تعز العز

الصحف الاجنبية: معركة سوريا شكلت نهاية ’القرن الاميركي’

اعتبر صحفيون أميركيون أن مجريات الحرب في سوريا شكلت نهاية القرن الاميركي، وان عدم دعوة واشنطن لحضور القمة الروسية الايرانية التركية التي جرت في موسكو خير دليل على ذلك. وشدد مسؤول رفيع سابق بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية على ضرورة التخلي عن شعار رحيل الرئيس السوري بشار الاسد. في وقت أكد صحفيون غربيون ضرورة ان لا تنحاز واشنطن الى جانب السعودية واعتبروا ان السياسة الاميركية الداعمة للسعودية في اليمن هي سياسة خاطئة تماما.

* سوريا و نهاية القرن الاميركي

كتب “Richard Cohen” مقالة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”، وقال فيها ان تاريخ عشرين كانون الاول ديسمبر الجاري كان اليوم الذي انتهى في القرن الاميركي، وهو اليوم الذي اجتمعت فيه كل من تركيا وايران وروسيا من اجل تسوية الاوضاع في الشرق الاوسط دون ان توجه دعوة الى الولايات المتحدة لحضور الاجتماع.

وقال الكاتب ان الرئيس الاميركي باراك اوباما “و بكل رضى” اشرف على خسارة النفوذ الاميركي، مضيفاً ان مدينة حلب السورية هي الساحة التي “مات” فيها هذا النفوذ. كما اعتبر الكاتب ان سبب ذلك هو ان “اوباما لم يكن مهتما بالشكل الكافي، ولم يدلي باي تصريح قوي يطالب فيه روسيا وايران بالخروج من سوريا”. وتابع بان اوباما ووراء كل المبررات التي قدمها لعدم التدخل بالشكل المطلوب في سوريا، كان له موقف فيه “برودة عاطفية”، على حد توصيف الكاتب.

الكاتب قال ايضاً ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب ورغم وجود أفكار سيئة جداً لديه، الا انه “يهتم” و”يظهر عواطفه خلافاً لاوباما”. كذلك رأى ان من بين الاسباب التي ادت الى خسارة هيلاري كلنتون بالانتخابات الرئاسية اضطرارها الى الدفاع عن ادارة اوباما “الباردة”.

وزعم الكاتب أن القيادة الاميركية للعالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانت ضرورية من اجل الحفاظ على السلام العالمي، وان “اميركا شاءت أم أبت، كانت شرطي العالم”. وأشار الى ان “هذه القيادة قد زالت الآن، وهو ما يعني ان السلام في العالم سيزول شيئاً فشيئاً”، على حد زعمه.

* على أميركا أن تتخلى عن شعار “رحيل” الرئيس الاسد

كتب المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الـ”CIA” وصاحب الكتاب الجديد “لماذا اميركا تسيء فهم العالم” “Paul Pillar” مقالة نشرها موقع “National Interest” شدد فيها على ضرورة ان تتخلى اميركا عن شعار “ضرورة رحيل” الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال الكاتب ان “سوريا كانت أقرب الى الاستقرار تحت حكم عائلة الاسد، وان صناع السياسة يجب ان لا يصعدوا الحرب بهذا البلد”. و عليه اعتبر ان “المساهمات الاكثر ايجابية التي قد تقدمها الولايات المتحدة فيما يخص سوريا تتمثل بالعمل الدبلوماسي المتعدد الاطراف والذي يشجع اللاعبين الخارجيين على خفض حدة التوتر والذي يدعم كذلك اي تسويات يمكن ان تقبل بها الاطراف في الداخل السوري”.

وتابع بان “العمل الدبلوماسي المتعدد الاطراف يعني الذهاب ابعد من العمل الروسي الاميركي المتشرك وضم اطراف اخرى مثل تركيا و ايران ودول الخليج”، مشدداً على ان “الدافع الروسي للحفاظ على موطىء قدمها القديم في سوريا هو اقوى من اي مصالح اميركية بهذا البلد”.

و فيما يتعلق بالعلاقات الاميركية السعودية شدد الكاتب على ان السياسة الاميركية حيال الحرب التي تقودها السعودية على اليمن هي سياسة غير منتجة اطلاقاً، مشيراً الى ان “هذه الحرب ادت الى وقوع آلاف الضحايا المدنيين  تسببت بكارثة انسانية دون ان تقرب الحل للنزاع”. ونبه الى ان “الولايات المتحدة ومن خلال سياستها اوجدت لها اعداء لاسباب لا داعي لها، مثل جماعة انصار الله”، حسب قوله.

الكاتب أشار الى أن “التركيبة السياسية في الداخل اليمني لا تعد مصلحة حيوية لدى الولايات المتحدة،و بالتالي على واشنطن ان تدعم دبلوماسياً اي صيغة قد تنهي الحرب.كذلك رأى ان اليمن يمثل “احدث عوارض” الدعم الاميركي المطلق و غير المشروط للسعودية.و بينما اعتبر انه يجب الحفاظ على العلاقات مع الرياض بسبب دورها في الكثير من الملفات الاقليمية و في سوق النفط العالمي،اكد بالوقت نفسه ان “ابقاء القادة السعوديين مسرورين و مرتاحين” ليست مصلحة اميركية.كما اضاف ان للسعوديين اهدافاً “تستند على الانقسامات العرقية او الدينية او الخصومات المحلية التي هي ليست اهداف اميركية”.و شدد على ضرورة ان يكون التعاون الاميركي السعودي مشروط بتطابق المصالح.

الكاتب شدد على ان هذه المقاربة المطروحة تنطبق ايضاً على ما وصفه “التنافس بين السعودية و ايران”،  قال “انه من الصعب ايجاد اسباب تدعو الى الوقوف مع الطرف السعودي” بهذا “التنافس”. كما اشار الى ان “التنافس” هذا هو بمثابة ميزان القوة الذي “يخدم المصالح الاميركية من خلال منع صعود مهيمن اقليمي” على حد تعبير الكاتب.

وفيما يخص العلاقات الاميركية مع ايران رأى الكاتب انه “يجب الاستفادة من الاتفاق النووي من اجل التحرك نحو ما اسماه “معاملات طبيعية” مع طهران”. كما اعتبر ان “التعاون بين واشنطن وطهران في ساحات مثل العراق وافغانستان سيكون امراً مفيداً، وانه يجب اتباع نفس مقاربة الاتفاق النووي في حل الخلافات بين الجانبين”. وشدد ايضاً على ان الحاق “الالم الاقتصادي” بايران ليس مصلحة أميركية رغم اللغة التي يستخدمها البعض والتصويت في الكونغرس المؤيد لفرض العقوبات على الجمهورية الاسلامية.

* دور كيسنجر في سياسة ترامب الخارجية

مجلة “Politico” نشرت تقريراً اشار الى ان وزير الخارجية الاميركي الاسبق “Henry Kissinger” “يتموضع ليكون وسيطاً محتملاً” للرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب في مسعى الاخير لبناء علاقة اكثر تعاوناً بين واشنطن وموسكو، لافتاً الى ان “Kissinger” التقى ترامب بجلسات خاصة وقدم مدحاً به في تصريحات علنية.

وأضاف التقرير إن ترامب قد يكون الشخصية النموذجية بالنسبة الى “Kissinger” من اجل تحقيق هدف الاخير بتحسين العلاقات بين اميركا و روسيا، مشيراً الى ان وزير الخارجية الاميركي الاسبق طالما شدد خلال العقود الماضية على ان تحسين العلاقات بين اميركا و روسيا سيعزز الاستقرار العالمي.

ونقل التقرير عن مصادر مطلعة بان ترامب معجب جداً بكيسنجر وكذلك شخصيات اخرى بارزة في الحزب الجمهوري، مثل وزير الحرب الاسبق “Robert Gates” ووزيرة الخارجية السابقة “Condoleezza Rice”، وهي شخصيات لجأ اليها ترامب من اجل الاستشارة السياسية.

 

#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز