقات مع أنقرة وحرصها على ترميم هذه العلاقات. كما حذّر باحثون آخرون من أي تدخل عسكري اميركي لدعم الأكراد في الحسكة بمواجهة وحدات الجيش السوري، مؤكدين ضرورة أن تتجنب واشنطن هذا المسار.

العلاقات التركية الاميركية على ضوء زيارة بايدن

وفي التفاصيل، كتب الباحث التركي “Kemal Kirisci” مقالة نشرها موقع “National Interest” بتاريخ 23 آب/اغسطس الجاري، اشار فيها إلى ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن زار أنقرة، في الوقت الذي تسود فيه حالة من العداء تجاه اميركا.

واشار الكاتب الى أن خسارة الغرب لتركيا لن تخدم المصالح الجيوسياسية الغربية، مضيفا ان على تركيا أن تدرك المكاسب التي تحصل عليها من انضمامها إلى “التحالف الغربي”.

عن النظر الى تركيا من زاوية الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي  فقط، وان تتذكر بأن تركيا حليف قديم للغرب”. كما وصف تركيا بالشريك الامني والسياسي والاقتصادي الهام الذي ساعد الولايات المتحدة على مواجهة الكثير من التحديات.

ورأى الكاتب أن أمن واستقرار تركيا يؤثر على أمن واستقرار الولايات المتحدة، وقال “إن على واشنطن أن تدرك بأن الازمة السورية تقوض أمن واستقرار تركيا، وأن أنقرة لا تعاني من “داعش” فحسب بل من الوضع الاجمالي في سوريا والعراق”.

وشدد الكاتب على ضرورة أن تظهر الولايات المتحدة اهتماماً بمحاربة “داعش” وتبني مقاربة أكثر شمولية وتستفيد من زيارة بايدن، من أجل إعادة التأكيد على الالتزام الاميركي حيال استقرار وأمن تركيا، اضافة الى “سلامتها الاقتصادية”.

واعتبر ان على بايدن ان يبادر الى التعبير عن دعمه المطلق للحكومة التركية المنتخبة وإدانة مدبري محاولة الانقلاب الفاشلة”، وطرح أن “يقدم بايدن المساعدة لتركيا على اساس ان الاخيرة عضو اساس في التحالف الغربي”.

وفي المقابل، حثّ الكاتب السلطات التركية على “توجيه رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أنه سيتم احترام المحاسبة والشفافية وحكم القانون”، مضيفًا انه “السبيل الافضل لكسب التعاون الاميركي والاوروبي عبر كشف مدبري محاولة الانقلاب الفاشلة، كما تحدث عن ضرورة ان يتعاطى القادة الاتراك مع بايدن كشريك من اجل تقوية الديمقراطية التركية، على حد تعبيره.

بدوره، كتب الدبلوماسي الهندي السابق “M.K Bhadrakumar” مقالة نشرها موقع “Asia Times” بتاريخ 23 آب/اغسطس الجاري، أكد فيها ان الدولة السورية المفككة والضعفية ستكون عبئاً على تركيا”، مشيرًا إلى التقارير التي تحدثت عن زيارة نائب رئيس الاستخبارات التركية دمشق يوم الاحد الماضي لبحث الوضع الامني في المناطق الشمالية السورية، ورأى انه “لو صحت هذه التقارير، فإن ذلك يشير إلى إلتقاء المصالح السورية التركية”.

وأضاف الكاتب ان “مراجعة تركيا لسياساتها في سوريا تعود الى العناصر التالية: على تركيا أن تعيد العلاقات مع سوريا، لا يمكن للنظام التركي أن يسمح لـ”داعش” او الاكراد بالسيطرة على المناطق الحدودية مع سوريا، كما ان تركيا معنية بوحدة سوريا واستقرارها، و من مصلحتها وجود حكومة في سوريا تضمن بقاءها، كبلد علماني لا يسمح بالهيمنة العرقية او المناطقية.

كما شدد الكاتب على أن “القضية الأهم بالنسبة الى أنقرة هي قضية اكراد سوريا”، لافتاً الى ان تركيا تخشى من إنشاء دولة للأكراد في سوريا ما سيضر باستقرارها”، مرجحًا أن “تكون مسألة الاكراد نقطة الانطلاق لمراجعة تركيا سياستها في سوريا”.

