تعز العز

ثعبان جرف الحدود

ولله جنود السماوات والأرض..لقد رأينا بأعيننا مخلوقات تقاتل مع المستضعفين، وهذه كرامات وليست خرافات والمؤمن القوي دائما ما يعتقد بالأمور الغيبية.
ثعبان جرف الحدود يعرف قصته كثير من المقاتلين ويصدقه المؤمنين المرابطين ..قصة لا هي من نسيج الخيال ولا هي من العالم الإفتراضي، بل هي واقعة حقيقية حدثت في أرض المعركة في الحدود أثناء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
كان هناك بعض المؤمنين يجاهدون في سبيل الله وحينما يكملون المهمة سواء مهمة اقتحامية اومهمة استطلاعية دائما ما يرجعون إلى إحدى الجروف أو بالمعنى الأصح غار للمكوث قليلا للراحة حتى تختفي الإستطلاعات والطائرات.
إستغفار ..تسبيح ..تهليل ..يكسرون ظمأهم بقليل من الماء، ينظر إحداهما للأخر بعين مليئة بالرحمة ومنذهل كيف وصل إلى هنا هو وإخوته رغم أزيز الإستطلاع وضجيج الأبتاشي ودقة إحداثيات الكاميرات.يضع ثالثهما بندقه ويخلع جعبته ويمد رجليه، والرابع يسند ظهره على صخرة غير مستوية متعرجة، وعساهم يسترجعون ولو قسطا قليلا من الطاقة اعتبار أن الوقت لا يسعفهم.من جانب أخر،
وفي الطرف الأخر من الغار هنالك جندي من جنود الله ثعبان وحكمة الله تقتضي كل شي.
في حقيقة الأمر الغار أو الجرف يعتبر بيتا خاصا حسب رأي الثعبان إلا أنه يسمح للمجاهدين الدخول. يرمقون الثعبان بنظرة سريعة وهادئة غير إستفزازية في الوقت الذي تأتي نظرة مجهولة وغيبية مرتدة من المخلوق الأخر، تارة يتحرك في مكانة بحركة دورانية فينظرون اليه بحذر، وتارة يسكن فيحمدون الله ويشكرون. هكذا أعتاد المجاهدون الأربعة يوما بعد يوم الدخول كلما أنهوا مهمتهم.
وفي يوم من الأيام.. يوم حق له أن يكون يوم.. يوم لا ينساه الأربعة.. ماذا تتوقعون! وماذا ستسمعون!
لابد من مقدمة وصفية لهذا اليوم الإعجازي حتى تتهيج أخي القارئ الكريم وتنجذب وتخنع وتسمع بكل وجدانك واشياءك الحسية منها والملموسة.
إنه يوم تملأه السماء طائرات محلقات وأرضه مدرعات ودوريات .ومابينهما كاميرات حراريات. فجأة يسمع الله الله الله الله ثم دوي رصاصات ممزوجة بالله الله الله الله ثم إنفجارات بقنابل يديوية بسيطة ومازال صوت الله الله الله الله ثم قاذفات كتفية سهلة الله الله الله وتمشيط سريع الله الله الله ثم تفجير الله الله الله في الوقت الذي فيه العدو مرتبك لا يعرف كيف يتصرف، منذهل ومذعور، مدرعاته تتصادم وتدمر، وجنوده تفر وتقتل،
رشاشاته لا تعمل وطائراته تكتفي بالتحليق.مازال الصوت يسمع الله الله الله ولكن بشكل منخفض ومتعب.أنسحب الأربعة حاملين معهم صوتهم المتقطع الثقيل الله هاااه الله هاااه الله هاااه هاااه هاااه .. يمشون وأعينهم للسماء كرة ولأمامهم كرة أخرى..يقترب منهم الجرف.. يبتسمون .. يهمون بالدخول ولكن فجأة ينظرون إلى العجب العجاب..هذه المرة المخلوق الثعبان بسواده وهيبته وضخامته ليس في مكانه..لقد أصبح في مدخل الغار بهيئة نصف مستقيم، فاردا عنقه، فاتحا فمه،
بارزا أسنانه..يطلق تحذيرات! …ماالذي يحدث! يريدون الدخول! الجو يتعقبهم! يا الله! كلام بدون صوت !حلم فظيع.
يقرر إحداهما فتح الطريق غير أن المخلوق الثعبان يأبى لهم ذلك ويرفض.طأطأت الرؤوس ويئسوا ثم غادروا المكان بعشرات الأمتار فما هي إلا لحضات وتتبعها في الحال ثلاث غارات على بوابة الجرف وكأنه لم يكن قد كان.
لا إله إلا الله
هو الله ..هو الله
ثعبان يضحي بنفسه لسلامة المجاهدين ويأتمر بما أمره الله ويقاتل مع المؤمنين..وهو الله.

بقلم/شايف ابوحاتم

#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز