تعز العز

البؤرة الحقيقية للإرهاب ؟!

 

سئلني أحد المرتزقة السلفيين عن السر في عدم وجود الإرهاب والعمليات الإرهابية في إسرائيل وإيران والعديد من دول النصارى ؟!

فكان جوابي له بسيط جداً ولا يحتاج لبراءة اختراع .. يحتاج فقط بأن يستخدم المرء منا لعقله وسيجد حقيقة اينما وجدت السلفية وجد الإرهاب والتطرف والحروب والصراعات وتدمير البلدان وقتل وتشريد شعوبها بداية من أفغانستان والجزائر والانتهاء باليمن وحتى لا نتهم بالمبالغة ورمي الاتهامات جزافاً ذات اليمين وذات اليسار كالرصاص الراجع في الأعراس دعوني فقط اوضح لكم موجز تاريخي عن نشأة وعلاقة ونمو تلك الحركات منذ بزوغها وحتى يومنا هذا .

▪️ الاستعمار البريطاني نهاية القرن التاسع عشر قام بتأسيس دولتان لليهود في عمق الشرق الأولى دولة إسرائيل في فلسطين تحكمها حركة صهيون والثانية دولة السعودية في نجد والحجاز تحكمها أسرة بنو مردخاي بن شليمون بزعامة سعود الأول وبالمقابل ساهمت بريطانيا مباشرة بعد وعد بلفور في صناعة التيار الوهابي السلفي كذراع عسكري جهادي لحماية تلك الدولتان حيث كانت أول مهام قامت به السلفية
التقطع للحجيج وقتلهم وسبي نسائهم كما قاموا بهدم قبور الصحابة في البقيع وهدم منزل رسولنا الأعظم (ص) والذي تحول إلى دورة مياة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز فيما حافظوا على قبور زعماء اليهود في خيبر التي نازالت تلقى اهتماماً كبيراً من بنو سعود تحت مبرر أنها تراث إنساني فيما قبور الصحابة ومنزل الرسول هم بدع يجب ازالتها .

▪️ بمجرد أن تحالفت إسرائيل والسعودية مع الولايات الأمريكية انتقلت رعاية الجناح العسكري والمتمثل بالسلفية الجهادية من إدارة الاستخبارات البريطانية إلى إدارة الاستخبارات الأمريكية . وفي أفغانستان بدأ بشكل فعلي ظهور الجناح العسكري للسلفية الحامي الكبير لدول اليهود تحت الإدارة والرعاية الأمريكية فقاموا بعد طرد السوفيت منها بحروب دموية بين الأخوة الأعداء من المجاهدين العرب الذين تم نقلهم من أفغانستان صوب الجزائر والصومال واليمن فعاندت الجزائر والصومال بداية التسعينيات أول حروب الجماعات الإرهابية وشهد اليمن حرباً صيف 94م لكنها لم تستمر طويلاً بسبب احتضان المتطرفون في الإخوان المسلمين للجهاديين السلفيين .

وبمجرد انتشار التيار السلفي وهجرة السلفيين صوب مصر والمغرب وموريتانيا وبريطانيا وأمريكا ظهرت فيها الأعمال والتفجيرات الإرهابية وحين هاجر السلفيين الجهاديين إلى العراق وسوريا وليبيا وتونس عاندت تلك الدول من الحروب المدمرة ولعل خير دليل من باب الأستدلال بأن تركيا التي لم تكن تشهد اعمالاً إنتحارية وتفجيرات إلا عبر الثوار الأكراد لكن بمجرد احتضانها للسلفيين الجهاديين وإرسالهم للقتال في سوريا بدأت تعاني بشكل ملموس من الإرهاب .

▪️ لاحظوا معنا تاريخ بروز الحركات الإرهابية لتتضح من يصنعها ويدرها حيث ظهرت حركة الشباب الصومالي وجماعة الفيس بالجزائر ودول المغرب العربي في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب وحركة طالبان ظهرت في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلنتون وتنظيم القاعدة في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن وتنظيم داعش في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهذه بشهادات القادة الأمريكيين بأنفسهم سواء هيلاري كلنتون أو الرئيس القادم ترامب .

▪️خلاصة الكلام الدول التي لا تتواجد فيها السلفية لا تعاني ولن تعاني من الإرهاب لأن كل الجماعات الإرهابية بداية من الخمير الحمر بشرق آسيا وطالبان بوسط آسيا والفيس بشمال أفريقيا وبوكو حرام بوسط أفريقيا والقاعدة وداعش في الجزيرة العربية وأمريكا وبعض دول أروباء كلهن حركات تتبع التيار السلفي الجهادي ولا تتبع أي مذهب سني أو فرقة شيعية .

 

✍ / عبدالكريم مطهر مفضل