تعز العز

من يمتلك القضية .. الهوية ..الوعي ..المشروع . القيادة الواعية والمخلصة  والحاضن الاجتماعي .. فانه يمتلك الانتصار.

 

ولذلك رأينا كم. من ثورات انتصرت وحققت انتصار علي المستوى الشعبي وعلي مستوى استقلال القرار المصيري والسيادي

فكل الثورات اهتمت بالقضية الأساسية وهي تحقيق العدالة الاجتماعية .وإيمان الفرد بأهمية الحياة والمشاركة في تأسيس الدولة العادلة بغض النظر عن تعدد الأقليات الدينية ..لان الثورة العدالة كفلت كل ذلك لكل فرد ينتمي إليها لكن نحن العرب نفتقد الهوية والانتماء ونفتقد الشعور بالمسؤولية والعدالة ..وليس غريبا ذلك ….علينا لأننا أضعناها واضعنا رموزها قبل ألف و أربع مائة عام ….بفعل التضليل الديني الذي مارسته حكام وسلاطين الجور الذين كان دائما يتلبسون اسم الدين وباسم الدين ..ورسخ ذلك في مناهج تربوية ودينية واجتماعية توارثتها الأجيال ….جيلا بعد جيل …

وأصبح المجتمع بفعل هذا المنهج وهذا العقيدة المترسخة قاتل لكل المصلحين قاتل لكل من رفض أو اعترض علي الحاكم أو أراد أن يقوم بإصلاح الاعوجاج نتيجة التبلد الفكري والعقلي ونتيجة تسلط الحكام وفرض سيطرته باسم الله …ونلاحظ القرآن الكريم يكشف لنا حقائق بني إسرائيل وحذرنا من الوقوع في مثلها وما حملوه من نفسيات ..نفسيات متلبسة بالشيطان …والتي أصبحت في العرب وعلماءه نفس القضية ونفس الهوية وترجمت في واقعهم وسلوكهم إلى أفعال ظاهرة في واقع الحياة …فغابت منا ومن واقعنا كل مظاهر العدل والرحمة والإنسانية ..ضاعت في واقعنا كل مظاهر الوعي والاستقامة ..والسلوك والمنهجية وطغت عليه أساليب الشتات والهمجية …وأصبحنا نفتقد إلى هوية جامعه تكشف لنا واقعنا ..حتى في الدستور والقانون والقضاء لبس بلباس بعيد عن هويتنا بعيد عن مسؤوليتنا التي أراد الله لنا أن نكون …..حتى من نثق فيهم كقادة وكعلماء ومصلحين …والذين كنا نعتقد أن ثورتنا ستكون ثورة حقيقية تبني وتعيد لنا هويتنا المسلوبة والمفقودة والمغيبة لإقامة دولة العدل دولة الحق وتعيد رسم الخارطة إلى وضعها الصحيح تعيد لنا حقيقة معية الله ….نراها تقع تحت اسم الدستور والقانون …وهذا ليس فيه الحكمة ان يترك كتاب الله وآياته ونستبدلها بالدستور والقانون صناعة البشر ودعاة الشيطانية باسم المدنية ….وبهذا نعطي الشيطان ولاية باسم دستور البشرية …..

أين أضعنا هويتنا في دهاليز الهوى والنفس والإطماع الإنسانية …العودة.فنحن بحاجة إلى الاستيقاظ من غفلة شيطانية تأسرنا لدعاة الباطل …فأين نحن من آيات الله وثقافته القرآنية ..

هناك بعيد لازلنا نفتقد الوعي بأهمية القضية والمسؤولية والمشروع …ونفتقد الهوية والعدالة الإنسانية ..

والضمير الذي نحمله ..ليس له أي فاعلية …..لأننا مازلنا نجهل الهوية الإيمانية ونجهل الوعي وما هي بالنسبة لنا العدالة والقضية ….

..فالعودة إلى مراجعة النفس ..وتقوى الله والثقة به والعدالة …والتقوى معيار الحكمة ….بكل قضية ..

بقلم الأستاذ / إبراهيم طه الحوثي

#تعز

#جرائم_داعش_في_تعز