واشار إلى ان تركيا حصلت على ضمانات من واشنطن في شهر ايار/مايو الماضي بعودة القوات الكردية الى الجهة الشرقية من نهر الفرات بعد هزيمة “داعش” في مدينة منبج، معتبرا ان ذلك “يعد خطًا احمرًا بالنسبة لتركيا”.

وحذر الكاتب من أن الاكراد سيواصلوا حملتهم للتوسع غرباً ضمن خطتهم للسيطرة على كل المناطق الحدودية السورية في الشمال وتشكيل دولة “كردستان” تمتد من العراق الى الساحل الشرقي للبحر المتوسط، مشيراً الى أن الطائرات الحربية الاميركية حذرت الاسبوع الفائت الطائرات الحربية السورية من استهداف القوات الكردية في مدينة الحسكة.

“M.K Bhadrakumar”، اكد أن “تركيا لن تقبل بأن تقف وتشاهد تعزيز الأكراد سيطرتهم في شمال سوريا مع دعم اميركي”.

كما أكد الكاتب على اهمية عملية التوازن التي ستحققها إدارة اوباما بين المطلبين التركيين، وهما تسليم المعارض فتح الله غولن وتنفيذ واشنطن لتعهدها بإعادة الاكراد السوريين الى الجهة الشرقية من نهر الفرات.

وقال الكاتب إن “الولايات المتحدة تتوقع من تركيا ان تبقى داخل التحالف الغربي”، مضيفاً ان التقارب الروسي التركي الاخير يقوض سياسة الاحتواء الاميركية تجاه روسيا. إلا انه رأى أن بايدن يحمل معه أكثر من ورقة واحدة رابحة، وقال إن قرار اوباما رفع مستوى الزيارة الى أنقرة – المخطط السابق كان ارسال وزير الخارجية جون كيري – يشير إلى مرحلة مفصلية في العلاقات التركية الاميركية.

ولفت الى أن تركيا تملك خيار العمل مع لاعبين اقليميين مثل ايران والعراق التي تتشارك معها الهواجس حيال القضية الكردية، مضيفاً ان كلًّا من العراق و ايران و سوريا لديها مصالح مشابهة للمصالح التركية بمنع “صعود القومية الكردية”.

السياسة الاميركية حيال اكراد سوريا

من جانبه، تحدث الباحث “Barak Barfi” في مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى، حول الاشتباكات التي اندلعت مؤخراً بين الجيش السوري والقوات الكردية بمدينة الحسكة.

وقال إن “الاشتباكات تشير الى نشوء تحالفات جديدة قد تعرقل تقدم الاكراد نحو الغرب وتؤدي إلى صدامات بين القوات الاميركية والجيش السوري، كما تضع عراقيل جديدة أمام الحملة الاميركية ضد “داعش”.

لاستراتيجية واشنطن في محاربة “داعش”، إذ أن القوات الكردية ستركز على بقائها بدلاً من توسيع المناطق التي تسيطر عليها وستعيد بالتالي العناصر الموجودة في مدينة حلب الى الحسكة، وتابع ان “ذلك سيسمح بإعادة فتح الثغرة في مدينة منبج، والتي سمحت لـ”داعش” بالاستفادة من الحدود التركية”.

وحذر الكاتب من استخدام القوة الجوية الاميركية من اجل حماية الاكراد بدلاً من دعم هجماتهم ضد “داعش”، إذ سيحمل ذلك خطر الصدامات بين الجيشين الاميركي والسوري”، كما قال إن الحماية الجوية الاميركية للاكراد قد تغضب ايضاً ما اسماه “الجماعات المتمردة العربية” ورعاتهم من دول الخليج.

ولفت الى ان واشنطن رفضت استهداف القوات التابعة للجيش السوري عندما هاجم الطيران السوري “الكتائب العربية” (اي المجموعات المسلحة)، وقال إن “استخدام الطائرات الحربية الاميركية لحماية الاكراد قد يؤدي الى توجيه تهم “بالنفاق” الاميركي ويدفع بالنظريات التي تعتبر أن واشنطن تسعى الى تقسيم العالم العربي من خلال تقوية الاكراد”.

===

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا