تعز العز

« الـقـرضـاوي » في مسرح اللا معقول!

عند ما كانت قطر تحاول إيجاد مكان لها بِذيل المحور الإيراني، أثنى الشيخ القرضاوي على الشيعة، ودعا بحماس لوحدة المسلمين وللحوار بين المذاهب الإسلامية.

كَفّره الوهابيون حينها، لكنه لم يأبه، بل وأثنى على الرئيس بشار وحزب الله اللبناني كزعماء وقادة للمقاومة الإسلامية لاحقاً، غيرت قطر موقفها من سوريا وحزب الله، فغير الشيخ موقفه منهما، بل وشيطن حزب الله، وأفتى بوجوب الجهاد ضد العلويين في الشام.. كما اعتذر لعلماء الوهابية عن موقفه السابق، منوها إلى «أنهم كانوا أكثر نضجاً منه في موقفه من الشيعة».!
هكذا يتجلى الـقـرضـاوي، كشخصية سريالية، بلا خلفية ثابته، ولا حدود لتأرجحاتها، ففيحين قديؤكد اليوم على حق الإنسان في اختياره دينه، بدون إكراه، وينتقد حد الردة، سيفتي غداً، بمنع الحرية المذهبية، ويقوم بتكفير بعض الطوائف، ويدعو إلى جهادهم.!
حدث هذا بالفعل، في سياق غرائبيات بلا إطار، بحيث لا يمكن تفكيكها دون متابعة حركة البوصلة التي يضعها القرضاوي نصب عينيه.
مع عاصفة متغيرات الربيع العربي، وتبعاً لكواليس الموقف القطري، تغيرت قناعات هذا الشيخ الإخواني، بداية بالدعوة إلى الخروج عن طاعة الحاكم، وانتهاء باعتبار الخروج عن الطاعة بمثابة الكفر.!
عند ما ركب الإخوان موجة الاحتجاجات الشعبية، هتف الشيخ برحيل الرئيس مبارك، كما أهدر دم القذافي بقوله: « من استطاع أن يقتل القذافي فليقتله، ومن يتمكن من ضربه بالنار، فليفعل، ليريح الناس والأمة من شره»!.
لكن عند ما أصبح الحاكم هو مرسي، اعتبر الشيخ طاعة مرسي من طاعة الله، وطاعة السيسي من طاعة الشيطان.!
أكثر من ذلك، وفي سبيل استعادة الإخوان للسلطة، أفتى هذا الشيخ «الوسطي المعتدل» بجواز العمليات الانتحارية، وتفجير المسلم نفسه بالمسلمين الإخرين طاعة لجماعته!
معظلة الشيخ القرضاوي جزئياً، أنه يؤدي وظيفة سلطانية، فهو مكلف برئاسة «الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الاتحاد الذي يمثل أحد الاستثمارات القطرية في مجال الدين والسياسة والإعلام، وأحد الأذرع الدينية السياسية للأمير القطري على الصعيد الدولي.
أما بشكل عام، فمشكلة القرضاوي، أنه كمعظم علماء الإسلام السياسي الراهن، يميل مع السياسة حيث مالت، ومع المال حيث مال، بما يجعل فتاواه تبدو على خلفية المتغيرات السياسية المتسارعة، كنصوص الانفصام وتداعيات اللا وعي في مسرح اللامعقول.!

د/ صادق القاضي 

#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز