تعز العز

كيف تحول سقف طموحات أمريكا في اليمن إلى منطلقات إستراتيجية لمعادلة الردع الجديدة

عندما هددت أمريكا وأرعدت وفي ابريل ٢٠١٦ نشرت النقاط الثلاث التي على أساسها بدأت هدنة على الحدود وكانت النقاط عناوين مناورة جديدة بدأت لحوارات السلام بالكويت فأرسل العدو أراجوزات السياسة سفراء الدول العشر الذي بها ما نبالي للتفاوض على تسوية سياسية شاملة .

النقاط الثلاث ؛

١. الاستقرار السياسي في اليمن

مثلت هذه النقطة هدفا للعدو بعد ان استطاعت ثورة الشعب تحرير إرادة المجتمع والتحرر من الوصاية الأجنبية على القرار الوطني رفض القوى الوطنية للسيادة المنتقصة وعبروا عن موقفهم هذا على طاولة حوارات السلام بالكويت وقالوا بصريح العبارة : الحل الوحيد لاستقرار سياسي في اليمن هو وقف العدوان والحصار على اليمن والشراكة الوطنية واستكمال ما بدأ شباب الثورة في مسار التغيير وتداول السلطة سلمياً

ولكن الرد الأحمق من ذيول الأمركة كان : استسلموا وحققوا أهداف العدوان والحصار التي عجزت عن تحقيقها أمريكا وكل دول تحالف العدوان خلال عام ونصف

فجاء الرد عليهم بحكمة اليماني وأعلن الشعب اتفاقا سياسيا بين القوى الوطنية الأساسية يدعو الجميع للشراكة في المجلس السياسي الأعلى المعني بتقرير مصير اليمن وخرجت جموع الشعب لتأييدها في يوم مشهود وبدأ المجلس السياسي الأعلى في إصدار مصفوفة قرارات إستراتيجية للتهيئة وتوفير متطلبات الاستقرار السياسي في البلد كان منها قرار العفو العام وتشكيل دوائر صناعة ودعم اتخاذ القرار وذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري وضربات موجعة في العمق السعودي وانجازات التصنيع العسكري وانتصارات ميدانية إستراتيجية تعزز الموقف اليمني في معركة التحرر والاستقلال

تماهت تصريحات ولد الشيخ إسماعيل مع بيان سفراء الدول العشر ومعهم تحالف الشر الذين أدانوا الاتفاق السياسي بين اليمنيين ليكشفوا زيف ادعاءاتهم ونفاقهم واعتبروا تشكيل المجلس السياسي الأعلى خطوة احادية تقوض جهود صناعة السلام والتسوية في اليمن لأن الفتنة الطائفية هي غايتهم والتفرقة وتمزيق اليمن مهمتهم اثار حقيقتهم اتفاقنا السياسي وخطوات التهيئة العملية لاستقرار اليمن سياسياً .

٢. تأمين الحدود السعودية

تمثل هذه النقطة سقف طموحات العدو بعد تدمير رجال الله في الميدان كل الدفاعات الأمامية والحاميات المحيطة بمحافظات نجران جيزان عسير ولاسيما بعد أن صارت مطوقةً بالكامل ولهذا السبب وقعت مملكة الرمال اتفاق الهدنة في ظهران الجنوب وبدأت هدنة التهدئة تمهيدا لوقف نهائي للعدوان ولكن المكر الأمريكي السعودي الإماراتي استمر دون مراعاة للمواثيق والعهود واستمرت الغارات والانتهاكات والاعترافات للخدمة طوال فترة التهدئة حتى انتهت الحوارات البيزنطية فتمخض الجبل وولد فأرا وبعد تصريح ولد الشيخ بالحل السياسي الشامل شنت الحملات عليه وانقلب هو نفسه على ما كان قد أعلنه قبل إجازة عيد الفطر المبارك مما اضطر الجيش واللجان الشعبية ان يردوا على كل هذه الانتهاكات و الخروقات بتصعيد مماثل في العمق السعودي وإرسال رسائل سياسية عسكرية شديدة اللهجة علهم يفهمون الدرس إلا أن الكبر والغرور والغطرسة ركبتهم وكان ما كان من نشر مقاطع فيديو من على مشارف نجران وما هي إلا ساعات حتى أعلنت دول تحالف البغي والعدوان عن قبولها بالحل السياسي الشامل .

كان القبول بالحل السياسي الشامل مناورة جديدة للعدو الذي مثله في التفاوض الدمية ولد الشيخ وتبنى مواقف دول العدوان ونطق باسم دول التحالف ونسي ان صفته الوظيفية ميسرا للحوار ومندوبا ممثلا للامين العام للأمم المتحدة تفرض عليه التزام الحياد والاستقلالية والعدالة إلا ان العدو أحمق لا يزال لم يستوعب ان معادلة ردع جديدة فرضت نفسها كمتغير استراتيجي يفرض على العدو حسابات الربح والخسارة من هيبته وتماسكه واستقراره وما هي إلا أسابيع قليلة منذ بداية التصعيد العسكري في جبهة ما وراء الحدود حتى بدأ الانهيار الاقتصادي في المملكة السعودية وتضعضع الجيش السعودي وانهارت معنويات جنوده بعد بث الإعلام الحربي لمقاطع فيديو يتسابق فيها الجنود السعوديين بالهرب والنجاة بأرواحهم من لهيب النار القادمة من اليمن وانتشرت موجة سخرية من هوان الجيش السعودي وتغيير موازين القوة بعد بث الإعلام الحربي مشاهد التنكيل بالجيش السعودي وتدمير وإحراق الدبابات والمدرعات الأمريكية فخر الصناعة العسكرية الأمريكية بكراتين و ولاعة المقاتل اليمني الذي يحرقها بكل هدوء ويهزأ بالاحتلال وبكل بساطة يدعوا الجنود السعوديين لتسليم أنفسهم لأنهم محاصرون .

بمنطق الواثق بالله ونصره وتأييده أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى مبادرة سلام ودعوة لوقف العدوان والحصار مقابل وقف العمليات العسكرية في جبهة ما وراء الخدود وعدم إطلاق الصواريخ البالستية بالرغم من تنامي الإبداع والتطوير المتسارع في مجال التصنيع الحربي وما حققت وحدة القوة الصاروخية من انجازات متتالية تفوقت بها عسكريا بفضل من الله ولم يتم الرد على هذه المبادرة حتى الآن

٣. سلامة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب

وفي هذه النقطة كان كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو تحديدا في يناير ٢٠١٥ قبل شهرين من العدوان على اليمن . قالها وهو يبدي تخوفه من سيطرة الحوثيين (الثوار) – كما يحلوا له تسميتهم- على مضيق باب المندب . مما قد يؤثر على سلامة الملاحة البحرية الدولية حيث تمر ناقلات الغاز المسال الممول لنصف موازنة الحكومة الإسرائيلية من ثروات فلسطين المحتلة عبر ميناء العقبة في الأردن مرورا بالبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب ومن هناك إلى السوق الدولية .

قدم مشايخ الإمارات العربية أنفسهم وكلاء المصالح الإسرائيلية في الخليج العربي ومضيق باب المندب من خلال انغماسهم في المؤامرة أكثر من غيرهم فقد تورطوا في الجنوب بدون حساب للنتائج وشاركوا في احتلال عدن ونصبوا حاكما عسكريا لهم في المكلا بعد مسرحية اندحار تنظيم القاعدة و داعش منها بعد عام ونصف من الرعاية الأميرية لعناصر التنظيم وبالتزامن مع توقيع عقود احتكار الإمارات العربية لإدارة موانئ الصومال مؤخراً لتكمل السيطرة على موانئ المنافسين المحتملين لهم مستقبلاً .

فكان الرد ضربة حيدرية مؤلمة من القوة البحرية أغرقت السفينة الحربية الإماراتية المتطورة جداً قبالة ميناء المخاء وكان ما كان من صدى وأثر لهكذا ضربات قاصمة للعدو في معركة الاستنزاف معركة النفس الطويل مع العدو المحتل ، فلا يعقل أن يأمن العدو ولا مصالحه الإستراتيجية في اليمن طالما اليمن دولة تحت الاحتلال . ومن حق اليمنيين أن يدافعوا عن كرامة شعبهم وشرف أرضهم وسيادة دولتهم وكما جاء في الزامل الشعبي ؛ عز الله ان الدرس كافي بمأرب بس الإماراتي غبي ما فهمها .

وفي النقاط الثلاث دروس وعبر لذوي النهى لو كانوا يعقلون ؛ فبالنقطة الأولى استقرار اليمن والمنطقة كلها على قاعدة السلم والشراكة وفق إرادة الشعب . وبالنقطة الثانية أمن حدود المملكة السعودية مقابل وقف العدوان والحصار وعدم التدخل في شئون اليمن وانتهاء الوصاية إلى غير رجعة وفق مبادرة الرئيس الصماد وحوار اليمن مع السعودية نداً لند والمعاملة بالمثل . وفي النقطة الثالثة لن يأمن الغزاة والمحتلين طالما في اليمن ارض محتلة وسيادة منقوصة و وصاية أجنبية وسلامة الملاحة البحرية مقابل حرية اليمن واستقلاله وسيادته وسلامة كل أراضية ولن ترى الدنيا على أرضي وصياً .. اليمني … يحرق بالون مشايخ الإمارات ….

14102256_188288128251269_2775347353922869246_n

بقلم/ محمد أبو نايف