تعز العز

أمراء النفط .. والربيع العربي.. فاقد الشيء .. يعطيه.!

في ذروة تغني “الجزيرة” بـ” ثورة الياسمين” “2011م” في تونس كتب الشاعر القطري “محمد الذيب” “قصيدة الياسمين” فحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة إهانة صاحب الجلالة.!

وعندما كانت “العربية” تبث كرنفالات “الربيع العربي” بكل حماس ثوري خرج مواطن سعودي ليتظاهر على إيقاعات قنوات بلده.. ولم يعد الرجل إلى بيته حتى اليوم!.

فاقد الشيء لا يعطيه.. بلدان وشعوب هذه الأنظمة الشمولية القرسطية التي تشبب للحرية والثورة والشرعية وحقوق الإنسان.. في البلدان الأخرى، هي أحوج بلدان وشعوب العالم، ولو للحد الأدنى من هذه القيم القيمة!.

الدستور في “مدن الملح” شيطان والديمقراطية كفر والمدنية شذوذ جنسي.. ومع ذلك يفرض أمراء النفط البدوي رغباتهم في صياغة تفاصيل الأحلام والتطبيقات الدستورية الديمقراطية المدنية في بلدان الجوار!.

التظاهر هناك جريمة، والاعتصام تمرد، والثورة خيانة عظمى.. ومع ذلك يطالب ملوك آخر قلاع الأنظمة الكهنوتية المطلقة في العالم، بتغيير رؤساء الأنظمة الجمهورية الأخرى في المنطقة!.

طالبوا، ويطالبون بالحقوق السياسية للشعب المصري، ورعيتهم أحوج من الشعب المصري في العصر الفرعوني للحقوق الطبيعية، من قبيل حقوق حرية اللباس، وحق المواطنة، وحتى حقوق السجن والمحاكمة العادلة!.

طالبوا، ويطالبون بالحريات للشام والعراق.. وإماراتهم البدوية بحاجة لمئة عام، لتصل إلى الحريات المكفولة، والتي كانت مكفولة في الشام والعراق، قبل ألف عام.!

لا يسمحون في بلدانهم حتى بانتخاب رؤساء الفصول الدراسية، ويطالبون بانتخاب رؤساء الجمهوريات المغضوب عليها.!

لا يسمحون للمرأة في بلادهم حتى بقيادة السيارة، ومع ذلك يحاول “آل سعود”، فرض رأيهم بالقوة في اختيار قيادات لبنان واليمن.!

وآل ثاني – أي والله آل ثاني مُلّاك قطر-يعترضون على شرعية رؤساء لبنان وسوريا والعراق واليمن.. ونظامهم الملكي المطلق، لا يجري حتى تداوله بالتوريث التقليدي من قِبل الآباء للأبناء، بل بانقلاب الأبناء على الآباء.!

فنتازيا هابطة تطفح بالمفارقات.. هذا الانفصام السريالي الرديء، يجسد إحدى أسوأ تجليات سخرية الأقدار، وتراجيديا هزليات التاريخ العربي!.

امبراطوريات مالية وإعلامية هائلة ليس لديها من رسالة في الحياة غير تلويث الحياة السياسية والوعي السياسي والأخلاقي للشعوب، وإفساد الأنظمة الجمهورية، والتجارب الديمقراطية والتجارب الثورية في المنطقة..

وفي الأخير ليس في حوزتهم من بديل، ليس لديهم ما يقدمونه للعالم، ولا لتلك البلدان والشعوب المتضررة غير “الإرهاب”.

هكذا غطت الجزيرة والعربية وعشرات القنوات والإذاعات ومئات الصحف الخليجية ما أسمتها “ثورات الربيع العربي” في سوريا وليبيا والعراق.. وصولا إلى “داعش”.

لقد نجت مصر وتونس بأعجوبة، ربما مؤقتا من  حفلات الجنون الثوري المتوحش للربيع العربي وكانت اليمن قد خرجت منه بدون أضرار جسيمة لتبدأ “عاصفة الحزم” أملاً بأن ينجح التدخل العسكري، فيما فشل فيه التدخل السياسي والتثوير الإعلامي، من تمكين داعش في اليمن بشكل كامل.!

بقلم : د. صادق القاضي

#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز