تعز العز

ثوار التحرير المناطقي وتقرير المصير والتمزيق.. وفئة البردوني القليلة

 وهل كان يدرك الكل والجميع والجزء والبعض بأنهم كانوا ومازالوا ضمن مشروع استعماري صهيوني للقرن الواحد والعشرين، خلق الأسباب وهيئ المبررات، وسهل الرعاية والتمويل بالمال والسلاح والاعلام والسياسة والعسكر وحتى الثقافة والتاريخ والدين بالتزوير والتزييف، فالمطلوب شعب كبير واحد هو الشعب القومي العبري اليهودي وبوطن كبير وواحد يمتد من النيل للفرات، يقابله تمزيق 21 شعب ووطن إلى 66 شعب و 66 وطن وقضم جغرافيا عربية للأعداء مثل جنوب السودان، جزيرة سقطرى، ولاحقاً حضرموت والمهرة لأمريكا، وحلب والموصل لتركيا الاخوانية + جغرافيا من النيل للفرات، وما خفي لا نستوعبه حتى تاريخه . وخسائر الوطن العربي منذ بدء الربيع الدموي لم تفتح مدارك العقل العربي رغم تخطيها المليون والنصف قتيل وجريح، وتجاوزها 14 مليون نازح، وتخطيها عتبة البليون دولار، مع إنعدام فرص التنمية والقضاء على فرص العمل، والسبب تعرض الأدمغة والعقول للخصي الطائفي والمناطقي، والأدمغة الناجية تتعرض لقصف مقلاع داوود والحجر التوراتي، قصف تُهندسه مراكز البحوث الإسرائيلية لتخدير وتنويم العقل العربي وطمئنته بأن زمن المؤامرات الإستعمارية إنتهى .. والأمر يستوحيه الصهاينة من قصة المعركة بين داوود والمحارب الفلسطيني العملاق “جليات” المدجج بالسلاح الذي هزمه داوود الأعزل بضربة بالمقلاع فقط، حيث أصابه بالحجر بين عينيه فسقط جليات أرضا فقتله داوود دون قتال .. وعمليات المقلاع الاسرائيلي لديها إمبراطورية إعلامية تصل إلينا أينما حللنا، ولدى داوود حجارة كثيرة، مشيخات، ومثقفين، وفنانين الخ فأصبح الحوار مع إسرائيل ممكناً لكن مع النظام السوري غير ممكن، لأن يديه ملطخة بالدماء، و هلم جرا . وقد نتفق أو نختلف مع رؤساء الأنظمة الوطنية الجمهورية واسلوب الادارة للدولة والحكومة والمجتمع، فالجميع والكل إلى رحمة الله سبحانه وتعالى راحلون، وتبقى الوطن والشعب ومؤسسة الجيش والأمن هي المؤسسة الوحيدة القادرة والضامنة لوحدة الوطن والشعب، بغض النظر عن هوية النظام و إسم الرئيس والحزب الحاكم، فأي جيش وطني عربي كل افراده ضباطاً وجنوداً هم من عامة الشعب، حتى في ظل النظام الملكي أو الجمهوري أو الحزب الواحد. وكل الثورات العربية في الخمسينات من القرن العشرين كان الجيش يؤيد الشعب والثورة، حتى ولو كان الاستعمار الانجليزي أو الفرنسي هو من أسس هذا الجيش، ببساطة لأن الجيش من عامة الشعب الذي لم ولا ولن يرضى بتمزيق شعبه وتقسيم وطنه تحت أي ظرف من الظروف .. لذلك كان لابد من تدمير الجيوش العربية للأنظمة الوطنية الجمهورية، فرحل الرئيس العراقي صدام حسين والعراق لم يتعافى بعد، وكذلك رحل الجيش العراقي والعراق لم يتعافى بعد، وأي جيش عراقي وطني سيعمل على توحيد العراق بالمستقبل ستنهال عليه سكاكين الطائفية والعنصرية ..الخ، وبالمثل رحل الرئيس الليبي معمر القذافي ورحل جيشه وليبيا للدمار والخراب ثم التقسيم لا محالة، إذا لم يقرر الشعب العربي إرادة وطنية قومية . وكانت ثورة الشباب، وبانضمام الإخوان واخرون أصبحت ثورة الربيع العربي الدموي التي وجهت نيرانها بإتجاه الجيش والأمن بالإغتيال المعنوي، فَهُمْ كتائب وحرس عائلي وميليشيات وانقلابيين، والقاعدة وداعش ملوك وثوار ينالون منهم، والتحالف العربي الاسلامي بالأنظمة الملكية تدمرهم، وتحالف الارهاب بأمريكا يقتلهم، والمرتزقة والعملاء والخونة تسحلهم وتمثل بجثثهم، فهُم مجوس وشيعة وارهاب طائفي علوي زيدي وهلم جرا من مصطلحات المقلاع التوراتي . والنتيجة.. محاولة تدمير الجيش العربي السوري الأول، ومحاولة تدمير الجيش المصري الثاني، والجيش المصري الثالث، بجره إلى معارك سوريا ثم ليبيا ثم غزة ثم اليمن، ومحاولة تدمير الجيش اليمني، جيوش عربية وطنية تأبى وترفض وتقاوم تقسيم الوطن السوري والوطن اليمني .. فأطلق الغرب الاستعماري واسرائيل الإخوان والقاعدة وداعش والانظمة الملكية والمرتزقة والخونة لتدميرهم، وبثورة الربيع السلمية التي تحولت إلى التحرير المناطقي بالمرتزقة وداعش، ثم تدشين معارك التحرير المناطقي من الجيش السوري والجيش اليمني.. وما بعد التحرير المناطقي بالتأكيد حق تقرير المصير، وما بعد تقرير المصير التمزيق، باستقلال شعب تعز الحر، وشعب الرقة الحر، وشعب حمص الحر، وشعب حماه.. وكل الشعوب لها جيش حر غير الجيوش الوطنية المعروفة من الاستقلال، جيوش جيناكم بالذبح والسحل والسبي والتهجير، جيوش مناطقية طائفية عنصرية مئة في المئة . فمثلا في سوريا وتحت غطاء الربيع العربي، تم نشر الاخوان والقاعدة وداعش في معظم الريف السوري وبعض اجزاء من المدن وبمقاتلين وصلوا لـ 100 ألف مقاتل من كل أنحاء العالم لتدمير الجيش العربي السوري وليُنعتوا لاحقاً بالإرهاب، وتركيا الاخوانية تدعم الجيش السوري الحر الذي يحرر مناطق جغرافية محددة في شمال سوريا من الارهاب ومن كتائب الأسد، هذه المنطقة هي كيان سياسي جديد صهيوني الهوى، وبالمثل اسرائيل تدعم جيش الفتح الشامي وكذلك قطر والامارات والسعودية، جيوش مناطقية عنصرية طائفية مدعومة من أعداء الامة العربية والاسلامية، تحرير مناطقي بالتركي والامريكي ..الخ . وفي اليمن تكرار للمشهد السوري، تدمير الجيش اليمني وحلفائه وانصاره من اللجان والقبائل والشعب الأصيل، وخلق جيوش مناطقية عنصرية لتحل محل الجيش اليمني وبمسميات متعددة، فهُم في عدن المقاومة الجنوبية لتحرير عدن، والمقاومة الشعبية لتحرير تعز، والجيش الوطني لهادي لتحرير مأرب، والمارينز الأمريكي لتحرير حضرموت من القاعدة . ويا أبناء جلدتنا.. ماذا يكون بعد التحرير.. وبعد التحرير يكون الاستقلال وتقرير المصير والانفصال والتمزيق، ومن شعب يمني واحد ووطن واحد إلى ستة شعوب وستة أوطان لنهب النفط والغاز من حكام ضعفاء وعملاء يرحبون بشعب الله المختار قوياً كبيراً وموحداً . فهل يدرك اخوان التنظيم العالمي هذا، وهل تدرك السلفية الوهابية التكفيرية، وهل يدرك المرتزقة من أبطال التحرير الجدد في تعز ونهم ومأرب، وهل يدرك ما يدرك، وكل ما قيل عن الخلافة الاسلامية الاخوانية او الامارة الاسلامية أو الدولة الاسلامية بالوهابية التكفيرية، وحتى دولة الامارات الكبيرة والتي ستضم سلطنة عمان والمهرة، وكيان محمد بن سلمان والذي سيتوسع إلى حضرموت . كل ذلك وبحسب توصيف الفقيد إبن اليمن البار عبدالله البردوني ماهي الا عروض إستعمارية وهمية لتمرير المشروع الاستعماري الجديد للعرب بالقرن الواحد والعشرين، تماماً كما كان العرض الاستعماري بالقرن العشرين خلافة عربية ووحدة إسلامية، وتماماً كما كان العرض الاستعماري بالقرن التاسع عشر ومنتصف الثامن عشر بثورة القبور ومحاربة البدع والشرك لمحمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود والتي تتكرر كل قرن وبشكل وحلة جديدة منها الاخوان والسلفية واهل الحديث والدعوة والدعاء شئتم أم أبيتم .. هذه هي الزاوية والخانة والحجر التي صنعها اليهود واخرجها الاستعمار الغربي وكنتم ولاتزالون بيادق شطرنج لتنفيذ مضمونها واحداثها . خلاص خلاص.. الدماء سالت بالميادين والساحات.. لاتفاوض ولاحوار .. ارحل ياصدام.. ارحل يازين العابدين.. ارحل ياقذافي.. ارحل ياحسني مبارك.. ارحل يابشار الأسد. ارحل يا صالح.. عُد إلى الكهف ياحوثي.. أما إسرائيل فيجب حوار السلام معها وأمريكا الصهيونية التي سفكت أطنان الدماء في العراق وليبيا بل كل العالم نحن حلفاءها بل هي صاحبة مبادرات الطرف الثالث وتلعب أدوار العاقل الناقل للديمقراطيات للأنظمة التي سفكت دماء شعبها ولا نتفاوض معها وأيام الأسد باتت معدودة لأن يديه تلطخت بالدماء، دماء داعش وجبهة النصرة وانصار الشريعة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع.. وأنتم أيها الثوار ويا قادة التحرير المناطقي ماذا فعلتهم بشعوبكم واوطانكم.. قتل بالجملة، وتهجير بالملايين، دمار شامل وبجيوش عربية وامريكية وبريطانية واسرائيلية، وبخطاب فتنة وكراهية وتمزيق لم يسبق له مثيل بالتاريخ القديم والمعاصر وحتى المستقبل . وهل بعد ذلك سيحكم هادي اليمن ومن صنعاء أو تعز ومأرب وحتى عدن، وينسحب ذلك على البقية الباقية، أنتم ما أنتم سوى أحصنة خشبية كحصان طروادة لتمكين العدو والاعداء من تمرير مشروعه الاستعماري الجديد للشعب والوطن العربي، وكما اسلفنا بالسابق بالتكرار يتعلم الحمار، وما تعلم الحمار.. والعبد يقرع بالعصا ليفهم.. وما فهم العبد المخصي العقل والرجولة وبالعزة والوطنية.. والسبب الحقيقي للقوم بأنهم يعتبرون أنفسهم مسلمون والبقية كفار وامريكا وبني سعود مسخرين لهم، تماماً كما يعتبر اليهود الصهاينة بأنهم شعب الله المختار وامريكا وبني سعود والاخوان والوهابية التكفيرية والعملاء والمرتزقة والخونة مسخرين لخدمة شعب الله المختار اليهود الصهاينة . والله سبحانه وتعالى وبالحق ينصر الفئة القليلة المستضعفة