تعز العز

الطابور الخامس أحد ابرز ادوات الحرب الناعمة

يهدف “الطابور الخامس” إلى تفتيت القوى المجتمعية وإحداث حالة من الارتباك والفوضى، وتعدّ مواقع التواصل الاجتماعي، المنتشرة اليوم، جزءاً اساسياً من حروب الطابور الخامس الموجود الآن، فمعظم الشائعات والأخبار المغلوطة والمعلومات، التي تفتت المجتمع، تأتي من هذه المواقع التي هي ركائز لحروب حقيقية تُشن على الدول والمجتمعات تحت تسمية “حروب الجيل الرابع”، هذه المواقع هي بمثابة الطابور الخامس الذي يعمل فيه مجموعة من الناس الذين يساعدون العدو الذي يهدد البلاد “عن قصد أو غير قصد”، وقد اتسع مفهوم الطابور الخامس ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية وعددا كبيرا من المسؤولين والصحفيين والكتاب والمثقفين .. و.. الجواسيس، يطعنون من الخلف والعدو من الأمام !
وتعدّ الحرب النفسية أكثر مجالات عمل المشتغلين في الطابور الخامس، كونها أشد خطورة من الحرب العسكرية، لأنها تستخدم وسائل متعددة توجه تأثيراتها، بشكل خاص، إلى أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم، وفوق ذلك كله فإنها تكون في الغالب مقنعة بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها وهم، على الغالب، لا يحتاطون لها، فالإنسان يدرك خطر القنابل والمدافع ويحمي نفسه منها، لكن الحرب النفسية او الحرب الناعمة تتسلل إلى نفس الإنسان دون أن يدري.
أما الشائعات فهي إحدى مرتكزات الحرب النفسية في عمل جيش الطابور الخامس، كونها تؤثر على البسطاء في المجتمع وأصحاب الوعي السياسي المحدود، فالشائعة هي خبر أو قصة أو حدث يتناقله الناس بدون تمحيص أو تحقق من صحته, وغالباً ما يكون مبالغاً فيه بالتهويل غير الصحيح، وهي تنتشر أكثر في وقت الأزمات والظروف الضاغطة، أو المثيرة للقلق، كالحوادث والحروب والأزمات على مختلف أنواعها السياسية والاقتصاديّة والاجتماعيّة، وتتسع أكثر حين تحاط بتعتيم إعلامي أو يلفّها الغموض، لذلك تصبح الشائعة أكثر انتشاراً كلما كان الموضوع هاماً، من ناحية، وغامضاً من ناحية أخرى، وتفشل الشائعة عندما تكون المعلومات حول الموضوع واضحة ومحددة، بينما يتوقف نجاح الشائعة على قوتها، حيث تنشط أكثر حين يكون الموضوع مهماً جداً للناس لحظة إطلاق الشائعة, بحيث تكون التركيبة النفسية للشرائح المستهدفة بالشائعة جاهزة للاستقبال، وهنا ينشط “الطابور الخامس” أكثر، والغريب اليوم أن وسائل الاتصال والإعلام تروِّج للشائعات لتحقيق المزيد من الانتشار على عكس المبدأ المعروف أن الشائعات تختفي كلما كانت وسائل الإعلام أكثر انتشاراً!
من هذا المنظور تغدو الحاجة ضرورية أكثر لعمل وسائل الإعلام الوطنية لتعريف المجتمع بالأساليب التي يستخدمها العدو وادواته في حربه النفسية وتفنيد أهداف دعايته وكشف أساليبه الرامية إلى النيل من الروح المعنوية وتعريف الناس بنوايا العدو ودعاياته التخريبية وإشاعاته المغرضة، وهذا يتطلب تأسيس سند إعلامي قوي يحصن المجتمع في المقام الأول ويؤثر على نفوس الأعداء وادواته لإحداث تغيير في موازين القوى.
إننا مدعوون جميعاً لأن نقتلع الطابور الخامس من حياتنا فهوَ اليوم يقوم بدور أسوأ من العدوان فعدوك تعرفة جيداً لكن الطابور الخامس يتخفى بعناوين واهيه وبراقة ويعزف على واقع وظرف معيشي قاسي يعيشه المواطن ولأهداف تخدم العدوان في المقام الاول , فتجاهلهم اليوم هوَ إسهام كبير في ترسيخ مايروجون له
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز