تعز العز

صحف غربية : العلاقات السعودية ’الاسرائيلية’ قد تتحول الى تحالف أكثر وضوحاً


علي رزق

تحدثت صحف اميركية بارزة حول تطور العلاقات السعودية “الاسرائيلية”، مشيرة إلى المساعي السعودية لاختبار ردة فعل شارعها حول إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني وإطلاق حملة اعلامية لتهيئة المواطنين السعوديين لتقبل هذه العلاقات. كما تناولت الصحف التعاون السري الذي بدأ منذ فترة بين السعودية و”إسرائيل” في المجالين الامني والاستخباراتي، بالإضافة إلى ما كشفه مسؤول اميركي سابق عن قيام إدارة الرئيس السابق جورج بوش بإبعاد الانظار عن أي ضلوع سعودي بهجمات الحادي عشر من ايلول، لتبرير شنه حربًا على العراق.

العلاقات السعودية الاسرائيلية

وفي التفاصيل، اشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إلى وجود أدلة متزايدة تفيد بأن العلاقات بين السعودية و”اسرائيل” لا تتحسن فحسب، وانما قد تتحول الى تحالف “اكثر وضوحاً” نتيجة “انعدام الثقة المشترك حيال ايران”، على حد تعبيرها.

واشارت الصحيفة إلى زيارة اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي الى القدس المحتلة مع وفد سعودي مرافق، ورأت أن ما يميز هذه الزيارة هو الاعتراف السعودي العلني بها.

ورأت الصحيفة ان زيارة عشقي الى القدس المحتلة، تشير إلى “استعداد سعودي جديد” لاختبار ردة فعل الشارعين السعودي والصهيوني حول الاتصالات العلنية. وكشفت أن السعودية بدأت حملة اعلامية داخل المملكة “تهدف إلى تهيئة مواطنيها لعلاقات أفضل مع “إسرائيل””.

كما لفتت الصحيفة إلى مساعي رئيس وزراء كيان الاحتلال “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو للانخراط مع “اعدائه السابقين”، في وقت يجازف الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد بن سلمان على صعيد السياسة الخارجية (ما يعني انها تجازف بتعزيز علاقاتها بـ”إسرائيل”.

وتحدثت الصحيفة عن الاسباب التي تدفع الصهاينة للتعاون مع السعوديين، مشيرة الى ان ما يجمعهما هو “الكراهية” المشتركة لايران. كما قالت إن “الكيان المحتل والسعودية مستاءتان من الولايات المتحدة، لعقدها اتفاقًا مع ايران حول الملف النووي، فضلاً عن كيفية تعاطي ادارة اوباما مع الملف السوري. واضافت ان “المسؤولين الاسرائيليين و السعوديين يتعاونون سراً منذ فترة في الملفات الامنية و الاستخباراتية”.

وتابعت الصحيفة قائلة إن نتنياهو عازم على زيادة عدد الدول المعترفة بكيانه المحتل، والاستفادة من امكانية التبادل التجاري بين الجانبين، لافتة الى أنذلك يتزامن مع حركة مقاطعة دولية لعزل “إسرائيل” بسبب ما ترتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين.

وقالت إن العدو الصهيوني أنشأ قنوات تواصل رسمية مع السعودية ودولة الامارات، مستشهدة بما قاله “Daniel Levy” رئيس مؤسسة “US/Middle East Project” الذي اعتبر أن قنوات التواصل هذه “حقيقية”.

وأشارت “نيويورك تايمز” الى أن مصر تسعى كذلك إلى بناء علاقات أفضل مع “إسرائيل”، مضيفة ان وزير الخارجية المصري سامح شكري زار الاراضي المحتلة والتقى مسؤولين “اسرائيليين” قبل اسبوع واحد من زيارة عشقي.

الضلوع السعودي بهجمات الحادي عشر من ايلول

إلى ذلك، قال “Lawrence Wilkerson” مدير مكتب وزير الخارجية الاميركي الاسبق كولن باول، في مقابلة مع موقع “28Pages.org” ان إدارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بررت شن حربًا على العراق، بالترويج لوجود علاقات بين السلطات العراقية وتنظيم “القاعدة” وتجاهل المعلومات التي تشير إلى تورط سعودي بهجمات الحادي عشر من أيلول.

وكشف Wilkerson، أن إدارة بوش لم تكن تسمح بالحديث عن التورط السعودي، مشيراً الى أن نائب الرئيس السابق ديك تشيني كان يؤكد دائمًا ضرورة عدم التطرق الى أي دور سعودي محتمل بهجمات الحادي عشر من ايلول.

كما رأى  “Wilkerson” أن الصفحات الثماني والعشرين الواردة في تقرير “الكونغرس” حول هجمات الحادي عشر من ايلول، والتي تتناول الدور السعودي بهذه الهجمات، تؤكد مستوى معينًا من ضلوع النظام السعودية بهجمات الحادي عشر من ايلول. ورجح أن الافراد السعوديين الواردة اسماؤهم بالصفحات الثماني والعشرين، كانوا عناصر عاملة في الاستخبارات السعودية وعلى صلة بـ”القاعدة”، وعليه استبعد عدم علم السلطات السعودية “بكل اجهزتها” بهذا الموضوع.

وأكد ان تشيني أبعد الانظار عن ضلوع السعودية بهجمات الحادي عشر من ايلول “بغض النظر عن قوة الادلة” التي كانت تشير الى تورطها، حتى داخل اجهزة الاستخبارات الاميركية.

كما تحدث عن “ضغوط مستمرة تعرّض لها هو وكولن باول من أجل الاشارة الى وجود علاقات بين “القاعدة” والحكومة العراقية، و ان ديك تشيني بقي مصراً على هذا الموضوع”، مضيفا ان “تعذيب المعتقلين كان يهدف إلى محاولة استخراج المعلومات عن وجود علاقات بين بغداد و”القاعدة”.

ولفت “Wilkerson” الى عدم إجراء أي تحقيق رسمي من قبل اجهزة الاستخبارات الاميركية حول معرفة النظام السعودي مسبقًا بهجمات الحادي عشر من ايلول، كما انه لم يجر أي تحقيق حول علاقة الحكومة السعودية بالحركة التكفيرية، وتحديدًا مع تنظيم “القاعدة”.

واشنطن بين تركيا والاكراد السوريين

من جهة اخرى، أكد موقع “Al-Monitor” في تقريره الاسبوعي، ان التدخل العسكري التركي في مدينة جرابلس السورية سببه وقف تقدم الوحدات الكردية في شمال سوريا.

واشار الموقع الى أن “الوحدات الكردية في سوريا سعت خلال الاسابيع الماضية الى تعزيز تقدمها في مناطق كالحسكة ومنبج وجرابلس، وهو ما دق جرس الانذار عند انقرة”.

كما اعتبر الموقع ان “الاكراد السوريين اختاروا وقتاً غير مناسب ابداً لاختبار قوة الشراكة مع الولايات المتحدة”، مضيفاً ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن دعم بشكل كامل العملية العسكرية التركية في جرابلس وأكد ان واشنطن تدعم سوريا “الموحدة”، دون وجود “كيان منفصل على الحدود التركية”.

واشار”Al-Monitor”  إلى ما صرح به بايدن عن ضرورة عودة العناصر الكردية إلى الضفة الاخرى من نهر الفرات، وتأكيده أن بلاده لن تدعم السوريين الاكراد في حال عدم تراجعهم.

ولفت الموقع إلى ان “بايدن وجه رسالة واضحة حول حدود الدعم الاميركي للسوريين الاكراد، لكنه تساءل عمّا إذا سيكون ذلك كافياً بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان”، مضيفا ان اردوغان خلال المؤتمر الصحفي مع بايدن وضع “وحدات حماية الشعب الكردي” مع “حزب العمال الكردستاني” و”داعش” و “جبهة النصرة” في خانة واحدة كمنظمات ارهابية، مشيراً الى أن واشنطن في المقابل تعتبر “وحدات حماية الشعب” حلفاءها في المعركة ضد “داعش”.

كما رأى الموقع ان انقرة لا تنتظر الانتخابات الاميركية من اجل اعادة ترميم العلاقات مع طهران، بما في ذلك محاولة ايجاد ارضية مشتركة حول سوريا.

واضاف ان القضية الاكثر تعقيداً بالنسبة للولايات المتحدة في مساعيها لترميم العلاقات مع تركيا هي قضية المعارض فتح الله غولن، إذ رأى الموقع انه من الصعب تخيل تركيا وهي تقبل بفرض طلب تسليم غولن.

===

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا