تعز العز

الاميرال فدوي: نهاية ضبط النفس، تاديب السعودية

قال قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية الاميرال على الفدوي ان نهاية ضبط النفس الذي تتحلى به الجمهورية الاسلامية الايرانية هي تاديب السعودية التي تسببت بكارثة منى راح ضحيتها الالاف من حجاج بيت الله الحرام بين قتيل وجريح ومفقود بينهم المئات من الحجاج الايرانيين .

وفي مقابلة خاصة مع قناة “العالم” الاخبارية لبرنامج “من طهران” وردا على سؤال في خصوص موقف القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية من التحديات الجديدة التي تواجهها منطقة الخليج الفارسي والأحداث الأخيرة التي شهدها موسم الحج وتصريحات القيادة الرشيدة، قال الاميرال فدوي: إن جميع مخططات قوات حرس الثورة الإسلامية وقدراتها وجهوزيتها مبنية على التهديدات الأميركية وقدراتها.. فلا شك إنه لا يمكن المقارنة بين القدرات التي تتمتع بها أميركا مع السعودية.. ونحن حين عززنا قدراتنا لمواجهة أي تهديد بنسبة مئة بالمئة من قبل الأساطيل الأميركية فإن تهديدات السعودية التي لا تتعدى نسبة الخمسة بالمائة أو عشرة بالمائة في أفضل الأحوال ولا تعني لنا شيئاً.. فعلى سبيل المثال إن النفط السعودي بأكمله يصدر عبر منطقة الخليج الفارسي والأهم من ذلك أن جميع مصادر النفط في هذا البلد تقع في المنطقة الشرقية والخليج الفارسي.. ومن هنا ينبغي القول إن نقاط ضعف أميركا كثيرة ولكن نقاط ضعف السعودية لا تقارن بالأميركيين أبدا.

اخذنا على عاتقنا مسؤولية الدفاع عن الدول الاسلامية

وأشار الاميرال فدوي إلى أن دول الخليج الفارسي بشعوبها ودولها تقع ضمن نطاق المنطقة الجغرافية الإسلامية، وقال: لقد أخذنا على عاتقنا خلال الأعوام الأخيرة مسؤولية الدفاع عن الدول الإسلامية.. فرغم أن حكام هذه الدول لا يمتون إلى الإسلام بصلة، لكن شعوبها هي شعوب إسلامية ودولها تقع في المنطقة الجغرافية الإسلامية.. إننا نعتبر أنفسنا دوماً أسرة واحدة قد يقوم بعض الأطفال بتصرفات استفزازية أو إيذائية وهنا يقوم الأخ الأكبر بتأديبه وتقويمه.

واستطرد الاميرال فدوي بالقول: من هذا المنطلق وحين نمتلك قدرات تمككنا من التصدي للشيطان الأكبر فإن مسألة التصدي للشياطين الصغار ستكون سالبة بانتفاء الموضوع.. بعبارة أخرى نعتبر الحديث عن تهديدات وعداء الشياطين الصغار دون شأننا.. فالقدرات التي تمتلكها القوات المسلحة والقدرات التي تتمتع بها قوات حرس الثورة الإسلامية كافية لتأديب الشياطين الصغار.. وخير دليل على ذلك أن الشيطان الأكبر لم يقم بأي عمل ضدنا سوى الكلام لأنه يعرف قدراتنا جيداً، فلو كان بإمكانه القيام بأي خطوة لما أوكلها إلى الغد.

وفي معرض إجابته على سؤال مضمونه أن البعض يعتقد بأن السعوديين يستغلون ضبط النفس الذي تتحلي به الجمهورية الإسلامية للتدخل في شؤون اليمن والبحرين وسوريا، قال العميد فدوي: إن أعداءنا يرتكبون الكثير من الأخطاء في حساباتهم، الأميركان ارتكبوا أخطاء وحلفائهم الإقليميين أيضا.. الطاغية صدام أيضاً أخطأ في حساباته، لقد كانت حساباته حمقاء إلى درجة أنه كان يقول للمراسلين بأنه سيعقد مؤتمره الصحفي المقبل بعد ثلاثة أيام في طهران.. هذا هو ديدن أعداؤنا يرتكبون الأخطاء دوما.

واضاف: إحدى هذه الأخطاء التي يرتكبها أعداؤنا لاسيما الصغار منهم مثل السعودية، هي في خصوص ضبط النفس من قبل الثورة الإسلامية.. إن الظروف التي يعيشها السعوديون تحول بينهم وبين القيام بحسابات صحيحة ودقيقة، ولكننا أيضاً لن نقف مكتوفي الأيدي ليعاودوا ارتكاب أخطائهم لنرد عليها.. قد تكون نسبة ضبط النفس لدينا تفوق الأخطاء الموجودة في حساباتهم.. فلولا القيود التي يفرضها الأدب والحياء الإسلامي لما توفرت الفرصة أصلاً لهؤلاء الشياطين الصغار ليقوموا بتلك الأعمال.. هنا ينبغي القول إنه ما لم يصل الخبث إلى درجة يجعل ضبط النفس خارج نطاق التكليف الإلهي بل على العكس قد يتمثل تكليفنا في تأديب الذين لا يمتلكون أهلية صيانة منافعهم.

مسؤولية الحرس، ضمان الامن في الخليج الفارسي

وأشار الاميرال فدوي إلى قدرات سلاح البحر التابع لحرس الثورة الإسلامية، وقال: نظراً إلى وجود الأساطيل الأميركية والأجنبية فإنه ومنذ سنين تنوء القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية بمسؤولية ضمان الأمن في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز، فضلاً عن تسجيل حضورها في المياه الحرة.. ولكن بما أن مضيق هرمز يشكل الشريان الحيوي لأسواق الطاقة العالمية فإن المسؤولية الأساسية التي تقع على عاتق حرس الثورة الإسلامية هي ضمان أمن هذه المنطقة والحيلولة دون زعزعتها من قبل أي جهة.

وتابع قائلاً: يجري حالياً تصدير مالا يقل عن عشرين مليون برميل من النفط من منطقة الخليج الفارسي والتوقعات تشير إلى ارتفاع هذه النسبة إلى 35 و40 مليون برميل يومياً عام 2020 وهذا هو خير دليل على أهمية واستراتيجية هذه المنطقة.

الانفلات الأمني زاد تسعة أضعاف خلال فترة تواجد القوات الأميركية بالمنطقة

وأشار الاميرال فدوي إلى مزاعم أميركا بشان تواجدها في بعض المناطق لضمان الأمن وأضاف: الشواهد تشير إلى أن تواجد الأميركان في أي منطقة هو السبب الرئيس لزعزعتها.. هنالك احصائيات لا خلاف بشأنها سواء في الموقع التابع لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إي) أو موقع “لويدز” أو موقع القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية تشير إلى استهداف 580 سفينة خلال فترة الدفاع المقدس (الحرب التي فرضها النظام البعثي البائد على إيران خلال الفترة من العام 1980 حتى العام 1988) في منطقة الخليج الفارسي.. خمسون بالمائة من هذه السفن جرى استهدافها خلال ستة أعوام ونصف العام الأولى من العدوان على إيران، والبقية جرى استهدافها خلال العام ونصف العام الأخيرة من الحرب.

الفترة الأخيرة هي الفترة التي تواجدت فيها أميركا في منطقة الخليج الفارسي لضمان أمنها وضمان أمن نقل الطاقة بحسب زعمها.. مقارنة سريعة بين الإحصائيات المتوفرة وعدد السفن المستهدفة تكشف عن أن الانفلات الأمني زاد بنسبة تسعة أضعاف خلال فترة تواجد القوات الأميركية بالمنطقة. أنظروا إلى افغانستان والعراق ولبنان وفلسطين واليمن، سترون أن تواجد الأميركيين يعني زعزعة الأمن وانفلاته.. الأميركان يريدون استغلال موضوع الخليج الفارسي والطاقة لضمان مصالحهم فقط، في حين أن استراتيجيتنا مبنية على ضمان أمن منطقتنا وسائر مناطق الدول المشاطئة للخليج الفارسي في الجنوب هذا فضلاً عن ضمان أمن الطاقة العالمية.

ما تبقى لأميركا لمواصلة هيمنتها هو السيطرة على مصادر الطاقة في الخليج الفارسي 

مخططات قوات الحرس وقدراتها وجهوزيتها مبنية على التهديدات الأميركية

ولفت إلى الظلم الذي ارتكبته أميركا بحق الشعوب بعد الحرب العالمية الثانية وقال: إن سنحت الفرصة للعالم للسيطرة على أميركا فإنها سترد الصاع صاعين، وآنذلك ستكون أميركا مجردة من كل الوسائل التي تملكها لعدم جدوائيتها.. ولذلك فإن الشيء الوحيد الذي تبقى لأميركا لتواصل هيمنتها على العالم وفي نفس الوقت الحيلولة دون هيمنة الآخرين عليها اقتصادياً هو السيطرة على مصادر الطاقة في الخليج الفارسي، وهذا هو التفسير الوحيد لتواجدها في المنطقة، لكننا لن نسمح أبداً لها بأن تحقق أهدافها ومآربها من خلال زعزعة أمن المنطقة.

مزاعم السعودية بضبط قارب ايراني متوجه الى اليمن، كاذبة
وبشأن المزاعم السعودية بضبط قارب إيراني متوجه إلى اليمن يحمل شحنة من الأسلحة وطاقمه أيضاً من الإيرانيين قال: لاشك أن الغريق يتشبث بأي خشبة أو قشة لكيلا يغرق أو يبرر غرقه، لذلك فإن إطلاق مثل هذه الإشاعات لا معنى لها.. الأميركان هم الذين ردوا على هذه المزاعم حيث أعلنوا بأنهم لم يجدوا أي مؤشرات تثبت بأن هذه الأسلحة إيرانية وأن إيران هي التي قامت بهذه الخطوة.. غالبية التحركات التي تجري في عالمنا الراهن تتم عبر قنوات غير رسمية وهذا ما نشاهده في المنطقة أيضاً، المهم هو أنهم وبعد ستة أشهر من القصف والعدوان لم يحققوا أي انتصار بل على العكس فإن ثلاث محافظات جنوبية كانت ضمن الأراضي اليمنية سابقاً تقع حالياً تحت رحمة الحوثيين، والقوات السعودية لم تبد أي مقاومة ولاذت بالفرار، السعوديون لا يستطيعون التعويض عما تحملوه من هزائم وفشل في هجماتهم الأخيرة.
سوريا والعراق ليسا بحاجة الى قوات ايرانية  

ورداً على سؤال مضمونه أن المصادر الغربية تدعي بأن إيران وتزامناً مع تواجد الروس أرسلت مئات الجنود إلى سوريا وأنها تستعد لتنفيذ هجوم بري منسق مع روسيا في سوريا قال: إن الشعبين السوري والعراقي ليسا بحاجة إلى قوات من إيران، لأنهما حين يعملان وفقاً لرؤية المقاومة وبناء على توجههم الثوري الإسلامي فإن لديهما القوة الكافية للقيام بأي عمليات.. لقد مضت خمسة أعوام من تكالب الكفر والاستكبار العالمي ضد الحكومة السورية ولا شيء يذكر، في حين أن هذا العالم لم يستطع الحفاظ على مبارك في السلطة أكثر من عشرين يوما.. جميع القوى الغربية اجتمعت إلى جانب السعودية لإسقاط الحكومة السورية، ولكنها ضلت.. فهل هذا الأمر هو بسبب أننا كانت لنا قوات هناك؟!! إن كان الأمر كذلك فكيف يطلقون التهديدات ضد الثورة الإسلامية وضد إيران؟ إن كانت قلة من قواتنا تستطيع الحفاظ على الحكومة السورية لمدة خمسة أعوام في مقابل جميع الخطوات التي قام بها العالم فلماذا يهددونا؟ ولكنني أقول بأن شعبي سوريا والعراق المسلمين وجيشي هذين البلدين ليسوا بحاجة إلى إيفاد أي قوات من قبل إيران، بل إنهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم والقيام بعمليات أيضا.

إحساس روسيا بالخطر من داعش والإرهابيين هو إحساس حقيقي
وتطرق الاميرال فدوي إلى مستجدات المواقف الروسية وقال: الروس أيضاً قاموا بخطوة صحيحة وعقلائية، فأولا روسيا وسوريا حلفاء سابقون ولديهما التزامات تجاه بعضهما البعض وعليهما أن يفيا بتعهداتهما.. ثانياً أن إحساس روسيا بالخطر من قبل داعش والإرهابيين هو إحساس حقيقي، إن جهل من صنعوا هؤلاء هو الذي يحول دون شعورهم بالخطر، وإلا فان الإرهاب والإرهابيين مثل عناصر داعش وجبهة النصرة لا يشكلون خطراً على منطقة أو حكومة بعينها بل إنهم يشكلون تهديداً على جميع الدول.

الكيان الصهيوني لن يجرأ على القيام بأي خطوة خارج المعادلة الأميركية

وتابع :لقد ادعت 40 دولة بأنها شكلت تحالفاً ضد “داعش”، فما الذي حققته لحد الآن؟ كان عليهم التصدي للإرهاب بشكل حقيقي، لا أن يدعموا إرهابيي “داعش”، هم يشترون نفط “داعش” ويدعمونه مالياً، ويسيرون رحلات إلى الموصل التي تعتبرها “داعش” عاصمتها.. هذه الخطوات لا تصنف في خانة التصدي لداعش بل في خانة مواكبتها ومسايرتها.

ورداً على سؤال في خصوص وجود تنسيق ومركز عمليات مشترك بين إيران وروسيا بالتنسيق مع سوريا، قال: أنا أيضاً سمعت هذا الخبر ولكن نظراً إلى أن الخطوات الضرورية على صعيد التصدي للإرهاب في سوريا والعراق وجميع المناطق الأخرى هي خارج نطاق القضايا البحرية فأنا ليس لدي أي معلومات حول الجانب البحري لهذه الخطة.. أنا أيضاً سمعت الخبر والظاهر هو أن هناك خطوة لبلورة تنسيق على صعيد التصدي للإرهاب لاسيما “داعش”.

وحول التهديدات التي أطلقها نتنياهو بشن هجوم عسكري على إيران وتصريحاته القاضية بالتنسيق والتعاون مع حلفائه العرب للتصدي لخطر إيران قال الاميرال فدوي: لا شرعية للكيان الصهيوني، كما لا شرعية مستقلة للكثير من الدول التي تواكب الصهاينة ، فهؤلاء يعملون في فلك الأميركيين، فحين يعترف الأميركان بأنهم لا يستطيعون القيام بأي شيء ضد الثورة في مختلف المناطق سوى الكلام، أنا لا اعتقد بأن الكيان الصهيوني يجرأ على القيام بأي خطوة خارج المعادلة الأميركية فضلاً عن عجزه.

هنالك علاقات متينة بين الصهاينة والكيانات الرجعية
وحول الشركاء العرب للكيان الصهيوني ومن هم هؤلاء الشركاء العرب، قال قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية: الكثير من الدول العربية تدعي زوراً بأنها ضمن الفلك الإسلامي وبأنها تعارض احتلال فلسطين وتنفي أي علاقات لها مع الاحتلال، هنالك علاقات متينة بين الصهاينة والكيانات الرجعية ومن الواضح أن هذه العلاقات لن تجدي نفعاً بل إنها ستؤدي إلى تسهيل وتسريع زوالهم.. إن فلسطين والعالم الإسلامي يعانيان منذ ستة عقود من أكبر ظلم وجور على مر التاريخ بسبب زرع كيان لقيط في جسد الأمة الإسلامية.. ولا شك أن الصهاينة هم المصداق الأول والآخر للكفر والظلم.. الكثير من الدول العربية تتناغم مع الصهاينة ولاشك أن هذا الأمر سيؤدي إلى زوالهم لأن الباطل زاهق لا محالة والحق باق.