ويظهرها على القوم الكافرين الظالمين المنافقين، فقد نصر الطفل يوسف الصديق عليه السلام على اخوانه من بني اسرائيل بعد أربعون سنة، وكذلك انتصرت الطفلة مريم بنت عمران على كهنة المعبد لبني اسرائيل وكذلك نصر الله عز وجل فتية أهل الكهف على امبراطورية الرومان.. واربعون مقاتل من كل القبائل يحاصرون شخص واحد وينصره الله سبحانه وتعالى ويخرج سالماً، وشعب الأوس والخزرج ينصر رسول الرحمة ليعود بعد 8 سنوات لفتح مكة ويعلن البراءة من مشركي وكفار قريش. والاعمى الفقيد عبدالله البردوني وحده فقط ومنفرداً ينتصر للتاريخ الوطني اليمني الحديث من تاريخ الاستقلال الأول 1915م حتى ما بعد إعلان الوحدة 1990م بالإيجابيات والسلبيات وبدون احراق المراحل الوطنية اليمنية شمالاً وجنوباً ووسطاً، وسطر البردوني بالقول بأن الفئة القليلة الثائرة على الظلم والبغي والفساد تنتصر بالنهاية بالوطنية اليمنية الكاملة، والتي حاول ويحاول وسيحاول العدد من إسرائيل وامريكا وبني سعود وملحقاهم من النيل منها بتاريخ طويل من الاستهداف وبمفردات ثورة 1948م بالاخوان والانجليز، وثورة 1955م بالامريكان حسب البردوني، حتى وصلنا ثورة الربيع الصهيوني بالواقع المعاش ثورة وتحرير مناطقي وحق تقرير المصير والتمزيق والتقسيم وقضم أرض اليمن والعرب للاعداء وبإسم الحرية والديمقراطية. ومن ليبيا الجريحة بميليشيات بني سعود واولاد زايد وبني خليفة وبإسناد ودعم صهيوني أمريكي، خرج من كان من الثوار ومن على شاشة “قناة فرانس 24” من يهتف بالقول “عسكري وطني ولا للديمقراطي الخائن” وحدهم فقط أتباع السلفية الوهابية التكفيرية من الاخوان وداعش يناصبون الجيش والقطاع العام العداء.. وأنصار الله واللجان الشعبية تصارحت وصالحت الجيش بعد حروب ستة وللدفاع وحماية الشعب الواحد وصيانة مكتسبات الشعب اليمني وآخرها كان البنك المركزي اليمني، وهناك فرق بين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الوطنية وبين المقاومة الجنوبية والشعبية العنصرية المناطقية وبتحالف جيوش العالم، إنهم الفئة الكثيرة الباغية الظالمة القاتلة المجرمة والمترنحة والمهزومة بالفئة القليلة وبعون الله سبحانه وتعالى.. يا ناصر المظلومين والمستضعفين وكما نصرت الطفل يوسف عليه السلام، والطفلة مريم بنت عمران عليها السلام ،وكما نصرت رسول الرحمة للعالمين، أنصر أهل اليمن من شعب الأوس والخزرج والمرابطين في ساحات وجبهات القتال ضد أعداء الانسانية والاسلام والمسلمين والعرب، اللهم إنصرنا على بني سعود ومرتزقتهم اللهم أظهرنا على أمريكا، اللهم أنصرنا على الصهاينة المحتلين لفلسطين، قادر ياكريم . ولكم أيها القوم الظالمين لن نقول أكثر مما قال الله سبحانه وتعالى أن الله لا يهدي القوم الظالمين، فالذل والخسران والهاوية من نصيبكم في الدنيا قبل الاخرة، إلا من رحم ربي بالتوبة النصوح، ولا إله إلا الله محمد رسول الله.. ولله العزة والمؤمنين

 بقلم/  جميل أنعم

#مجزرة_سوفتيل