تعز العز

الانصار وبني أمية العصر

بقلم / مصطفى المغربي
دوما وبقناعة تامة أتجنب الكتابة عن اسقاطات الصراعات القائمة على كافة حقب التاريخ الاسلامي لأني أمقت الطائفية وأبغض هذا الموروث الذي يعد في نظري مجرد أعادة ذكره لايجدي سوى بث البغضاء بين المسلمين اليوم ،
ولكن للأسف صور (حلاج تعز ) المصلوب فواز عبدالله راشد وبشاعة جرائم الذبح والسحل والاحراق السابقة في اليمن علاوة على مذابح التنظيمات الارهابية في العراق والشام وليبيا دفعتنا للكتابة عن هذا الامر مكرها أيمانا منا بضرورة التنوير ووضع الايدي على الجراح مهما كانت الألام ،
كما أن تتبعنا للمجازر التي يرتكبها المضللين من معتنقي الفكر الوهابي في عصرنا هذا بشتى بقاع الجزيرة العربية تحت أسماء تنظيمات مختلفة (كداعش ، القاعدة ، جبهة النصرة ، أنصار الشريعة وانصار العقيدة ..) هو مادفع بنا الى أعادة الذاكرة بمطالعاتنا في حقبة حكم بني أمية التي تؤكد أن جزيرة العرب تعيد صياغة ذالك العصر من جديد لعصرنا الحالي وذلك من خلال ماتشهده العراق وسوريا واليمن من أبشع مجازر لم يشهدها التاريخ الاسلامي سوى في عهد بني أمية الذين مثلوا داعش العصر وأخواتها ببشاعتها وبكل ماتحمل من معاني البشاعة أبتداء بمجازر القتل الجماعية في حق من يعارضهم الملك وفي حق من يناصر اهل البيت ،
ولن أتحدث هنا عن كربلاء أبي عبدلله الحسين رضي الله عنه حتى لانتهم بالتحيز لطرف معين،
ولكن سنورد ماحاق أولاد حواري رسول الله ومناصيريهم، فأسطورة قطع الرؤوس والصلب لم نكن نعلم عنها سوى بمحتوى كتب التاريخ الاسلامي، فمقتل مصعب بن الزبير مع ستة الف من اتباعة ثم حز وقطع رؤسهم من قبل موالي بني أمية ونصب تلك الرؤوس على الرماح فيها من البشاعة المتصورة بمخلية القارئ دون أن يرى صور فوتغرافية لهذا المشهد ، وأشد من هذا المشهد بشاعة أرسال رأس ابن حواري رسول الله مصعب بن الزبير الى مكة ورميه في حضن أمه الضريرة ذات النطاقين اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهم جميعا ، كما أعاد مولى بني امية الحجاج بن يوسف الثقفي الكرة بقتل الذاكر الزاهد العابد عبدالله بن الزبير وصلبه على باب الحرم المكي لعدة أيام بعد حصار هذا المولى لمكة وأحراقه الكعبة المشرفة وهدمها بالمنجنيق ، وفي عصرنا الحالي ماترتكبه التنظيمات الارهابية المذكورة أنفا و الخارجة جميعا من عباءة وهابية بني أمية العصر ليست ببعيدة ولجدير بنا جميعا الوقوف عليها بتمعن، فكل المجازر الجماعية التي ارتكبتها هذه التنظيمات في العراق بحق عشرات الألاف من العراقيين وكذلك أبناء سوريا (الشام) علاوة على التجارة بنساء اليزيدين من ذلك نجد أن تحرك خوارج هذا العصر (تنظيم الدولة داعش) يكاد يتحسس خطى أجدادهم الخوارج من حيث المكان مع أختلاف الزمان ومن المعلوم أنهم أي الخوارج قد خرجوا من عباءة بني أمية فهم الوليد غير الشرعي الذي كانت تحميه أمه وتعطف عليه ولكنها تقتله أذا حاول الفتك بها وقد فعلت ، وكما هوحال التنظيمات الارهابية العصرية التي تعد في الحقيقة وهابية المنهج والفكر والتمويل والرعاية وأيضا بالمثل تتعامل معهم الام الراعية كأولاد غير شرعيين فلا تعترف بهم كأولاد لها وذلك خوفا من الفضيحة كونهم نتاج علاقة محرمة ولكنها في نفس الوقت ترعاهم وتهتم بهم ورغم ذلك من الممكن ان تفتك بهم وتدوس عليهم أذا شكلوا خطرا على كرسي حكمها بالمثل كما عامل بني أمية لقيطهم الغير الشرعي (الخوارج)،
خلاصة الامر أن جرائم القتل وحز الرؤوس والصلب التي أصبحنا نشاهدها بشكل مستمر على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي ليست سوى موروث أموي خارجي يعيد صياغة نفسه من جديد بجلباب الوهابية التكفيرية،
وهو الامر الذي يجعل من حركة انصار الله رغم أيماني بها كحركة ثورية يمنية فحسب فهي بنظري على الاقل حركة أنصارية لامذهب لها وأرى وجوب التمترس معها كحركة مخلصة ومخلصة فقط تقوم على أساس مكارم الاخلاق ولا شئ غير الاخلاق ، فهي حركة أنصارية أخلاقية يجب أن يلتحق بركبها ويتعلق بعراقيبها كل مسلم يريد الخلاص من خوارج وأمويي هذا العصر (حاززي الرؤوس وصالبي الجثامين) فدين الاسلام هودين تراحم ورحمة وتقديس لحياة الانسان وحرمة دمه كما جاء برسالة النبي الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين .

بقلم / مصطفى المغربي

#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85