تعز العز

كسر الزحوفات الإعلامية!!

لعله عنوان غريب.. سيقول أحدكم مستغرباً لم يسبق لنا أن سمعنا عن زحف ٍ إعلامي وعن كسر ذلك الزحف !!
فما نعلمه هو الزحف العسكري الذي نسمع عنه بشكل يومي في عدد من جبهات المواجهة مع العدو…هذا ما نفهمه *فماهو الزحف الإعلامي؟ !!*

*أعزائي:* مايجب أن ندركه ونفهمه عن وعي وبصيرة ، هو أن ميادين المواجهة مع العدو ليست فقط في ميادين المواجهات المسلحة العسكرية ، الميادين اشمل والمواجهة أوسع .

و ميادين المواجهة العسكرية ليست إلا جزء لا يتجزأ من ميادين المواجهة وليست كلها.

(مثلاً )ميادين الحرب الإقتصادية فهي ميادين مواجهة مع العدو ..وابسط واقرب مثال على الحرب الإقتصادية هو قرار نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن، وسحب السيولة من السوق والحصار بقصد التضييق اقتصادياً على المواطنين .

ومن ميادين المواجهة أيضاً مع العدو المتنوعة تأتي *الجبهة الإعلامية* ، جبهة فيها المواجهة شرسة وخطيرة جداً ، وفيها يجب ان يتحلى المجاهد الإعلامي بالإيمان والوعي والقول السديد.

في هذه الجبهة ينفذ العدو زحوفات يومية *(حرب إعلامية يومية)* تتمثل في بث الأراجيف و ترويج الكذب الإعلامي الذي يستهدف نفوس المواطنين مباشرة ً.

وللأسف فالكثير من الناس يسقطون ضحايا لتلك الزحوفات.

*اعزائي..* الأمر غاية في الأهمية، فمواجهات جبهة الإعلام تتميز عن المواجهات العسكرية في التالي :

أن ميادين المواجهات العسكرية يكون حدودها الخطوط الامامية للتماس بين الجيش واللجان الشعبية ومن الطرف الآخر قوى الاحتلال والمنافقين.. وبفضل من الله يتم كسر زحفاتهم هناك بعيداً عن الناس.
وهي حرب لا يشترك فيها عملاء العدوان في صنعاء وغيرها من المناطق التي لم تصلها المواجهات العسكرية .

*أما المواجهات الإعلامية فتكون ميادينها (المدن والقرى والاحياء والحارات والبيوت والاسواق ..الخ ) .*

نعم فزحوفاتهم الإعلامية والمواجهات تصل الى عمق ديارنا والى الناس من حولنا ، ويشترك فيها عملاء العدوان في صنعاء وبقية المحافظات و المناطق التي يئس العدو من تحقيق اي نصر عسكري فيها .

ولذلك فإن الجبهة الإعلامية جبهة غاية في الأهمية ، يجب على الجميع ان يكونوا جنوداً فيها ، هي معركة وعي وبصيرة ومسؤولية ، يكون علينا جميعاً ان نحصن أنفسنا و الناس من حولنا من تلك الهجمات التي تستهدفهم .

يجب علينا ان لا نسمح لقنواتهم ومواقعهم التي منافذها الشاشات والهواتف في منازلنا ومجالسنا، وان نحذر الناس من متابعة تلك القنوات وتوضيح أهدافها.

يجب علينا جميعاً ان نستمد اخبارنا من القنوات والمواقع الوطنية الرسمية.

يجب علينا أن نتصدى لعملاء العدوان في وسائل المواصلات والاماكن العامة والمجالس ووسائل التواصل الاجتماعي بتوعية الناس ان لا يستمعوا اليهم لإنهم ابواق العدوان.

يجب علينا ايضاً ان نحذر من كيد العدو وماتروجه مطابخهم الاعلامية من اخبار كاذبة ، وان لا نساهم بدون قصد في نشرها قبل ان نتأكد من القنوات الرسمية الوطنية من سلامة الخبر المنسوب اليها ، كي لانروج للعدو ونشارك في زحوفاتهم ونصبح من جنودهم ونحن لاندري.

*أعزائي..* رغم فارق الإمكانيات فيما بين طرفي المواجهة (الإعلام الوطني والحربي ) و (إعلام العدو ومنافقيه ) فإن إعلامنا لا يصد ويكسر زحوفاتهم الإعلامية اليومية فحسب، بل ان إعلامنا يهاجمهم في عقر ديارهم، حتى باتوا امامه عاجزين ، فلجؤوا الى اسلوب الفاشلين المنهزمين بإغلاق القنوات وحجب المواقع وحضر الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي واغلاق حساباتهم.

*وأخيراً*
كي نحافظ على تلك الإنتصارات يجب علينا أن نسهم في نقل الإنتصارات والبشارات للناس والعالم بعد الاستعانة بالله، والمرابطة والثبات في مواجهة زحوفات العدو الإعلامية.

✍بقلم المحامي / عبدالوهاب الخيل