تعز العز

ذاكرة مُرتَزقٌ على أرصِفة أروبا

وبعدَ جولةً له في شوارع براقه كلوحة زيتية على أحدى أرصفة الدُول الأُروبية
باغته الحنين الى الرياح القادمة من ردفان والى غوغائيه أسواق القات والسمك….

شعرَ بوخزات في صَدرِه وكتب من خلال منشور فيسبوكي. “قادمون ياصنعاء”

وصنعاء تلك المدينه العاجيِة المُسلحة بِجبالها ورِجالها

تلكَ المديّنة التي نادتهُ كثيرا عند أول يوم قصف

وبوجه مشربا بالدم تَوسلتهُ صنعاء.. فلم ينظر ولم يسمع أيضا

كانت عيناه مشربة بالحِقد والوهم…
حقده على ذلك الفصيل سياسي
وسِباقهُ الطويّل في مِضمار الخيانة والعمالة والإرتزاق

أمطار دم ….صراخ أطفال ….تساقط بيوت ومنشأت….عِدواناً على الهَوية

ولكنه كان أصمٌ كانت أذنيهِ هنالك عند أخر عاجل على قنوات الجزيرة

وعِندما قصفَ العِدوان قريتهُ الصغيرة المعزولة عن الساحات العسكرية ومخازِن الأسلحة….وعِندما إنهالت الغارات على حقول جَده

بعثت له والدته رسالة قائلة فيها

“سنموت ياولدي سيقتُلنا تحالفكم”

ردَ على رِسالتها قائلا
“لاتخافي فالغارات ليست بعشوائيه لا تستهدف الا مخازن الأسلحة!”

وغارةٌ تلت الأخُرى على قراهم حتى وقعت في راس جارهم جابر وأسرته
“جابر “من شاطره عُمر الطُفوله وشِراعَ السنديان

وعند تشييع الجنازات
كتبت له أمهُ ياولدي” تحالفكم قتل جابر وأسرته”

ولكن….. ذاكرتهُ لم تُسعِفهُ ليتذكر جابر

وعندما مر عاجل في قناة الجزيرة
“التحالف يستهدف مُعسكرا في قريه ما ويقتل قادة عسكرييّن”
تذكر جابر وبزته الريفيه وفأسه وصَمتَ كثيراً وهو من يعرف جَيداً جابر ذلك المُزارع الذي خطتُهُ حُقوُلُ الأرض وخطها

وبِضغطةِ زِر قرر المضي قِدماً بلا ذاكرة وبلاحواس

ومّرَ عاميّن
وعندما سئم من ليالي الصقيع في بلدان منمقة ومهذبة للغاية باغتهُ الحنين لسريالية صنعاء وأمطارها التي تهب بدون موسم

الأن أين هوَ ؟

—-
يُفتش عن وطَن ّ وعن ذاكرة على صفحات جوجل
ولكن جوجل ككل مرة يخفق كثيرا…

يخفق كثيرا في أن يعطيه صورا لبيوتً كانت بيوت وأصحبت رماد…
ويخفق مرارا في أنّ يعطيِه وطناً يأنُ ولايُهزم …
ووجوهاً ذهبت ولم تَعُد

وككل مرة يتعذر الإتصال !

حاول مجدداً البحث على صفحات محرك بحثاً أخر
فلربما يجد حقول الجَهيِش والمحاجن الذي زرعه أجداده في قريتهِ الصَغيره ….وتعذر الإتصال أيضا

هذا المُترف بالعمالة الساكن هُنالِكَ خلفَ قضيتُه
يُطالبنا اليوم بِالعودة
والعودة مع جيوش كُرتونية وهمية لإقتحام صنعاء

مهزوماً هو حتى قبل أن يَنطُق!

لهذا تجدهُ كثيراً ما يُثرثر عبرَ صفحاتِهِ وأساميه المُستعارة
هو محكوما بوطناً يلفظُهُ كما يَلفظُ البحرَ جيفتهُ

بقلم رند الأديمي

#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز