تعز العز

سلاح ضعيف؟ لكنه فتاك!

استقرار الجبهة الداخلية، عنصر مهم في تحقيق النصر وحسم أية معركة ،لان من خلالها نستطيع أن نرفد المعركة بالموارد البشرية والدعم ألمعنوي واللذان هما عماد المعركة .إن أهم ما يهدد أمن الجبهة الداخلية هو الشائعة التي هي أعتى وأشد خطورة من الحرب التقليدية(الكلاسيكية)، وتكمن خطورتها، في كونها تتعامل مع عواطف الإنسان ومشاعره لا عقله، حيث يبين علماء الإجتماع والنفس إن الشائعة تهاجم الفرد أو المجتمع، نفسيآ(سايكولوجيآ) وليس ماديآ، لماذا ذلك؟ لأن مصدر الإشاعة الرؤية الكلامية، وليست الرؤية المادية، بمعنى أوضح، إنها قائمة على الوهم والخيال، وليس من حقيقة ترتكز إليها.! كيف تبث الإشاعة؟ إن للعدوان ومرتزقته وسائل عدة، يستنفرها لتحطيم نفسية المجتمع، وإيصاله لمستوى الإنكسار،ونتذكر جيدا كيف بداء العدوان عبر وسئل اعلامه المتعددة وعبر مرتزقته بشن حملة كبيرة من الشائعات والزيف والتضليل سبقت عملياته العسكرية ا لحربية من اجل إنتاج عصبية مناطقية وطائفية وخلق بيئة مؤيدة ومساندة لعدوانه ومتسترة على جرائمه رغم بشاعتها وشمولها جميع المناطق اليمنية .ومازلت مكنة إنتاج االشائعات هذه وعمليات تسويقها وتغذيتها مستمرة الى اليوم ومن أخطر وسائل،ترويج الشائعات هي خلايا المرتزقة المنظمة التي استطاعت وفق تنظيم معين من الانتشار في مساحة جعرافية واسعة واستهداف عدد كبير من الضحايا والمغرر بهم حتى في تلك المناطق المسيطر عليه من قبل الجيش واللجان الشعبية كذلك الإعلام بمصادره المختلقة المرئية منها والسمعية، لإنه يخاطب العقل الجمعي، على ان تدعم الإشاعة،المباشرة االتي يروج لها من قبل االمرتزقة و أفراد مندسين داخل المجتمع، مع إستغلال الهوة الموجودة، بين المجتمع ومكان المعركة البعيد عن أنظارهم، فينتقل الخبر بسرعة،كما تنتقل الذبذبة في الفراغ، أي لا تجد الشائعة من يواجها، فيقع المحذور منه، وهو التأثر السلبي للمجتمع بتلك الشائعات. من الأمور التي تسهل للمرتزقة من تسويق شائعاتهم واراجيفهم ؟ الفجوة القائمة بين المجتمع ومؤسسات الدولة والقيادات الامنية والسياسية والمجتمعية .فعدم قيام مؤسسات الدولة بواجبها الوطني وتحركها المباشر وسط المجتمع .يجعل الطريق سالكة امام الشائعات ويجعل البيئة خصبة، لإنتشارها وتمددها بين أفراد المجتمع، كما وإن قلة الوعي الثقافي، يسهم كثيرآ في تفشي آفة الشئعات القرأن الكريم يحذرنا، من الإستماع لإي مصدر، دون التحري عن مدى مصداقية الخبر المنقول،(…إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا…)، فالتأكد من مصدر الشائعة، يجعلنا بمأمن من سمومها، ويخيب ظن مطلقها، ونكون قد فوتنا الفرصة على الأعداء، للنيل من سلامة وأمن البلد. للقضاء على الشائعة فلا بد من إجراءات، منها تكثيف الجهد الإستخباري، من خلال إيجاد لجنة أوهيئة، ومن كافة مؤسسات الدولة،ذات الإختصاص، تتابع موضوع الشائعة، لتحجيمها وتلافي تأثيرها القاتل،وتشكيل فرق توعوية مجتمعية ميدانية تفتح قنوات تواصل واسعة ومباشرة مع المجتمع والزام المؤسسات العامة العامة والمكاتب التنفيذية للتعاون والتسهيل والتنسيق في كل مديرية ومنطقة ،وعلى وجه الخصوص المدارس والجامعات والمساجد وتنظيم الندوات والفعاليات التوعوية لمباشرة والمستمرة لتي تحقق التحام شعبي وطني واسع لمواجهة العدوان ومرتزقته وإفشال سلاح الشائعات والتضليل اللذي اتبعه العدوان ومرتزقته .ولا نغفل ا لدور الابرز اللذي يجب ان تلعبه الوسائل الاعلامية الاخرى فالإعلام نصف المعركة،ولكن في ضل الحصار المفروض على وسائلنا الاعلامية ومعوقات الطاقة الكهربائية لابد من التكثيف الاعلامي التوعوي المباشر اللذي يخاطب الفرد والمجتمع في وسطه وبلغته بدون تعقيدات>
بقلم الاستاذ / وليد العبسي
%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83