تعز العز

بعد الاشارات الايجابية لنظام السيسي: هل تستكمل القاهرة استدارتها؟

خطت الدولة المصرية في الاسابيع الاخيرة خطوات مهمة وايجابية بما خص طبيعة تعاطي نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الازمة السورية التي كانت قبل ذلك، اما مهمشة واما رهينة لسياسات بعض دول الخليج خاصة السعودية.
ورغم ان الاتصالات خاصة الامنية لم تنقطع بين القاهرة ودمشق بعد وصول السيسي الى سدة الرئاسة في مصر، الا ان ما شهدته السياسة المصرية في الاشهر الاخيرة من خطوات ايجابية من حيث  تعاطي القاهرة بنظرة اكثر واقعية مع الأزمة السورية كان لها الوقع الجيد على المستويين  المصري والسوري وحتى على الصعيد الاقليمي نظرا لما يمكن ان تلعبه مصر من دور ليس فقط بما يتعلق بالدفع نحو الحل السياسي في سوريا بل بما يعيد التوازن الى الواقع العربي الذي اصبح في السنوات الاخيرة مختلا لمصلحة الرهانات السعودية التآمرية على كل المنطقة العربية. ولهذا تلاحظ مصادر دبلوماسية متابعة انه يمكن تسجيل اكثر من محطة ايجابية للنظام المصري في الفترة الاخيرة  يفترض ان تستكمل لاحقا بخطوات تعيد لمصر الدور المطلوب منها عربيا. ومن ابرز هذه المحطات التي تنظر اليها المصادر بايجابية الاتي :

الاولى : ما تضمنته كلمة  الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امام الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر الماضي عندما تحدث بمقاربة جديدة حيال رؤيته للحل في سوريا ودور الرئيس السوري بشار الاسد في هذا الحل، حتى ان ما تضمنته هذه الكلمة تقاطع في كثير من عناوينه مع الرؤية الروسية والايرانية، وهو الامر الذي ازعج النظام السعودي الذي  تعمد القيام بخطوات عقابية تجاه الدولة المصرية ومن هذه الاجراءات وقف الامدادات البترولية عبر شركة ” ارامكو ” واجراءات مالية واقتصادية اخرى.

الثانية : تصويت المندوب المصري في مجلس الامن الى جانب المشروع الروسي قبل حوالي الشهر بما خص الهدنة في حلب وهذا ايضا ازعج حكام السعودية.

الثالث : قيام رئيس جهاز الامن القومي في سوريا اللواء علي المملوك بزيارة للقاهرة بعد ذلك. وتشير المصادر الى ان الزيارة فتحت الافق لتعاون اوسع ليس على المستوى الامني ومحاربة الارهاب بل على المستوى السياسي. واضافت ان اكثر من لقاء امني حصل مؤخرا بين ضباط في استخبارات البلدين.
وانطلاقا من هذا التوجه الجديد للدولة المصرية فالسؤال الاخر الذي يطرح نفسه هو ما هي طبيعة العلاقة اليوم بين القاهرة والرياض ؟
في معطيات المصادر ان لا تواصل سياسياً حصل بين البلدين في فترة ما بعد وقف السعودية لامدادات النفط لمصر، بحيث  ان الفتور وحتى التوتر هو ما يميز هذه العلاقة على رغم عدم صدور مواقف تصعيدية بين العاصمتين لكن لايبدو في الافق  ان هذه العلاقة قد تشهد تزخيما من جديد طالما ان النظام السعودي يريد المقايضة بين بعض المساعدات المالية وبين ارتهان الموقف المصري لاهواء الرياض ورهاناتها التآمرية ليس فقط ضد سوريا بل ايضا حيال الوضع الوضع في اليمن. وتضيف ان ما دفع عائلة ال سعود الى اتخاذ خطوات عقابية ضد مصر هو الاتجاه لدى نظام السيسي لاتخاذ قرارات سيادية بما خص سياسة مصر خارجيا بعيدا عن الارتهان لمزاجية النظام السعودي.
يبقى السؤال الاخر، هل يستكمل نظام السيسي استدارته الكاملة حتى تستعيد القاهرة دورها في المنطقة عموما وفي المساهمة بالوصول الى حل للازمة في سوريا؟ وفي حال حصول ذلك ماذا تعني هذه الاستدارة ؟
في تقدير المصادر ان ما قام به نظام السيسي يمكن ان يشكل اول اشارة عملية لكي تستعيد مصر موقعها على المستوى العربي. لكنها ترى ان استكمال القاهرة لهذة الاستدارة سيكون له جملة ارتدادات على مساحة المنطقة عموما والواقع العربي خصوصا واستطرادا على مستوى اتجاهات الوضع في سوريا. وتضيف ان مثل هذه الاستدارة في  حال استكمالها من جانب النظام المصري ستشكل تحولا استراتيجيا مهما في المنطقة لمصلحة محور الممانعة. كما ان من شأن  ذلك  ان يفقد النظام السعودي ورقة كبيرة عمل على استثمارها بشكل دائم وتتعلق بما يزعمه من صراع سني _ شيعي، وايضا تعزيز جبهة المواجهة للمشروع الاميركي والحد من هيمنة حلفاء واشنطن على اكثرية الانظمة العربية وصولا الى امكانية تعزيز فرص الحل الساسي في سوريا

المصدر / العهد (حسن سلامة)

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85