تعز العز

الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات الصهيونية: حكام العرب تحادثوا سراً و’الموساد’ تنصت على كل شيء

في أيلول/سبتمر العام 1965 عُقد في العاصمة المغربية مؤتمرٌ خاصٌ لرؤساء الدول العربية إلى جانب قادة جيوشهم وأجهزة استخباراتهم، بحثوا فيه مسألة مركزية، وهي جاهزيتهم للحرب مع العدو الصهيوني. وفي هذا المؤتمر عرض قادة الجيوش العربية معلومات عن حجم قواتهم وقدراتها. ولكن ما غاب عن المجتمعين ان “الموساد الاسرائيلي” كان يتسمع إلى حديثهم، حسبما أفادت صحيفة “يديعوت احرونوت” الصهيونية.

وأضافت الصحيفة ان أشرطة تسجيل حصل عليها جهاز “الموساد” من ذاك المؤتمر، ونُقلت إلى دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات في جيش الإحتلال، حيث حُلت ألغازها، وفُرغت وتُرجمت وفتحت كوة غير مسبوقة على كواليس قيادة العدو.

وفي استعراض لرئيس حكومة العدو في ذلك الحين ليفي أشكول، وصف رئيس “الموساد” مئير عميت الحملة بانها “احد الانجازات الاستخباراتية الاكبر في تاريخ الكيان”، إذ نشبت في المؤتمر خلافات غير بسيطة بين الملك الاردني حسين والرئيس المصري جمال عبد الناصر، وصلت إلى رفع الصوت الواحد على الاخر.

 

اللواء شلومو غازيت، الذي كان في العام 1965 رئيسا لدائرة الابحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية وتولى لاحقا رئاسة الشعبة، قال للصحيفة “لقد أكدت الاشرطة لنا ان الدول العربية تتجه لمواجهة “إسرائيل” ما يفرض علينا الاستعداد لذلك بجدية، كما أكدت ان ثرثراتهم عن الوحدة العربية والجبهة الموحدة ضد “إسرائيل” لا تعكس وحدة حقيقية في الرأي”.

وأشار غازيت إلى ان الاشرطة اوضحت عدم جاهزية الدول العربية للحرب. وقال “لقد أكدوا لنا في قيادة الجيش الاسرائيلي، اننا سننتصر في الحرب ضد مصر. وتوصلنا الى الاستنتاج بان المدرعات المصرية في وضع بائس وهي غير جاهزة للمعركة”، على حد قوله.

كما وكشف غازيت للصحيفة سلسلة من الاحداث الدرامية التاريخية، وقال إن “الشاباك” و “امان” (شعبة الاستخبارات) شكّا في كبير أسرى الحرب المقدم أساف ياغوري بانه جند ليكون جاسوسا للمخابرات المصرية”، موضحا ان “ما فاجأ رجالنا هو تملصه في تحقيقات “الشاباك” بأعذار متنوعة”.

كما كشف انه في العام 1985 أرسله رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيرس، لإجراء اتصالات سرية مع الرئيس ياسر عرفات، لكنه أُمر أن يخبر وزير خارجية العدو اسحق شمير ان الإتصالات هي فقط مفاوضات لتبادل الاسرى والمفقودين.