تعز العز

معركة القواصم لا عاصفة الحزم !

يتسائل الكثيرون عن ماهية (معركة القواصم) التي أوردها دائماً على شكل (هشتاق) في كل مقالاتي و هنا أحب أن أوضح بأن معركة القواصم هي التسمية التي إقترحت أنا إطلاقها قبل حوالي العام من الآن على معركتنا هذه التي نخوضها في وجه أعتى عدوانٍ بربريٍ غاشم يضم في جنباته معظم دول العالم تحت إسم (عاصفة الحزم) و ذلك بعد أن وجدت أنه تم إغفال هذا الأمر الخطير جداً و لم يُعطى أي إهتمام من الجانب اليمني كما لو كنا لا نعرف اصلاً ملامح و أهداف هذه المعركة الوطنية التي نخوضها أو أننا في احسن الأحوال قد إرتضينا بأن تدعوها أجيالنا بما أراده العدو أن يدعوها به (عاصفة الحزم) . لماذا يجب أن يكون لنا التسمية و التوصيف و التعريف الخاص بهذه المعركة ؟!
لأنه لو لم نطلق لحقيقة و واقع صمودنا في وجه العدوان التوصيف الخاص بنا و التسمية المناسبة لأضطر المؤرخون فيما بعد على تعريف هذا الحدث تحت العنوان الذي وصّفَه العدو له (عاصفة الحزم) الأمر الذي يجعلهم يولون عناية كبيرة برؤية المعتدي و توصيفاته و تبريراته لعدوانه من منطلق أن تدوينهم للأحداث يقتصر على معركة إسمها (عاصفة الحزم)، و بالتالي سيتجاهلون معظم ما قام به الطرف الصامد في وجه هذه العاصفة، فمثلاً لو لم يطلق المسلمون على المعركة التي دارت في أطراف فرنسا بين المسلمين بقيادة (عبدالرحمن الغافقي) و الفرنجة بقيادة (شارل مارتل) إسم (بلاط الشهداء) لما توقفنا عندها لحظةً واحدةً و بحثنا في نتائجها و أسباب إنسحاب المسلمين منها و لا عرفنا كذلك حجم التضحيات التي قدمها المسلمون من حيث عدد الشهداء و الجرحى و لمر المؤرخون منا عليها مروراً عابراً تحت إسم (بوتيه) كما يطلق عليها الإنجليز أو (تور) كما يحلو للفرنسيين أن يسموها في مصادرهم التاريخية، و من هنا جاءت فكرة إقتراحي للقواصم . لماذا إخترت (القواصم) بالذات كإسم لمعركة اليمنيين في مواجهة العدوان ؟!
طبعاً يعرف الجميع أن قوى العدوان حين أطلقوا عاصفتهم، لم يطلقوها إلا إستضعافاً و إستهانةً باليمن و اليمنيين و لذلك كانوا يظنون أنهم في غضون أيام سيقتلعون كل من يقف في مواجهتهم من اليمنيين كما تقتلع العاصفة جذوع الأشجار الخاوية و لهذا سموها بالعاصفة . لكن ما حصل هو أن (المستضعفين) اليمنيين – كما ظل ينظر إليهم المعتدون في السابق
– لم يكونوا في حقيقتهم كذلك و إنما اثبتوا بصمودهم الأسطوري للعالم أنهم أولو قوةٍ و أولو بأسٍ شديد، فكانوا لا أقول القشة و لكن كانوا الشفرة الماسية الحادة التي قصمت ظهور رعاة الشاة و البعير و تحالفهم معاً، و لهذا فقد أخترت إسم القواصم (جمع قاصمة) عنواناً و إسماً لمعركتنا هذه !
أنا على ثقةٍ تامةٍ من أننا نسير في إتجاه فرض صمودنا على التاريخ و لا ينبغي بطبيعة الحال أن لا يجد التاريخ ما يشير به إليه يوماً فيضطر إلى وأده و نسيانه تحت أنقاض بند (عاصفة الحزم) ! من هنا أدعو كل من يتفق مع رؤيتي هذه إلى تبني هذا الطرح و هذا الإسم (القواصم) كمسمى لمعركة الصمود اليمني في وجه هذا العدوان الغاشم لكي يجد المؤرخون عنواناً واضحاً له، و على الباغي تدور الدوائر .
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي

#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز