تعز العز

هنا تعز

هنا تستوقفني الكلمات …
و تخونني قدرتي الكتابية فأكتب بضع كلمات متواضعة عساي أصف تعز
 
فهنا لمن يتملكه عشقاً قديما للأرض الجبليلة التي لها نفحات هواء دافئة تتسرب في رفق الى انفس تواقة لهذا الدفء الذي يسر به المحيا وتتهلل له الأساريير …
 
هنا فقط في تعز قد نشحذ همتنا البلاغية في وصف سحرها لأنها لا تقبل بأقل من وصف بليغ دقيق يليق بكينونتها انها تعز …
 
تعز العز الشامخة من احتضنت الثقافة العريقة التي داهمنا شعورا ناقم يوم من الايام على اهل تعز بعد ان سمعنا وشاهدنا تهليلهم وتصفيقهم لسلمان ولسحل الجثث ونبش القبور !! وتهديم المساجد!! ….
 
لكن عبقآ ما يتغلغل الى أعماقنا ويملأ الخياشيم روائح زكية التي تضوع فتشمل الفضاء وتتوزعها الأنسام عطراً نديا فواحاً يمحو تلك النتؤات السوداء التي لاتمثل الحالمة …
عبقآ حين نتنسمه بفوحه الناعم تنساب مشاعر فياضة تتخلص في عشق ازلي نستعذبه في مخيلتنا .. ففيه رسمت ابدع لوحة فنية تأسر اللب ….
فما اقربك الى قلوبنا يا عاصمة الثقافة يامن صنعتي من أبنائك أساطير مخلدة في بحور الأدب والثقافة فقد ولدت ابناء كمصابيح الدجى غرر كان لهم في الفضل سبق وغايات …
لن ننسى اسطورة العصر معاذ الجنيد الذي هو انسياب من نبع دائم التدفق يحفه الصفاء متجدد الخرير .. كلما سمعنا أو قرائنا قصائدة ظننا انها للمرة الاولى ففي كل مرة نقرأها نجد معناً جديد وكلمات ينتشي لها القراء ويفخرون بمديح موطنهم بفصاحة نادرة استمدت من ثقافة قرآنية فنجد كلماته كأنها تتعبد في محراب ..
فلله درك يا ابن تعز قد رفعت رؤسنا
وكذلك مثقفين اجلاء اذكر منهم الصحفية رند الاديمي الحصيفة البليغة الثائرة
 
الثقافة المبدعة لا تخشى التنافس المتكافئ لكنها تتقي التدمير الخفي للخصوصية والهوية كما ان من يرجو انتشار الثقافة واختراقها للفضاء فعليه توظيف الوسائط التصويرية وهذا مافعله مثقفي تعز أبدعوا في التصوير
 
هنا تعز…صوت حاكي وناطق عن المأساة صوت له معنى آخر مقترن بالإنسانية التي يعبر عنها الأدب وان كان صوت يئن ففيه شموخ كشموخ الجبال الراسيات
 
..هنا تعز بطبيعتها الخلابة هنا تعز بشوراعها الملتوية كأنها التوائات سامراء العريقة وكأنها حدائق بابل المعلقة …
هنا تعز بأحاديث نسائها وأصوات أطفالها يملأ الباحة
كأنها سمفونية عازفة تطرب لها الأسماع هنا أسواقها هنا طيبها وبخورها
هنا الأضواء تتلألأ بين الأشجار فتغمر المدى بأنوار خلابة تخطف الأبصار
فيقدم الليل يمشي في مهابة وخيلاء تخطف الأبصار
 
بيئة الجبال المنيعة والهضاب المتداخلة لم تترك تأثيراتها على اهل تعز فقط بعد ان جعلت الشخصية التعزية أشبه بقطعة جبلية شديدة العناد والإصرار بل اثرت على كل من تقع عينه عليها فيجد نفسه يتوق لزيارتها ثانية مثلها مثل ماء النيل من ارتشف وارتوى منه يحن للعودة الى ام الدنياء مصر وكذلك هي تعز من داعبت وجنتيه نسيمها الدافئ تمنى ان يعاود الكرة فتكتحل عيناه بها …
تعز أحجية أعيت كل مفسر لبيب لا يفهم حلها إلا من لعب في طفولتة بترابها ولفحه فوح حرارتها الحانية ….
تجدها عن بعد كشجرة عيد الكرزمس المزينة والبيوت مترامية في سفوحها كأنها اللؤلؤ المنثور ….
اعذريني يا تعز العز لم اوفيك حقك فأقصى ما أستطيعه ان اقول عشقك يجري في دمي
✍️ عفاف محمد
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز