تعز العز

مجاميع مرتزقة العدوان وممارسة القتل والنهب اليومي في تعز

تقارير – 03 ديسمبر

تحولت المناطق والأحياء الواقعة تحت سيطرة مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي، في تعز، إلى مسرح لكل أنواع الجرائم ضد المواطنين، والتي تمارسها عناصر الجماعات التابعة لحزب الإصلاح والتكفيريين والتنظيمات الإجرامية.

وأصبحت تلك الممارسات في الواقع عمل يومي لعناصر المرتزقة، الذين يقتلون من يشاؤون وينهبون كل المنازل والمحلات التجارية والأسواق الواقعة في المناطقة الخاضعة لسيطرة المرتزقة، ومع تعالت الأصوات بشكل غير مسبوق من قبل نشطاء ينتمون للتيار نفسه، بعد أن أصبحت تلك العمليات تطال الجميع حتى ممن يقفون وينشطون في صفوف العدوان.

ما يتم نشره عبر صفحات الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل نشطاء المرتزقة بشكل يومي، يكفي لرسم الصورة القاتمة لسلوك تلك العناصر التي تعمل لصالح العدوان، وكذلك لتوضيح المعاناة المستمرة التي يكابدها المواطنون والتجار والباعة المتجولين، والأخطار اليومية التي تتهدد حياتهم وأموالهم.

في تعز لا يقتصر الأمر عند ممارسات مرتزقة العدوان بحق المواطنين من قتل ونهب وسرقة وتقطع، بل إن الحالة المزرية تتجسد في صفوف الجماعات التابعة للعدوان والتي تكشف الأخبار الواردة من هناك أن ما يجمع تلك العناصر هو التبعية لقوى العدوان، وما يفرق بينها هي الأطماع والرغبة بجني الأموال عن طريق تدمير تعز أو إرهاب أهلها.

الأطفال والضعفاء في قائمة ضحايا مرتزقة العدوان في تعز

لا يكاد يمر يوم، دون أن تأتي أخبار من تعز، تفيد باستشهاد أو إصابة طفل، فحياة الأطفال تختطف من قبل مرتزقة العدوان بشتى الطرق، وبينها ما يتم ببرود شديد، كما حدث مع الشهيد الطفل “عبدالله نشوان سلام” وعمره 6 سنوات، والتي شيعه سكان حي المسبح عصر الثلاثاء، كما تفيد الصور التي وثقها الأهالي هناك.

وتطابقت روايات سكان حي المسبح مع روايات نشطاء المرتزقة في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يخص مقتل الطفل عبدالله. تقول الروايات أحد الأطقم العسكرية التابعة للمرتزق “عارف جامل” المعين من قبل قوى العدوان وكيلا لمحافظة تعز، كان يقوده بسرعة جنونية المرتزق “محمد عبدالعزيز الفضلي” في حي المسبح وقام بدهس الطفل “عبدالله” بصورة بشعة أدت لوفاته على الفور، ليواصل الطقم طريقه دون أي مبالاة لإزهاق روح الطفل الذي ترك في الشارع مفارقته للحياة.

وعلق أحد نشطاء المرتزقة على الحادثة بالهجوم على المرتزق “عارف جامل” قائلا “طقم عارف جامل دهس الطفل عبدالله نشوان قاسم سلام. كان يسير بسرعة جنونية، فهذا الوكيل يتعامل مع (الشرعية) كغنيمة وفيد ولم يجد احدا ليقول له قف”.

ومن قضية الطفل عبدالله، إلى قضية أخرى استهدفت حياة مواطن بسيط، يبحث عن قوت يومه، وسط مجموعة من المجرمين الذين لا يرون أي قيمة لحياة الانسان، ولا حرمة للدماء البريئة، وهذه المرة تقدم عناصر المرتزقة على قتل حارس سوق تجاري في إحدى المناطق الواقعة تحت سيطرة المرتزقة.

وكالعادة، بدأت هذه القضايا بالظهور للعلن مع ارتفاع أصوات النشطاء الموالين للعدوان الذين باتوا هدفا لتلك العناصر، حيث نشر عدد من أولئك النشطاء نبأ قيام القائد الميداني في صفوف المرتزقة ويدعى “العزي الوصابي” بقتل حارس مركز المهيوب التجاري الواقع في شارع 26 سبتمبر وسط مدينة تعز.

وكتب وهاج المقطري، أحد نشطاء مرتزقة العدوان، في صفحته بموقع “فيسبوك” قائلا إن القيادي المرتزق الوصابي قام بقتل “حارس مركز المهيوب داخل مستشفى الصفوة بدم بارد وخرج من المستشفى وكأن شيئا لم يكن”.

عصابات العدوان تنهب المحلات وتحتل مؤسسات الدولة

يوم الثلاثاء الماضي كباقي أيام المناطق الخاضعة لسيطرة المرتزقة في تعز، حيث ينتظر سكانها بشكل يومي ما الذي سيلحق بهم من أذى أولئك المرتزقة الذين لا يستثنون أحداً من إجرامهم؟ ففي شارع التحرير الأسفل بمدينة تعز يروي أحد نشطاء المرتزقة في مواقع التواصل أن مجاميع مسلحة تابعة لاحد القيادات الميدانية، قامت بفرض أتاوات جديدة على أصحاب المحلات هناك، لتنشب بعد ذلك اشتباكات أدت إلى إغلاق الشارع والمحلات التجارية.

وبحسب رواية ناشط يدعى “طارق بن صغير العبسي”، التي نشرها في صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، فقد قامت مجموعة مسلحة تابعة للقيادي المرتزق “غزوان علي عبدالله المخلافي” بإجبار أصحاب المحلات على دفع 500 ريال بدون وجه حق وعندما وصلوا إلى محل “الحور للذهب” رفض عمال المحل الدفع، فقام المسلحون بتصويب بنادقهم باتجاه العمال، فقام حارس المحل بإطلاق النار عليهم وأصاب أحدهم”.

ويضيف أنه وبعد وقوع الحادثة حضرت جماعة مسلحة تابعة للمرتزق “عدنان رزيق” قائد ما يسمى “كتائب حسم” والتي بدورها قامت باعتقال عمال المحل وكذلك المهاجمين. وبعد ذلك اتضح أنه تم إطلاق المسلحين المعتدين على المحلات بعد الحادثة بوقت قصير، فقد عادوا إلى محل الذهب وقاموا بإطلاق النيران على المحل وأغلقوا الشارع بالكامل.

في حادثة أخرى وإلى جانب قيام أتباعه بدهس طفل في حي المسبح، فقد قام المرتزقة التابعين للقيادي المرتزق “عارف جامل” باقتحام مخازن مؤسسة الاسمنت بمنطقة الاجينات وقاموا بتحويلها إلى سوق للقات.

ويقول أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من الموالين للعدوان السعودي الأمريكي في صفحته بالفيسبوك أن مجاميع تابعة للمرتزقة عارف جامل قامت “باقتحام مخازن مؤسسة الاسمنت بالاجينات وتحويلها الى سوق قات تابعة له”.

نهب المنازل سلوك يومي للمرتزقة

تمثل أعمال نهب المنازل التي يقوم بها عناصر المرتزقة في تعز، واحدة من أكثر الجرائم حدوثا بشكل يومي في تعز، فتلك العناصر لم تعد مجرد أدوات بيد العدوان بل إن لها سوابق في الاجرام والسرقة، ولذلك فهي لا تفرق بين منازل الموالين للعدوان أو الرافضين له، بل إن الصراخ الأكثر ارتفاعاً ينطلق من أفواه الموالين للعدوان الذين يشتكون بشكل يومي من تعرض منازلهم للنهب.

في حي كلابة بتعز دخلت عصابات المرتزقة أحد المنازل وقامت بنهب جميع محتوياته ولم تبق على أي شيء بداخله بحسب ما تحدث مالك المنزل.

ويقول “عارف أبو ريان الزمر” صاحب المنزل “قضينا في الغربة خمس سنوات وبنينا بيتاً في حي كلابة وقمنا بتأثيثه تمهيداً للزواج، فقامت عناصر ما يسمى “المقاومة” بكسر أقفال المنزل ونهبوا كل محتوياته حتى أنهم لم يبقوا على مسمار واحد. ويضيف صاحب المنزل قائلاً “لمن نشتكي؟ ليس هناك سوى الله يعوضنا”.

مواجهات المرتزقة تؤرق سكان المدينة

في الوقت الذي تقوم به التنظيمات التابعة للعدوان بالاعتداء على المواطنين وازهاق أرواحهم ونهب المنازل والمحلات التجارية، فإنها في ذات الوقت لا تتوقف عن إشعال المواجهات فيما بينها بسبب قضايا تتعلق بالأموال والنفوذ، فأسواق تعز الواقعة في مناطق سيطرة المرتزقة شهدت العديد من المعارك التي كانت نيرانها العشوائية تزهق أرواح المدنيين.

وفيما بينها تقوم فصائل المرتزقة بالاعتداء على بعضها البعض، حيث يقول أحد نشطاء المرتزقة أن أفراداً يتعبون القيادي العسكري المرتزق “عدنان حمادي” قاموا يوم الثلاثاء الماضي باختطاف قيادي مرتزقة آخر والمعين من قبل قوى العدوان مديراً لأمن مديرية المعافر.

أحد نشطاء المرتزقة في تعز كان هو هذه المرة أحد ضحايا اعتداءات المجاميع الموالية للعدوان حيث قام المرتزق “سلطان القيسي” وهو من أتباع القيادي الإصلاح الفار “حمود المخلافي” بالاعتداء على الناشط الموالي للعدوان “فهيم المخلافي”.

ويروي المخلافي بنفسه حادثة الاعتداء عليه قائلاً: “أنا فهيم عبدالغني عبده علي المخلافي ساكن في وسط مدينة تعز بالتحرير الأسفل، حيث تعرضت إلى عملية اعتداء سافر من المدعو “سلطان القيسي” و هو مدير قسم الوحدة خلال مصادفتي له وأنا خارج من منزلي وبدهشة طلب مني اطلع فوق الطقم دون أي مسوغ”.

ويضيف قائلاً: ” قام المدعو عندما رفضت الصعود فوق الطقم، بالاعتداء بالضرب المبرح على شخصي وتعرضت للطم، وتهديد السلاح وكأننا في زمن الاستعمار، حيث استقوى المعتدي بالسلاح الذي يحمله”.

أما أحد المصورين الذين يعملون لصالح فصائل المرتزقة في تعز، فقد تعرض هو الاخر للاعتداء والتهديد بالقتل للامتناع عن التصوير بحجة أن ذلك حرام شرعا.

ويقول المصور “أكرم الراسني” في صفحته الشخصية “تلقيت تهديد بالقتل والذبح أثناء تصويري في مستشفى الصفوة صباح (الاثنين) من قبل أحد المسلحين والسبب أنه يقول أن التصوير حرام وكفر”.

ويكشف المصور أن الذي قام بتهديده يدعى “ظافر الجنداري” وهو من أتباع التكفيري وقائد جبهة المرتزقة شرقي تعز المدعو “أبو العباس”.

القباب والأضرحة .. تدمير ممنهج لتاريخ تعز

في كل المناطق التي تسيطر عليها مجاميع مرتزقة العدوان، تكون القباب والمساجد والأضرحة أول أهداف عناصر المرتزقة الذين يقومون بطمس هوية تعز وتدمير آثارها الدالة على تاريخها العريق.

وضمن هذا المسلسل قامت مجاميع مرتزقة العدوان بتفجير “قبة الطفيلي” الواقعة في منطقة “مقبرة حسنات” بمديرية صالة في تعز.

وتأتي هذه الحادثة بعد أسابيع من عملية إجرامية أخرى قامت بها مجاميع مرتزقة العدوان عندما أقدمت على تفجير قبة “عبدالهادي السودي” والتي يعود تاريخها لمئات السنين.

مرتزقة العدوان مجاميع من المجرمين وأصحاب السوابق

وأمام هذا الكم الكبير من الجرائم التي يرتكبها مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي بحق أبناء تعز وممتلكاتهم، يحاول القيادي بحزب الرشاد السلفي محمد طاهر أنعم وهو مناهض للعدوان، بتفسير أسباب سلوك تلك العناصر الإجرامية.

ويقول أنعم “عشرات الآلاف من أبناء تعز يرزحون تحت حكم ميليشيات المقاومة المفسدة في المدينة، ولا يملكون حيلة للتخلص منهم، ولا يسمح لهم حتى بالشكوى والتسخط”.

ويضيف قائلاً “معظم “ميليشيا المقاومة” بتعز هي عصابات عاطلين عن العمل وشباب بلطجي وقتلة يعرفون أن أي صلح أو إيقاف للحرب هو قطع لارتزاقهم وعودة لماضيهم المعدم”.

ويتابع القيادي أنعم قائلاً أنه “بعد ٢٠١١ ضج الناس من سرقات عصابات قادمة من المخلاف، وسرقاتهم للسيارات وبلطجتهم على الناس والمحلات بحجة أنهم حموهم أيام الثورة مع حمود سعيد المخلافي”.

وأضاف القيادي السلفي “اليوم يتكرر ذلك الوضع وأسوأ بكثير، فالبلطجة ليست خاصة بفاسدي المخلاف، وإنما محششي المدينة القديمة، وصعاليك الجحملية، وهاربي السجن المركزي”.

كما انتقد القيادي أنعم النشطاء الإعلاميين المواليين للعدوان قائلاً إنهم يتجاهلون “الأذى الشديد الذي يتعرض له أبناء تعز من ميليشياتهم، والهروب عن مقارنته بالأمن في الحوبان” حيث يسيطر الجيش واللجان الشعبية.

في ظل وجود مجاميع مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي في بعض أحياء مدينة تعز، فإن سكان تلك الأحياء سيظلون تحت وطأة إجرام تلك العناصر، وستظل حياتهم عرضة لخطر يومي يتحقق كل يوم، في وقت يتوجه أبطال الجيش واللجان الشعبية نحو تطهير تلك المناطق وتأمين الأحياء وتخليص سكانها من تلك العناصر التي لم تراعي أي حرمة لدماء الناس وأعراضهم وأموالهم.

إبراهيم السراجي

#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز

 

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85