تعز العز

فصل الخطاب

فصل الخطاب

 الكاتب المصري :أحمد العربي

 كنت دائماً أتحاشى الكلام عن السيد عبد الملك الحوثي من قريب أو بعيد وكنت أركز كلامي على القضية اليمنية صرفة

أولاً لعدم وضعي في خانة أنا لست فيها من الأساس.

ثانياً لكي أظل على حياديتي في طرحي للقضية اليمنية التي تشغل كل تفكيري، ولكن بعد خطاب اليوم انا مضطر للخروج عن القواعد التي وضعتها لنفسي.

خطاب السيد عبد الملك حمل كثير من الأمور والعلامات التي لا استطيع إلا الوقوف عندها والكلام عنها والاشادة بها.. فكانت النقطة الكبرى والاهم في خطاب اليوم هو الثروات النفطية والممرات البحرية التي تعتبر الاثرى والاهم في العالم.

لقد وجدت في خطابه دعوى للحياة والعزة والكرامة لمن يريد الموت ذليلاً او الحياة عميلا فشعرت بأني امام قائد عظيم محب لوطنه وشعبه وارضه بصدق وامانه..

قضية الجنوب وحضرموت.

خطاب السيد عبد الملك الحوثي صب في معظم خطاب اليوم على هذه المناطق نظراً لان (وهذا تحليلي الشخصي) هذه المناطق هي التي تدار رحى الحرب من اجلها فالمناطق الشرقية تحتوي على كميات هائلة من الوقود والنفط وبالنسبة للجنوب ففيه اهم ممرات بحرية في العالم بل الأهم فباب المندب يعتبر أهم حتى من مضيق جبل طارق.

فرغم أهمية هذه الثروات وهذه المناطق نجد بعض شعب هذه المناطق لا يدركون مدى أهمية ما تحت إقدامهم فيبيعوه بثمنِ بخس ظناً منهم انهم بذلك يحسنون صنعا فجاء سيد اليمن ليخبرهم بأنهم الاخسرون اعمالا خسروا الدنيا والاخرة فلا هم عاشوا بكرامة ولا نالوا متاع الدنيا وليس لهم في الاخرة من سبيل ولن يخلد ذكرهم الا بالعمالة والخساسة وبيع الارض والعرض.

بالفعل لم يأتي الأمريكاني والإماراتي والسعودي حباً وعشقاً في اهل اليمن او في اهل الجنوب نعم هم اتوا لاجل مصالحهم التي تتعارض كلياً مع مصلحة اليمن لقد اتوا ليلقوا الفتات الى اهل الجنوب ويمتصوا هم بعد ذلك دمائهم وثرواتهم ويتركوهم يجروا ذيول الخيبة والعار..

لقد اتوا ليأخذوا كل شيء الارض والبحر والهواء وحتى الشرف والنخوة.. فكان خطاب اليوم بمثابة المنذر والمبين لهذه الامور ليضع النقاط على الحروف

ومما لا شك فيه إن خطاب اليوم جاء من الرجل الذي يشعر بهموم وطنه ويعيشها بكل صدق.. ليثبت للمعتدي وللأمريكي اولاً وللداخل اليمني ثانياً وللعالم سواء المؤيد أو المعارض للعدوان ثالثاً أننا أمام قيادة على دراية كاملة بما يحاك ويخطط لليمن وبما يمرر من تحت الطاولات وخلف الأظهر.

قيادة يُفعل لها ألف حساب فالمعادلة اليمنية تتغير كلياً الآن فبعد ان ظن السعودي والأمريكي أنهم ملكوا اليمن جاءت هذه الحرب رغم آلامها وخسائرها التي تدمي القلوب لتثبت ان المعادلة لا في اليمن وحده ولا حتى الخليج بل في المنطقة كلها تغيرت تماماً وانهم امام يمن مختلف عن الذي عهدوه.

يمن حر يأخذ قرارته بنفسه ويحمي ارضه ويحمي ثرواته والاهم من ذلك لديه قيادات لديها من الفطنة والحنكة السياسية التي تسمح لها بفهم ما يدور في عقولهم وهذا هو الاهم، لقد كان هذا الخطاب خطاباً سياسياً على اعلى المستويات.

خطاب يعجز عنه معظم قادة الدول فَهُم لم يصلوا لهذه الفطنة السياسية بعد.. فهنيئاً لك يا يمن العز والشرف هذا القائد.