تعز العز

محاربة الإرهاب ( ذريعة أمريكا التي لا تنتهي )

لطالما استخدمت أمريكا الإرِهاب ذريعة من أجل احتلال الشعوب العربية الإسلامية فمنذُ أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر تسعى أمريكا أن تُحكِم هيمنتها على العالم من خلال التدخل في شئون الدول والتحكم بثرواته ومقدراته واستخدام القوة العسكرية أو التهديد باستخدامها , فمحاربةُ الإرهاب هي ذريعةُ أمريكا التي لا تنتهي فقد احتلت البلدان العربية والإسلامية ونهبت ثرواتها تحت تلك الذريعة ” محاربةُ الإرهاب ” كما حصل في أفغانستان , حيث بدأت أمريكا باستخدام أول ذريعة لها بشن الحرب على أفغانستان وأوهمت دول العالم بأن سبب الحرب على أفغانستان هو إلقاء القبض على ” أسامة بن لادن ” والقضاء على الإرهاب ، وبهذه الذريعة احتلت أمريكا أفغانستان , وقد كان حجم القوات الأمريكية التي شاركت بالحرب على أفغانستان (150) سفينة حربية وعشر بوارج ومدمرات مسلحة بصواريخ كروز و (500) طائرة حربية وكذلك أساطيل بحرية كل أسطول يتكون من (250 ) ألف جندي , بجانب قوات من حلف الناتو , قتلت الأبرياء من النساء والأطفال ونهبت ثرواتها ومقدراتها وإلى الآن لا زالت أفغانستان تعاني من الفوضى والحروب. مؤسَّس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن جندّتهُ وكالة الاستخبارات الأمريكية سنة 1979م من أجل الذريعة الأمريكية في محاربة الإرهاب ، التي حظيت برعاية أمريكية ضد أفغانستان , وقد كان عمره حينها(22) عامًا ، وتلقى تدريبًا في مراكز تدريب السي آي إيه (CIA). إذن فإن تنظيم القاعدة ليس هو من يقف وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 م ، بل استخدمت أمريكا الهجوم كذريعة لشن الحرب ضد أفغانستان باعتبارها دولة راعية للإرهاب ، وداعمة للقاعدة , وأيضاً ذريعة لأمريكا في احتلال الشعوب تحت عنوان القضاء على الإرهاب ومحاربته وما كانت هجمات سبتمبر إلا ذريعة أمريكية إسرائيلية لتحتل الشعوب , الكاتب الأمريكي ” دونالد لامبرو ” كشف عن الهدف الحقيقي للحرب الأمريكية على أفغانستان بقوله ” ربما يرى العالم أفغانستان كتلة من الجبال تعلوها الأتربة والدخان وتنمحي معالمها بين الأطلال المنتشرة في كل مكان، لكن الجيولوجيين كان لهم رأي آخر، فهم يرون أفغانستان عبارة عن ثروة طبيعية منحها الله تعالى إياها ودفن في ترابها أغلى الثروات الطبيعية التي لو توفرت في دولة أخرى لم تشهد كل هذه الحروب لكانت من أغنى الدول وأقواها على الإطلاق.” لذلك فأن الثروات والكنوز النادرة التي كانت تمتلكها أفغانستان كانت السبب الرئيسي في الحرب الأمريكية على أفغانستان , كذلك يؤكد فريق العلماء الأمريكيين من الجيولوجيين والجغرافيين الذين وضعوا خريطة تفصيلية لأفغانستان عقب أحداث حرب الإتحاد السوفييتي مع أفغانستان عام 1978م بقيادة العالم الجيولوجي والجغرافي ” جاك شرودر” أن أفغانستان تمتلك أكبر مخزون في العالم من النحاس الأصفر ، وتعد ثالث أكبر دولة تمتلك مخزوناً من الحديد الخام الذي يدخل في أغلب الصناعات الحديثة المدنية منها والعسكرية ، وتعد أيضاً ثالث أكبر الدول التي تمتلك احتياطياً من النفط والغاز الطبيعي في شمال البلاد وفي بعض أجزائها الجنوبية. ويؤكد ” شرودر ” بقوله : أفغانستان بلد يعوم على بحر من الثروات الطبيعية ونظرًا للأهمية القصوى لتلك الثروات التي تملكها – أفغانستان -ذلك البلد الفقير، فقد فكر مسئولون أمريكيون ذوي نظرة بعيدة المدى في استغلال تلك الثروات ، عن طريق عمل خرائط تفصيلية تغطي كل شبر من تراب أفغانستان من حيث الطبيعة الجغرافية ، بحيث يمكن من خلالها تحديد مواقعها وتوزيع سكانها وحجم وجودة ثروات البلاد الطبيعية بما في ذلك مناطق موارد المياه ، وأيضاً تحديد المناطق التي تكون مصدراً للزلازل , ويؤكد المسئولون الأمريكيون أن التكاليف المبدئية لعمل تلك الخرائط بالإضافة إلى نفقات التدريب والبحث تقدر بـ ( “65 ” مليون دولار ) ، وأكدوا أن الهدف من وراء تلك الخرائط هو الوقوف على حجم الثروات الحقيقية الموجودة في أفغانستان بحيث يمكن استخدامها والاستفادة منها . تلا ذلك احتلال أمريكا للعراق عندما بدأت أمريكا بشن الحرب على العراق تحت ذريعة أن العراق تمتلك أسلحة الدمار الشامل وقد بدأ الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003م ، والتي أدت إلى احتلال العراق عسكرياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة دول أخرى مثل بريطانيا وإسرائيل وبعض الدول المتحالفة , ولكن في الأخير اكتشف للعراقيين وللعالم الأطماع الأمريكية في ثروات العراق , فقد انتهى حكم صدام وقتلوه ولكن قوات الاحتلال الأمريكي بقيت في العراق لتنهب وتستولي على كل مقدرات وثروات الشعب العراقي إلى اليوم , وجعلت الشعب العراقي يعيش وسط الخلافات والصراعات والاقتتال , وزرعت أدواتها من داعش والقاعدة في العراق لكي يكونوا مبرراً لوجودها

أعلنت أمريكا عن رغبتها الحقيقية في التواجد العسكري في اليمن وفي أكثر من محافظة بعد أن ضل السفير الأمريكي في اليمن يتحّكم بالقرار السياسي ، بعد إن تحول فندق ” شيراتون ” بصنعاء إلى وكر للمئات من جنود المارينز الأمريكية , وبعد إن أنشأ الأمريكيون أجهزة للمراقبة في جبل نقم والقصر الجمهوري بعدن وغيرها , وكشفت عن نيتها في إنشاء قاعدة عسكرية لها في سقطرى وكاسر مائي ومركز تدريبي في خور عميرة ، انتهت الولايات الأمريكية المتحدة من توسيع تواجدها البحري في الخليج والبحر العربي في 2012م ، ليصبح مقر الأسطول الخامس في البحرين أكبر قاعدة بحرية في المنطقة شملت مقر القيادة وأجهزة اتصالات متطورة جــداً، وقد عززت الولايات المتحدة الأمريكية تواجدها في البحر العربي والبحر الأحمر بسفن حربية جديدة حيث أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن المدمرات “يو إس إس (USS) ويليام لورنس” و”ستوكديل” و”شوب” وصلت المنطقة ، في حشد عسكري وُصِف بأنه تحرك “حصيف” للقوات الأمريكية . تلك المشاريع والمخططات الأمريكية انتهت بمجرد سقوط السلطة العميلة المتمثلة بهادي وغيره وبعد دخول أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى المحافظات الجنوبية غادرت القوات الأمريكية مجبرة لتعود مجدداً وتحت ذريعة محاربة الإرهاب بعد أكثر من عام على العدوان الذي تقوده السعودية بضوء أخضر أمريكي. ذلك العدوان الذي لم يكتفي بتمكين القاعدة و داعش من المدن وإعادة تموضع القوات الأمريكية في الجنوب كل تلك إنما مؤشرات تؤكد على استمرار المخططات الأمريكية حتى يتم تقسيم اليمن وتجزئته وإغراقه في الفوضى والصراعات لكن وعي الشعب اليمني وإعلان سخطهم ضد الأمريكيين يشكل أهم العوائق أمام قوى الهيمنة والاستكبار. كذلك أعلنت واشنطن في 8 / إبريل 2015م ، على لسان نائب وزير خارجيتها ” توني بلينكن ” أن أمريكا سرّعت من إرسال أسلحة متطورة ومتنوعة إلى السعودية بهدف استخدامها في الحرب على من اسماهم “الحوثيين” في اليمن ، وكدعم من أمريكا للعدوان على اليمن, وقد أكدت وزارة الحرب الأمريكية دعمها للحرب على اليمن ،في بيان للوزارة صدر في يونيو 2015م ، أكدت فيه أن التحالف على اليمن ، ضرورة هامة من أجل الحفاظ على أمن الشرق الأوسط ، وأمن حلفائها في الخليج ، من الميليشيات التي انقلبت على الشرعية حسب زعمها. لم يكتفي الأمريكيون بذلك بل قامت أمريكا بتحريك سفنها وبوارجها الحربية المتواجدة في باب المندب وخليج عدن لتُطبق الحصار على اليمن ، ومشاركة قوات العدوان في الحرب البحرية على اليمن ، فحركت أمريكا حاملة الطائرات الأمريكية ” ثيودور روزفلت ” التي تعد إحدى الحاملات الأمريكية التي تعمل بالطاقة النووية وتحوي على منصات لإطلاق صواريخ موجهة بالليزر ومدمّرات وفرقاطات وسفن إمداد وغواصات ، لتبدأ أعمالها العسكرية في اليمن وقد بدأت عملياتها العسكرية بزيارة محمد بن سلمان في شهر يوليو2015م . وكان لهذه القطع البحرية الدور الكبير في احتلال عدن ومناطق الجنوب، بعد شن هجوم عسكري كبير استخدمت فيه الصواريخ الموجهة (كروز Cruise) والقنابل الفراغية والعنقودية وغيرها من الأسلحة المحرمة . إذن فمحاربة الإرهاب ليست سوى ذريعة أمريكا التي لا تنتهي , فأمريكا هي أصل الإرهاب وهي الدولة الراعية للإرهاب وما تنظيم القاعدة و داعش إلا أحد فروع الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والسعودية وكل ما يتعرض له الشعب اليمني هو عدوان أمريكي بريطاني إسرائيلي بامتياز على غرار ما حدث في أفغانستان والعراق . أمريكا والسعودية والأردن صنعت داعش لمحاربة حزبُ الله الذي حقق أول نصر على إسرائيل في حرب 2006 م ثم استخدمت أمريكا ودول الخليج الفارسي وتركيا تنظيم داعش لإسقاط سوريا لكن محور المقاومة أسقط المؤامرة وهزم محور الشر بقيادة أمريكا وإسرائيل ومحور التبعية بقيادة قطر وتركيا والسعودية على الأراضي السورية في حرب استمرت خمس سنوات ثم تدخلت روسيا لتضرب التنظيم وعندما شعرت أمريكا أن أدواتها وعملائها وكل من دعمتهم فشلوا في إسقاط سوريا و فشلهم جلي و واضح في اليمن

 

 

عبدالله الدومري العامري

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا