تعز العز

ساسة القوم بين نارين..

حين سار سيدنا موسى عليه السلام بأهله خلال ليل مظلم، وفي جو قارس شديد البرودة نال من أجسادهم، حدث أن ضلوا الطريق، وعندها رأى نارا تتأجج وتضطرم، فقال لأهله: (إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)

“آنست نارا سآتيكم منها بخبر” أي: عن الطريق..
“أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون” أي: تتدفئون به..

فماذا عنا اليوم وفي هذه الليلة الباردة المظلمة؟

أولسنا تائهين أضعنا الطريق السياسي فاختلفنا ولم نتمكن بعد من تشكيل الحكومة؟
ألسنا بحاجة ماسة لنار نأتيها لنأخذ منها خبرا وتدلنا على الطريق؟

ألسنا نشعر بالبرد الذي يبعثه برودنا السياسي فبدأ كل منا يحرق الآخر؟
ألسنا بحاجة شهاب قبس من نار كي يدفئ جونا وتدفئ أجسادنا؟
بلى وألف بلى..

فيا أيها الساسة:
نارنا المنشودة هناك في الجبهات، حيث الطريق الصحيح.. سبيل الله..

نارنا هناك في الجبهات، حيث الدفء الذي تبعثه تضحيات الصادقين.. مع الله..

إنها هناك.. حيث الله.. ونصره..
وحيث النار بردا وسلاما في الدنيا، وجنة في الأخرى..

فقوا شعبكم ووطنكم نار أمريكا، فمن بعدها نار أخرى وقودها الناس والحجارة، والعياذ بالله..

#هاشم_احمد_شرف_الدين