تعز العز

سؤال التخلف والاختلاف في خطاب السيد حسين الحوثي..

سؤال التخلف والاختلاف (كعمليتين متلازمتين )هو السؤال المركزي في مشروع السيد حسين الحوثي ,هل القران هو مصدر هذا السجال الديني والتناقض العقدي والفوضى التشريعية التي تقوض الاجتماع السياسي والاستقرار النفسي والفكري للمسلمين ؟ في مقاربته لهذه القضية ينطلق السيد حسين من تصحيح تعريفنا للنص الديني او القران هل هو نص ام خطاب ؟ موضوع واسع وكبير لكن نشير بشكل موجز الى قضية مهمة وجوهرية يؤكد عليها السيد حسين , هي ان القران ليس نصا فلسفيا او نظريا للتأمل الديني من خلال اليات التأويل التراثي و المناهج المتعدد لقراءة النص , بل خطاب بما يعني الخطاب من عملية تواصلية تتضمن مرسل ورسالة ومتلقي الاضلاع الثلاثة في فهم الخطاب ,وهو ايضا خطاب فعل او خطاب إرشاد وتوجيه او خطاب تعليمي والخطاب التعليمي او الارشادي بطبيعته خطاب عملي بين لا يحتمل اللبس يتلقى فيها المخاطب رسالة واضحة فهو خطاب عمل وليس نص رأي , و بما ان القران خطاب هداية خطاب ارشاد وتعليم خطاب للفعل فلا يمكن ان يكون الخطاب القرآني مصدر سوء الفهم لأنه معيب في حق الله تعالى وفي حق الرسول ان يخاطبنا بخطاب ملتبس او يوجهنا للعمل بلغة لا نفهمها . المتلقى على عهد النبي كان يسمع كلام الله وكلام النبي ليعمل بها او ليطبقها في واقعه ,اي ان الله لم ينزل القران كنص فلسفي للتأمل النظري يخضعه القارئ لأليات التأويل ومناهج القراءة ذات المرجعات المتعددة والمتناقضة. يعتقد السيد حسين ان التراث بمفهومه الواسع اليات التأويل ومناهج قراءة وتحليل النص رموز وتيارات دينية تحولت لسياجات معرفية تحول بيننا وبين فهم خطاب الله لنا في القران والاجتهاد بالمفهوم التراثي كعملية تفاعلية بين النص الديني والمجتهد حول القران لمدونة قانونية أفقدته رمزيته كخطاب هداية الهي , وفتح الباب على مصراعيه لتناقضات الاجتهاد الفردي وخلق فوضى تشريعية تنفى واقعية المضمون الاجتماعي للخطاب القراني وتقوض الاجتماع السياسي والاستقرار النفسي والفكري للمسلمين . ,وعندما سئل عن طبيعة نشاطه رفض ربطه باي تعريفات سلفية مذهبية او تعريفات احيائية معاصرة سواء الخمينية او الاحيائية الزيدية او الشباب المؤمن . الحوثي يرى ان يكون التعامل مع القران-بالمفهوم السابق- مباشرة بعيدا عن اي وسائط سلفية معرفية او كيانية او شخوص او ما يسميه المفكر التفكيكي هيدجر “حرق التراث او حرق المكتبات ” ولا يرى ان هناك نموذجا سلفيا فوق تاريخي قابل للإسقاط العابر للزمان واكثر من ذلك يرفض امكانية وجود نموذج سلفي لان الاسلام بطبيعته مشروع حركي ومتجدد من خلال علاقة تفاعلية بين النص والواقع تعيد انتاج الواقع في حركته المستمرة ,اضافة لدور ووجود قيادة اخلاقية مسددة في الترجمة الاجتماعية للخطاب القرآني و الإيناس إلى الحق والقدوة الحسنة التي تفتح السلوك الاجتماعي والأخلاقي والسياسي للمؤمن على أفق واسع من التسامي ,ومعالجة الفجوة بين الخطاب القرآني والتطبيقات العملية.
عبد االملك العجري
#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز